17 نوفمبر، 2024 11:22 ص
Search
Close this search box.

عذراً مظفر النواب .. لم نستطع أن ندافع عنك لقد خذلت وطناً وشعباً منذ البداية وحتى نهاية مشوارك.. وتلك هي الحقيقة المؤلمة

عذراً مظفر النواب .. لم نستطع أن ندافع عنك لقد خذلت وطناً وشعباً منذ البداية وحتى نهاية مشوارك.. وتلك هي الحقيقة المؤلمة

كيف يمكن أن تكون الإنسان ثورياً حقيقياً إذا لم يفضح المخازي التي تجري أمام عينيه صباح مساء.
ارنستو تشى جيڤارا
رحل الشاعر مظفر النواب،عن عمر ناهز الثمانية والثمانين عاماً، قضى سنوات حياته الأخيرة في الشارقة حيث كان يتلقى فيها العلاج في أحد مستشفياتها، بعد إن كان يشتم الجميع، ودفن جثمانه في بلد الذي تنكر فضائله بعد إن آواه ومنحه موطناً، وراح إلى الخارج يحاربه، بهدف تقويضه في هجرته. كنت أقرأ بعض قصائد الشاعر مظفر النواب في الستينات والسبعينات من القرن العشرين، ونطرب لكلمات أغاني (الريل وحمد) و(ليل البنفسج) وقصيدة (جنح غنيدة) و (موحزن) بين رائعاتٍ كثر. وشاءت الظروف إن تكون مغادرتي العراق مكرهاً في أواخر تموز عام 1979 إلى دمشق وبقيت يومين وثم غادرت إلى بيروت، وهناك التقيتُ بالشاعر الكبير سعدي يوسف الشيوعي الأخير الوطني حتى النخاع، والشاعر العراقي آدم حاتم، ومن شعراء العرب أمل دنقل، خليل حاوي ،علي فودة، وأحمد فؤاد نجم ، في مقهى أم نبيل. لم يكن الشاعر مظفر النواب في بيروت كما يروج أنصاف المثقفين والكتاب، بل كان في ليبيا ينعم بأموال القذافي، ثم عاش على إعلام الطاغية حافظ الأسيد، ليشتم العراق والعرب بأوسخ الكلمات.معيلاه معروفان بمواقفهما المعادية للعراق وتزويدهما لنظام إيران الخميني الظلامي بالسلاح والصواريخ خلال الحرب العدوانية الإيرانية ضد العراق. بينما نرى صديقنا وصديقك يا مظفر، آدم حاتم … الشاعر – الكاتب – المنفي – الجائع – المشرد .. الواقف وحده في الريح .. يصرخ .. يعزي كل هذه ” الجوقات” الشوه .. ممن غادروا الوطن ليدلوا بشهاداتهم ضد الوطن ! .. ولأنهم ” أبناء جلدتنا” فهم الذين يحملون السلالم ” بالعرض ” . وهم الذين – تخب بهم السيارات الرافهة ، وهم الذين ” يقبضون” باسم الدم المهدور – في الجنوب الحزين ، والشمال المحتل من قبل الإقطاعية الكردية! وهم الذين ” يعارضون” ويصارعون ” الطواحين الهوائية “.. وأشباحاً من الشمع ! وما تحرك لهم ساكن .. أو أصبع في قدم ! الحقيقة التي أسرته في الوطن شوقاً وجمراً، كان أول مكتشفي ولادتها الأخرى .. في المنفى ! وراء أقنعة ووجاهات مشبوهة ، لتزوير الحياة ، لتزوير النضال، لتزوير الموت ، وهم ، يساريون بالأمس ، وكانوا يدافعون .. حتى عن السيارة الرفيقة .. ” لادا” ! أكثر من دفاعهم عن رفاق لهم كانوا يواجهون عقوبة الأعدام !. كل هذا .. قالنا .. وقاله آدم حاتم – بصوت عال – ليلوذ بالصمت الأخير .. لأن المأساة أكبر من التفاصيل .. ولأن الآخرين ما زالوا يبالغون باللغو الجزاف ، ولأن الشهداء الأموات أكبر وأسمى من هؤلاء .. فلم يتبق سوى صمت الصامتين ، أولئك الذين قدروا..ووزنوا ..