22 ديسمبر، 2024 10:06 م

عذراً يا شاعر الخسارات

عذراً يا شاعر الخسارات

” ياروحي مااظن محب  .. ساعة الشّدة ايلوح “
 
كم كنت صادقا في رؤياك .. أيها الديواني الباذخ العطاء ، فهاهي ذكراك تمر بصمت ، دون ان يلتفت اليها أحد ، أنت الذي
     ( دكيت باب الزمن …
        لنك بخت مشتعل ويطوف بيك الوطن )
ما أكثر العناوين التي تشرفت بعطاءك وتفاخرت بمواقفك ، لكنك يوم غرقت في وحدتك ( ماواحد من الناس مد نخوه الكلب وهواس )
للأ سف ياصديقي أنك أدركت ذلك متأخرا ًفأخترت وحدتك مكرها ً، وكنت بداخلك تشتعل ألماً وخيبة
     ( يمه عيب نعيش طركاعة الوكت 
        غيره وغفت …
        غيره وغفت ..)
تخلى عنك من نذرت ( أيام الشمس ) لغرسه ونثرت سنواتك الجميلة اليانعة في دربه المعبد بالخوف والرصاص .. وكنت في نذرك شجاعاً .. صادقا ً ،  وصورة ناصعة للبطولة والتضحية 
     ( اكتبني ضوه بكل  حايط أظلم
        فيضّني نهر كل روح يغسلها  
        العطش من يشتهيك ألتم )
وظل حلمك منارة باسقة لم تنحن يوماً لعواصف القهر والتخلف
        ( وآني بيك ينام كلبي ويكعد بحومة عذابه
          يمته اشوفك فارس بتالي الدهر يجدح مهابه
          يمته اشوفك .. جفك يجيب الصبح للبيت
          وينام الصبح ويه الزغار )
هكذا عشت الحلم وبقيت شامخاً بثباتك لأنك
        ( مانزعت الصبر ببيوت الهواجس
          لا .. ولا دكيت باب الذل )
هجرك من أفنيت قلبك لأجله هامسا ًمتوسلاً
        ( خذني بعيونك سوالف ..
           خذني بكليبك حجي
           ولو ثكل ضيم الليالي ..
           اوكع بخدك بجي )
وظلت عيناك ترنو لدربه شابحة متوسلة
       ( ردني الوكت هدني ، وانت على كحيلك
         تصعد تنوش النجم  ، تنزل تجيس الروح
         أتعب واكلك كضت روحي بهواك جروح )
 
رماك الأقربون على قارعة الطريق ، ومن قضيت السنوات عند مهده تغني
       ( بروحي رنتّ كل معاضيدك .. تراجيك
          يلحبّيب .. ياليضّوي الشيب فيّك )
ولكن أغانيك ضاعت في مهب الريح ، أتعبك الانتظار وانت تلهث وراء سراب صحوته
        ( وين يبني
          هذا وكت البيه ترد للبيت … راوي من اللعب
          تعبان ومشابك تذبني )
مضيت بهدوء يامن طرزت سماء الشعر بنجمات وألق قصائدك ،  أجل ياشاعر الخسارات وبيانات الزمن المذبوح
         ( يلتعب بيك البحر … مامش جرف لليل
            كل عمرك سفر بالماي … والسيل اليردك سيل
             يلمشت كل المنايا لصوبك المهيوب )
مضيت وعينك ترنو صوب نخيل العراق وسمائه ، مضيت وفي النفس غصة من أحلامك المذبوحة بسكين الخسارات
         ( ياعراق .. ياعراق .. تريد من دمنا بعد جم كربلا
            من كربلا
           ” سيرا على الاقدام ” حتى الفاو  صرنا كربلا
            وانت بعدك ما صرت لسه عراق )
 
  آآآآآه  كم أنت سيء الحظ في حياتك وموتك ياصديقي .