سيدي الزعيم: عندما جاء الاحتلال الأمريكي الى العراق، دعوتنا الى الجهاد ضدهم فجاهدنا، وأُخبرنا أن الحكومة عميلة فحاربناها, وان إخوتنا من الجيش والشرطة اذناب المحتل، فقتلناهم وأيتمنا أطفالهم, ورملنا نسائهم, وفجعنا آبائِهم, وحرقنا قلوب إخوتهم، فخرجنا هاتفين باسم الشهيد (الصدر المقدس)، “كلا كلا امريكا”، فنزفت نحورنا دماً على أرصفة الشوارع، وعلق الاحتلال جثثنا على المشانق، فلم نهن ولم ننكل وبقينا صامدين، محتسبين الى الله من اجل عراقنا الحبيب.
وصفنا الحكومة بحكومة الإحتلال، فضاعت من بين أيدينا كل الوظائف الحكومية وفرص التعيين!، فأصبحنا مواطنون من الدرجة الثانية، حاربنا الدستور بكل ما أُتينا من قوة، ودخلنا الحكومة عن طريقه!، وأُكرِشوا سياسينا من خلاله، قاتلنا ضد الإنتخابات واستلمنا المناصب عن طريقها!، نتظاهر اليوم في ساحة التحرير ضد مفوضية الإنتخابات، وهي التي سمحت لنا بالامس بتجديد الولاية الثانية للمالكي، لينقض بها على ما تبقى من الدولة وثرواتها، ارهقنا الدولة بالحرب الداخلية ونحن نعيش فيها!، المرجعية الدينية التي لم تتعرض لنا لا من قريب ولا من بعيد، اخذنا نحاربها ونشتمها ونتهمناها بأبشع التهم، والقينا عليها الكم الهائل من الكذب والتلفيق، بدون اي سبب مقنع؟ لمجرد إنها لم تؤيد مشروعنا.
إن أكثر ما يدمي القلب هو ما يجري في هذه الايام، ندعوا كل السياسيين للإصلاح وسياسينا متخمون بالفساد،(الشيوعيون والعلمانيون) الذين كفرناهم بالأمس حلفائنا اليوم، رئيس الحكومة السابق “أياد علاوي” عدونا الذي سفك دمائنا في كل محافظات العراق أصبح اليوم حليفنا!؛ أصابني الذهول عندما سمعت إنه قادم الى مدينتنا مع “حاكم الزاملي”، حيث بدأت دمائي تغلي في عروقي، وأنا أُشاهده يقرأ سورة الفاتحة على مجموعة شهداء في صورة موشحة بالسواد علقت على الجدار، من بينهم اخي الذي سقط شهيد في معركة النجف الأشرف.
أُخبرنا أن السياسة قذرة، ولم ندرك بأنها بهذ الحجم من القذارة، لا نخفيك سراً يا قائد الإصلاح، بدأت الأيادي الخفية تُدخل الشك والريبة، على قلوب انصارك ومحبيك من أوسع ابوابها، عن طريق التشكيك بطرح الكثير من التساؤلات المسمومة التي كان من اهمها.
هل هذا الذي يحدث اليوم هو من اجل الإصلاح ام من اجل السلطة والمال؟؟؟.
هل هذه الثورة من اجل العراق ام من اجل الانتقام من بعض السياسيين؟؟؟.
هل كل هذه القرارات تصدر من جنابكم الموقر؟؟؟، ام هناك أيادي خبيثة مدسوسة تحت عبائتك؟ هي من تقدم النصح والإرشاد المغلوط، للإيقاع بك لأجل القضاء علينا وعلى مشروعكم، الساعي للنهوض بهذا البلد الجريح المنهوب المسلوب، الذي اصبح كفرس السباق ، ما إن يصاب حتى يلقي حتفه بطلقة الرحمة.
لازلت أحملك واحمل مشروعك على الصلاح والإصلاح، لا زلت أصارع نفسي لأطمئنها، إنك هذا الشبل من ذاك الأسد، نتمنى ان تنكشف أمامك كل وجوه الخونة، وأصحاب المصالح الدنيئة، لأنك لازلت طاهراً من سلالة الطاهرين.