وصمتوا، ولأنه صمت له جلال الشهداء الأحياء.. ورحل آدم حاتم.. في صمت ليل، وليس على قبره “شاهدة” تحمل تاريخ ولادته.. تاريخ رحيله!. رحل وحيداً.. كما كان وحيداً في أحزانه ، جراحاته ، ولم يعبا بمن أقتربوا منه بعد موته ، بعد أن ابتعدوا عنه وأختلفوا فيه.. ليقولوا كلمة وداع خجل .. لم تعبر المسافات البعيدة .. إليه .. وكان حريصاً أن يتوارى .. يذهب إلى موته.. دون وداع. شاءت الظروف إن آتي إلى دمشق ، كنتُ أتردد على مقهى “الهافانا” الدمشقي يومياً، وبعد سنوات جاء الشاعر النواب، فالتقتُ به فى مقهى “الهافانا”، وبدأت علاقتنا تتطور، فأتفقنا إن نخصص من وقتنا ساعة واحد يومياً لتبادل الشأن الثقافي والسياسي والمؤامرات التي تحاك ضد وطني بلاد الرافدين العظيم، وفي الوقت نفسه قرأتُ قصائده وحضرتُ بعض أمسياته التي تقام بدمشق، كان فاروق صبري الذي جعل من نفسه نادلاً يسكب الخمر كلما أفرغ كأسه ويقف خلف النواب، وكلما ألقى مقطعاً كيدياً وجارحاً جوبه بالتصفيق،وغالباً من دون أن يفهم سامعوه “خطورة” ما كان يقول. أول قصيدة سمعتها بصوته هي قصيدته الشهيرة (القدس عروس عروبتكم)! سمعتها وفوجئت بطابعها الحاد، والأفكار التقليدية التي تضمنتها، والتي رأيت، أنها لا تليق بمدعيات مظفر الشيوعية. لكن فكرة القصيدة تقوم على إستفزاز العصبيات البدوية: (أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها…) ، فقد صدمتني تلك القصيدة بحدتها وأفكارها المتطرفة، وكلماتها النابية (حظيرة خنزير أطهر من أطهركم) وجعلتني أناقش أدب النواب قبل أن أهمل الأهتمام بأدبه كلياً عام 1999!.لكني وجدت متعة وصوراً جميلة ومؤثرة في شعره العامي (الشعبي)، خصوصاً في شعره الغنائي الذي تميز به . كنتُ حادثته عن أدبه، فهو شاعر نجح بمهارة في شعرهِ الشعبي في العراق، فالأغاني الشهيرة التي كتب كلماتها، مثل “الريل وحمد” ، و”ليل البنفسج” التي لحنها الفنان طالب القرغلي، وقد غناهما المطرب ياس خضر، وحفظها كل العشاق من قصائد (للريل وحمد) يا ريل باول زغرنة \ لعبنه طفيرة\ وهودر هواهم\ ولك .. حدر السنابل كطة- كما هناك قصيدة (جنح غنيدة) “يغنيده أمس، يا حلوة الحلوات صار العمر طوفة طين\ وغنية ولكينة الدرب والسماك وقمر الدين\ نتختل وره النسوان والشياب\ وندك المحلة الحلوة باب بباب\ يا اول جرس ارعن كتل فرحة وكاحتنه\ كبرنه سنين\ يا أول جرس..” وقصيدة (البنفسج) التي غناها المطرب (ياس خضر) “يا طعم\ يا ليلة من ليل البنفسج\ يا حلم\ يامامش ابمامش\ طبع البكلبي من اطباعك ذهب\ ترخص، واغليك، واحبك\ اني متعود عليك هواي\ يا سولة سكتي\ يا طواريك من الظلمة تجيني\ جانت اثيابي على غربة كبل جيتك \ ومستاحش من اعيوني\ وعلى المامش علمتني\ جلمة الهجران زارتني كبل حبك/شلون اوصفك وانت كهرب/وآنه كمرة عيني دمعة ليل ظلمة/شلون اوصفك وانت دفتر وآني جلمة/ياللي ما جاسك فكر بالليل ما جاسك سهر”. وأغنية حن وآنه احن فقد جاء فيها “حن وآنه احن/ونحبس ونه ونمتحن/مرخوص بس كت الدمع/شرط الدمع حد الجفن/جفنك جنح فراشة غض/وحجارة جفني وما غمض/ياالتمشي بيه ويه النبض/روحي على روحك تنسحن/حن وآنه احن/عيونك زرازير البراري”. وقصيدة” مو حزن لكن حزين/مثل ما تنقطع جوّا المطر/شدّة ياسمين.”. وقصيدة (جنح غنيدة) “يغنيده أمس، يا حلوة الحلوات صار العمر طوفة طين\ وغنية ولكينة الدرب والسماك وقمر الدين\ نتختل وره النسوان والشياب\ وندك المحلة الحلوة باب بباب\ يا اول جرس ارعن كتل فرحة وكاحتنه\ كبرنه سنين\ يا أول جرس.. انتلني..انتلي\ لغنيدة\ أمس، للضحكة، ردلي جناحي| رجعني\ وتغيب الشمس خضرة على محجر الجوارين\ والمح عمتي من بعيد، وتضمني بعبايته\ واحس بالبيت\عمة الشمس ماتت، وانته مارديت\ – عمة الشمس ماتت ،واني ما رديت\ رديلي الفرح، رديت”. بين رائعاتٍ كثر. لكن في نثره الشعري بالفصحى لا يرقى إلى قوة شعراء من رصفائه . قلت : هذا ليس فقط موقفي بل موقف غالبية المثقفين والأدباء العراقيين والعرب. ثم دخلتُ معه في نقاش وطرح أسئلة طيلة تلك السنوات وقلت: يا أبو عادل ، كوني شيوعياً عارضت النظام السابق بشرف بعد حملته القمعية الظالمة ضدنا التي بدأت عام 1977 ولكني رفضت في الوقت ذاته التفريط بالثوابت الوطنية الأساسية وقفت مع وطني وشعي أيضاً بشرف في الحرب العدوانية الإيرانية ضد العراق في الثمانينيات وثم عام 1991 -2003 وقفت مع وطني وشعبي أيضاً بشرف وتصديت لجوقة العملاء والخونة أيضاً بشرف منذ عام 1983 التي رهنت عملها ونشاطها بيد الدول الأجنبية الهادفة لإشعال الحرب الأهلية وتقسيم البلاد وتنفيذ المجازر الدموية والبعيدة كل البعد عن مصالح العراق وشعبه ورفضت الإستقواء بالإحتلال وإبقاء الحصار على العراق المحكوم براً وجواً وبحراً في الوقت كان جميع عملاء وخونة ومرتزقة الذين تستروا باسم (المعارضة) بكل ألوانها ومشارفها ، المولعين بالتلذذ لوجع الشعب العراقي اعتبرت الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي عاملاً سياسياً في مقارعة نظام السابق .هكذا تتعامل حثالات الذين تستروا باسم (المعارضة) بالأمس وحاكمة اليوم، مع قضية الحصار الاقتصادي تماماً كالصياد الذي يريد أن يجفف البحر من أجل إصطياد سمكة .كما قلت يا النواب هكذا ينبغي إن تكون شيوعياً ، كوني مؤمن بوطني من واجبي دفاع عنه وعن شعبي في كل الظروف إذ كانت في أوقات السلم أو الحرب !. وقلت له كنت مشارك في حرب تشرين عام 1973، التي خاضها العراق لإستعادة الأراضي السورية المحتلة، وأنقذ مدينة دمشق من سقوط في أيدي العدو الصهيوني. شاهد الآن كيف كان النظام الطاغية حافظ الأسيد يتآمر على العراق وناكر الجميل .!كما قلت له : حبذا لو تعطيني جواب واحد مقنع لماذا لم تكتب ولو بيتاً واحداً، ولو تلميحاً ، تهاجم فيه نظرية الخميني القائلة بتصدير الثورة الإسلامية الطائفية العنصرية المتخلفة إلى العراق ودول العربية؟ السفاح المقبورالخميني، الذي أطال حربه على العراق مدة ثماني سنوات قبل أن يتجرع السم وإذعان مجرم الحرب السفاح الخميني ونظامه الظلامي ليركع تحت أقدام الجبش العراق الوطني ويحتسي كأس السم الزعاف. وقلت له يا النواب : هل تعلم كيف مارس القيادة الرسمية في الحزب الشيوعي القمع والإستبداد الممنهج ضد الشيوعيين المعارضين قبل وبعد إنعقاد المؤتمرين الرابع والخامس سيئتان الصيت في مضمونهما وشكلهما ونتائجهما عـام 1985-1993، وانشق الحزب الشيوعي إلى حزبين، (واحد تابع هجين عميل والآخر كردي عنصري عميل)، اللذان يؤمنان بحتمية انتصار مشروع الصهيو الأمريكي والعجمي الإيراني ؟ هل أفكار الشيوعية تؤمن بالإستقواء بالإحتلال الأنكو الصهيو الأمريكي الصليبي والعجمي الإيراني، أم سرقة مقدراتنا؟ أم قمع الشيوعيين المعارضين لنهج القيادة الرسمية حيث تعرضوا للتعذيب والقتل في سجون خاصة تمّ بناؤها في الجبل، ونتناول هذه الظاهرة الخطيرة بالأسماء حيث أستشهد تحت التعذيب جابر عبد الله (منتصر) وتعرض للتعذيب (الشيوعي) سامي حركات (ستار غانم) الذي أستشهد لأحقاً من أجل أن ترهب الشيوعي الوطني وتذله وتجعله طوع إرادتها لتنفيذ خيانتها الوطنية العظمى بحق العراق وشعبه الأبي، ويعتبر أمين (أحمد الناصري) أحد الشهود الأحياء الذين يواصلون نضالهم لفضح هذه الممارسات الإجرامية وهو يطالب كما يطالب الحزب الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي بكشف المجرمين المعروفين ومحاسبتهم، ومنها أساليب الطرد والمحاربة وسرقة جوازات الرفاق وظاهرة المقاطعة الاجتماعية للرفاق ؟.هل تعلم يا مظفر السبب في ذلك هو خوف القيادة من خوض هذا الصراع الفكري الداخلي في الحزب، بسبب عدم قدرتها على إدارته وتوجيهه الواجهة الصحيحة ، لأنه سيؤثر على مواقعها وهي تشعر بضعف موقعها في الحزب، لأجل ذلك تنفيذ المخطط المرسوم لها ، لتكون مستعدة ومشاركة بفعالية في أجندة اليوم المتمثل في سطوة الإمبراطورية الأمريكية القائمة على الإحتلال والاستحواذ على خيرات الشعوب؟. سنرى الجواب في سياق ذلك كاشفاً جلي الدلالات حول تحول دكان زمرة فخري كريم ولي زنكنة وحميد مجيد موسى وجلاوزته الخائنة العميلة الفاسدة، التي أنتحلت أسم الحزب الشيوعي العراقي. هل تعلم كم دوخوا رؤوسنا حين يدعون أنهم يدافعون عن قيم ومبادئ، ولا ندري ما هي هذه القيم؟!، هل هي بتعذيب وقتل الشيوعيين في الجبل تلك الجريمة لا تمحى من صفحات التاريخ وستبقى لخطة عار على جبين مرتكبيها أبد الدهر؟! أم تواطؤ مع مجزرة رهيبة ارتكبتها جماعة العميل المزدوج المقبور جلال الطالباني بحق الشيوعيين في “بشتآشان ” التي إلتزمت الصمت ولم تدن هذه الجريمة الوحشية وترد الإعتبار للضحايا فالسكوت دليل التواطؤ والخيانة؟. قلت يا النواب أريد الجواب هل أنت مع هذه الجرائم أم ضدها؟؟ وإذ كنت ضدها فعليك أن ترفع صوتك عالياً. أولئك الذين كانوا يقيمون صيفهم – شتاءهم ، قرب جدار الكرملين بالأمس .. شوهدوا أيضاً قرب جدار ” البيت الأبيض”! يستجدون الدعم الصهيو الأمريكي الصليبي من أجل الديمقراطية الجديدة .. وحقوق الإنسان ! ومثقفون مرتزقة .. عادوا ليتربعوا على موائد العلاقات المشبوهة وراء ميكرفونات ال بي. بي. سي لينشروا رسالتهم الجديدة .. وما عادوا مهووسين كما بالأمس ” بالحتمية التاريخية ” و” نقيض النقيض ” .. أكثر من هوسهم الراهن بأنباء النجومية .. وتنفيذ مشروع الصهيو الأمريكي الصليبي والفارسي الإيراني.. لهذه وتلك .. لم تعد تعنيهم جثث نساء وأطفال وطنه المحترق في .. ملجأ العامرية والقصف اليومي للتحالف العدوان الغربي والحصار الجائر الظالم.. أقلام كانت تطحن .. وترن ” بالطبقية” .. والطبقات ، والرجعية وأنظمتها ومشايخها .. وعسكرها ، تلهث بالأمس واليوم وراء الدولار .. والريال .. والدينار .. والتومان وما تقيئه الصحف الكويتية والخليجية والفارسية الصفوية الإيرانية .. العجفاء .. لتسهم دون حياء .. فيما تكيله هذه الوريقات المتفياة ظلال الحراب الصهيو الأمريكية الصليبية والعجم الإيراني .. للشعب .. لكل عراقي سواء بسواء! كما أيضاً يا مظفر لماذا لم تكتب ولو بيتاً واحداً، ولو تلميحاً ، تهاجم فيه الإمبريالية الأمريكية والبريطانية اللتان تقومان بدور النازية الجديدة والنظامين الإيراني والأقلوي السوري ونظام الرسمي العربي، بكل مسمياته، جمهوريات وممالك وإمارات ومشايخ وسلطنات، وأقطاب ما تسمى بالمعارضة اللاعراقية واللاوطنية بالأمس (تعالوا احتلونا) أصبحوا حكام اليوم، التي تمتهن التجسس والعمالة والمتاجرة بمعاناة العراقيين وتسريب الأسرار الوطنية لخدمة مشاريع الأمريكية صاحبة السجل الأسود مند نشوئها على جماجم الهنود الحمر وهيروشيما وناكازاكي في اليابان وفيتنام وكوريا وبقية الشعوب ومنها؛ بلدنا الحبيب العراق، لم تكن تلتزم بالقوانين بل كانت ولا زالت تفبرك الأسباب لشن الحروب على الآخرين أو تزرع نيران الفتن للنيل من خصومها فأمريكا قائدة الإرهاب العالمي والصهيونية العالمية والعجم الإيراني ولتحقيق المكاسب المالية والثراء الشخصي غير المشروع وهذا السلوك الخائن قد كشف للشارع العراقي والعربي وشك بمشروعية وجودها منذ ذلك الوقت وحتى أصبحوا حكام العراق اليوم، أولئك الذين أشتركوا في مؤامرة وعدوان على العراق ؟ لماذا لم تكتب ولو بيتاً واحداً، ولو تلميحاً، تهاجم فيه حثالات المعارضة ، بكل ألوانها ومشارفها، التي تطالب بإبقاء الحصار الجائر الظالم المحكوم براً وجواً وبحراً، المولعين بالتلذذ لوجع الشعب العراقي والذي تسبب بنقص الأدوية وانتشار السرطانات والفقر.. بعد أن تم إستخدام اليورانيوم المنضب من قبل الإمبريالية الأمريكية والإمبريالية البريطانية وحلفائها ضد العراق في حرب عام 1991 والتي بلغ وزن ما تحوي من اليورانيوم المنضب الملقى على العراق 286 طناً؟. لماذا لم تكتب ولو بيتاً واحداً، ولو تلميحاً، تهاجم فيه ما تسمى بالشرعية الدولية التي اعتبرت غذاء الطفل وتطعيمه باللقاحات ضد الأمرض وقلم الرصاص الذي يتعلم به مواد محظورة يساعد على إنتاج أسلحة الدمار الشامل؟! لماذا لم تكتب ولو بيتاً واحداً، ولو تلميحاً، تهاجم فيه سيئة الصيت الصهيونية المقبورة (مادلين أولبرايت) وزيرة خارجية مجرم الحرب الصليبية المقبور بوش حين سألت الصحافية “لزلي ستاهل” في برنامج شبكة سي بي اس الشهير “60 دقيقة” هل إن الأمر يستحق كل هذا الثمن؟ فأجابت دون أن يرف لها جفن : “ كان أمراً يستحق ذلك”. كما أيضاً لماذا لم تكتب ولو بيتاً واحداً، ولو تلميحاً، تهاجم فيه الإمبريالية الأمريكية حين قصفت ملجأ العامرية بطائرات117، وبالقنابل الذكية وأدى ذلك القصف إلى مقتل أكثر من خمسمائة طفلاً وإمرأة وشيخاً، وجرح مئات آخرين لقد حرقوا أحياء، أذيبوا من فرط وشدة حرارة التفجير؟. ألم تهز مشاعرك هذه الجرائم الوحشية يا مظفر؟ وأيضاً كونك فناناً تشكيلياً، لماذا لم ترسم حتى لوحة صغيرة تدين تلك الجرائم الوحشية يا مظفر لماذا لم تكتب ولو بيتاً واحداً، ولو تلميحاً، تهاجم فيه أكاذيب أسلحة الدمار الشامل و(إنبوبة المقبور الكذاب الأشر كولن بأول).؟؟ كما قلت يا مظفر: ليس خافياً على المتابعين، منذ عام 1991 حتى هذه اللحظة وأنا أتحدث معك ونحن في عام 1999، وما زالت الإمبريالتان الأمريكية والبريطانية المارقتان تدك مدن العراق وتدميرها بالطيران الحربي، وكلما تدك مدن العراق وتدميرها بالطيران تطالب حثالات الذين تستروا باسم (المعارضة) مزيد من القصف الإجرامي الوحشي، شاهد إلى أي درجة وصلت أحقادهم على العراق وشعبه؟ وقد أثبتت تلك الأحداث الأليمة، مقدارعمالة وخيانة ونذالة أولئك الذين تستروا باسم (المعارضة) بالأمس يتآمرون ويسرقون باسم الله والدين والطائفة والإثنية، وهي مؤثقة بالأدلة والبراهين وارتأينا أن نكشفها لك هل أنت مع العراق صاحب المجد التليد والحضارة والتاريخ العريق وشعبه أم ضده ؟؟! كما قلت يا (أبو عادل ) أكيد أنك مطلع على تجارب الشعوب في مقاومة المحتلين، وهنا يحيلنا التاريخ إلى موقف المشرف للحزب الشيوعي الصيني أثناء غزو اليابان للصين.وكانت تدور في الصين آنذاك، حرب أهلية بين الشيوعيين وحكومة الكومنتانغ اليمينية بقيادة جان كايشك. وبدون أي انتظار، تحول الحزب الشيوعي الصيني إلي الدعوة للجبهة الموحدة لمواجهة الإحتلال الياباني. فلماذا أنت متعاطف وتؤيد أقطاب ما تسمى بالمعارضة ومنها دكان زمرة اللاالشيوعي البريمري تمهيداً للغزو والإحتلال؟ هل لقاءاتك وحفلات الخمر مع العميل المزدوج فخري كريم ولي زنكنة وجلاوزته قد حقنوك بإبرة مخدرة بحيث لا ترى الحقيقة وهي واضحة كوضوح الشمس؟ ما هكذا تولد الإبل يا النواب: في مثل هذه الظروف والتحديات يبرز دور وموقف الشاعر والأديب وأي عراقي غيور على وطنه أن يحتم عليه أولوية نصر العراق وشعبه في هذه الظروف العصيبة! وقلت له : هنا أود إن أذكرك بمقولة الشهيرة التي أطلقها يوسف سلمان يوسف (فهد) : ” لقد كنتُ وطنياً قبل أن أصبح شيوعياً. وعندما أصبحتُ شيوعياً ، صرتُ أشعر بمسؤولية أكبر تجاه وطني“ أين موقعك من هذه المقولة الخالدة ؟! كما قلت يا مظفر: هناك الكثير من الأشخاص الذين يتظاهرون بالوطنية والفقراء من الرأس حتى القدم يخونون الوطن وشعبه. ثم قلت له : يا مظفر أنني قد أطلعتك على رسالة إستقالتي من الحزب في عام 1985 التي كشفتها لك، وبعد يومين من إستقالتي، أرسلوا رفيق (أبو هشام) كان يعمل معي في نفس اللجنة وبلغني بأني مطرود من الحزب بدون التقيد بما نص عليه النظام الداخلي من حتمية إجراء دراسة أسباب إستقالتي ومعالجة الأخطاء والنواقص وتصحيح مسيرة الحزب الذي نحرف عن خطه الوطني والأخلاقي، بل وصل بهم الأمر إلى إستخدام أسلوب البلطجية ، وهي أحدى أساليب القذرة من أجل أن ترهب الشيوعي الوطني وتذله وتجعله طوع إرادتها لتنفيذ خيانتها الوطنية العظمى بحق العراق وشعبه الأبي، قلت لأبو هشام : أولاً أنني قدمت إستقالتي ولا يشرفني أن أبقى في صفوف الحزب هو يخون وطني وشعبي ولم نبيع مبادئنا حتى في أشد جوعنا في المنافي واقفين صامدين فالمبادئ لا تباع في سوق من يدفع أكثر، المبادئ ضمير ويا ويل من يؤلمه ضميره سيرافقه كظله طول حياته. وثانياً لي شرف إن أطرد من الحزب سبب دفاعي عن وطني الحبيب في هذه المرحلة العصيبة أفضل من أخون وطني وشعبي وحزبي. وكذلك قلت يا مظفر : هل تتذكر الرفيق أبو عليوي كان مناضلاً شيوعياً مقداماً ، تدرج في صفوف الحزب وأصبح عضو منطقة. قال نعم أعرفه! قلت : وقبل أن يفارق الحياة ، حزيناً ومكسوراً، كتب ل” المكتب السياسي” محتجاً على المعاملة الجائرة التي تعرض لها كما تعرض لها الشيوعيين ومحذراً من العواقب الوخيمة التي ستؤول إليها أوضاع الحزب على يد العناصر اليمينية الانتهازية التخريبية التصفوية المسيطرة قلت أقرأ هذه رسالة إستقالته من الحزب. كما قلت يا النواب : أطلع على هذا الكراس (حزب الشيوعي العراقي ضياع وثرثرة ) صدر في بيروت أوائل الثمانينات من القرن العشرين ، هذا الكراس ينتاول إنحرافاتهم الأخلاقية وبالأسماء هكذا كانت نضالات منظمة بيروت .كما قلت يا مظفر : سبق وأن سلمتك رسائل الرفاق والمنظمات الحزبية التي تعلن مواقفها الصريحة إزاء ما يجري داخل الحزب من تخريب منظم وتصفية مدروسة لخيرة كوادر ورفاق الحزب . تتعالى صيحات الرفاق ، صريحة، علنية ، واضحة ضد القيادة الرسمية السائرة في غيتها ومخططاتها التدميرية .من البلدان / بلغاريا /جيكوسلوفاكيا /هنغاريا/ الدانمارك / اليمن الديمقراطي / المانيا الغربية / شمال أفريقيا/ الاتحاد السوفياتي/ براغ / الجزائر/ دمشق / من شمال العراق المحتل/وسوف أحضر لك جميع رسائل الأخرى . وما هو رأيك بهذا التخريب وتصفية الحزب؟ وكما عرضت أمامك وثائق ومواقف مشرفة للحزب الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي الذي أخذ على عاتقه تصحيح مسار (ح. ش. ع) إستناداً من الحكمة العربية التي تؤكد إلى أن الملح وهو المادة التي تحمي الغذاء من التلف بمرور الأيام ولكن بأي شيء تصلح الملح أذا فسد؟ هذه الحكمة تنطبق على حالة (ح . ش. ع) المرحلة الأولى، منذ خط أب التحريفي عام 1964 ولغاية ما يسمى ب (المؤتمر الرابع) المنعقد في الجبل عام 1985 السيء الصيت في شكله ومضمونه وبعده من مؤتمرات السيئة الصيت، فككوا حزبنا الشيوعي وفق مشروع الإمبريالية الأمريكية الفاشية والصهيونية والغربية والإيرانية وتحت شعارات وهمية وكاذبة ومنها “الديمقراطية والتجديد والعلنية”، ولنرجع بعشرة رفاق للعراق على ظهر دبابات المحتلين.هكذا سار ومازال نهج التصفوي التخريبي العميل للزمرة فخري- حميد مجيد موسى وجلاوزته التي أنتحلت أسم الحزب الشيوعي العراقي. كما قلت له هل تعلم بإن العميل حميد مجيد موسى بلقائه بمنظمة أيباك الماسونية واللقاء بالخارجية الأميركية؟، والدليل على ذلك ما شاهده وأكده الكردي محمود عثمان هناك!. وهي مدونة ضمن وثائق وبيانات الحزب الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي .هل تعلم من هو سرق مالية الحزب؟. كما نضيف لك يا مظفر : أكيد أنك قرأت أو سمعت عن صدور كتاب تحت عنوان ( قول ما لا يقال عن المعارضة العراقية ) تأليف باقر ياسين. كما قلت يا النواب قصائدك تنحدر بحس طائفي صفوي حاقد متخفياً وراء يسارية فجة، قلت إذاً أقرأ هذا الكراس (أول حكومة شيوعية مؤسسها) تأيف أبو رضا ، صادر عن دار الثقافة الجديدة – بيروت – يتناول هذا الكراس بالهجوم على الشيوعية وعلى رجالاتها بأوسخ الأوصاف ، قلت يا مظفر هذه هي عقلية الطائفيين الصفويين الحاقدين على فكر الشيوعي وحتى على العرب، كيف يتم التحالف معهم وهم بهذه العقلية ؟ وضفت تعال معي لأخذك إلى مكاتبهم لترى رزم كبيرة من هذا الكراس في كل مكتب من مكاتب فصائل الشيعية بدمشق وكذلك الثنائي الطائفي في لبنان.وفي حوزتي نسخة من هذا الكراس أخذته من تلك المكاتب. كما نضيف لك يا (أبو عادل): أنك أطلعت على مجموعاتي الشعرية وقصائدي التي تتسم بالدفاع عن العراق وشعبه وضد الخطوط العرض والطول وضد إبقاء الحصار الظالم وضد أقطاب ما تسمى بالمعارضة العميلة ، وكتبت قصيدة تحت عنوان ( وصمة عار) وطني / غدت ” المعارضة” / حذاء في قدم الجند ./ جوقة .. / لمطر الدمار / والحصار. ومقطع آخر / المشاعل المطفأة / وجوه خائنة ، / ذبحت أغنية ، / أنشدناها . 13-3-1991 من ديوان ( بلح على شرفة الذاكرة) ومن قصيدة (صباح المحاكمة) ” سنكتب ..،/ وثائق وآهات / نمزق أقنعة المنفى / والخيانة .. // سنعيد لوعينا أمجاده / وصباح المحاكمة ، ربما ، / ستأتي الأشياء / دفعة واحدة / كي تضيء المنارة الميتة / في الجسد ./ 8- 6- 1993 من ديوان ( بلح على شرفة الذاكرة) وقصيدة ( في خطوط الطول والعرض ) هذا النزيف يعمد جيكور ،/ يفضح من خان ” صلاحاً ” و” الدين ” / ومن خان حمرة دمه / يتمرد دمي على المسطرة ../ وخطوط العرض والطول / ..ونشرت قصيدة تحت عنوان (وطن الأمجاد) في جريدة الإسبوع الأدبي عام 1999 ” ( لكنهم خانوك يا وطني ، ومن / خان الربوع مدنس ومخرب / علمتنا نهج الصمود فلم تزل / طوداً إذا جاؤوا رباك لينهبوا ) وقلت يا مظفر أنك قرأت قصيدتي ( مقام السيف) – أنا لو أريتك ما بهذي الروح / من شجن / أبكي وشعري ، / ممدود على ألمي / يا ذات يوم أيها الوطن / أنا لو قرأت عليك مذبحة / وعشقت جرحاً في المدى / أنا لو سقطت بعاصف المحن / سقط الندى ! / لو كنت يا ليل المجرى ملتقاي ،/ لجئت نحو فمي المرمل بالصدى / أنا من بقايا أمة تاهت / على درب الردى ../ لا تذبحوا صحوتي، / وأغنيتي .. / لأني مذ رأيت وجوهكم / تلد الدمار، / مع الحصار ../ وتبيح ألسنة الخيانة ..!! كتبت في عام 1992. ثم قرأت قصيدة تحت عنوان (حـِبٌ خؤون ) ومن مقاطع القصيدة / ورَثْتُ انتحَاركَ /مُذ وزعتكَ‏ سيوفُ التكالب‏ ِ بين الغُزاةْ‏/ ورَثْتُ نزيفكَ ،‏/ حين يسومك بوش الكذوبُ العذابْ/ ورَثْتُ شقاءَكَ -/ حين تبيُعكَ (معارصة )*/ هّمُّهُا أنْ تراكَ ‏-/ بأرصفْة التيهِ تبكي الحياةْ‏/ لماذا يَبيعُكَ هذا الشَتَاتُ/ من المغرضين/ وأَنْتَ الذيْ علَمتَّكَ التجاربُ‏/ والخيلُ/ والمُقبِلاتُ من الريحْ/ أن‏ لا تَهوُنْ‏/ لماذا نَخُون..؟‏/ وماذا سيحصُلُ لو كشفَتَنا الدُرُوبُ/وساقَ خطانا‏ زمانٌ خؤوُنْ؟‏/ وهي قصيدة طويلة.إضافة إلى ذلك قلت يا النواب أنك قرأت مقالي المنشور في جريدة ” التخطي” عام 1996 تحت عنوان (معارضة من أجل العراق .. أم معارضة ضد العراق ) وهذا المقال الذي لاقى ردود وحملة شرسة ونشرت أكوام من قمامة المقالات ضدي.سأحاول إعادة نشر ذلك المقال قريباً، الذي مضى عليه 26 عاماً من أجل إن يعرف ويكشف شعبنا العراقي الجريح الصامد حقيقة هؤلاء العملاء والخونة والمرتزقة واللصوص الفاسدين. كما أطلع الشاعر النواب على إستقالتي من عضوية الرابطة وهيئتها الأدارية بتاريخ 10-3-1993 بعد أن ” بلغ السيل الزبى ” وكوني عضواً منتخباً في الهيئة الأدارية للرابطة المثقفين الديمقراطين العراقيين / فرع سورية . جاء في إستقالتي ” أن رابطة المثقفين الديمقراطيين العراقيين أنها أضاعت هدفها ” بوصلتها” وهي في الأساس إيجاد وتكريس وتطوير ثقافة وطنية عراقية محورها الوطن والإنسان، مما جعلها تختزل لتكون ناطقة باسم المصالح ” التحزبية” الضيقة الأفق ، لا تعني بالثقافة الوطنية ولا بالمثقف العراقي ، كما لا تعني بهموم الوطن ، ومشاكله ولا بهموم الإنسان وحياته . وبالتالي ، فقد ذهبت الرابطة ضحية الجمود الذهن والتحزبي الأعمى ، وضاع المثقف العراقي في متاهات الصمت والمراوحة والتخلف المؤسف بدلاً عن القيام بدوره الإبداعي. ولم تعر أي اهتمام للقرارات التي طالبت بها ودونتها أثناء المؤتمر، ولم تعطي أذناً صاغية لمطالبات الأعضاء والمثقفين العراقيين إجمالاً، بل تمادت في صلفها وغلوانها تنفيذاً لرغبات جيب سياسي معروف ، ضاربة عرض الحائط مصير الرابطة والأهداف الكبيرة ، التي تأسست من أجلها مغفلة ما يمر به وطننا من انتهاكات ومؤامرات وتجزئة ضده من الخارج ومساعي تركيا الرامية إلى حرمان شعبنا من حقه التاريخي في الرافدين / دجلة والفرات /. يضاف إلى ذلك تهرب الهيئة الأدارية عن الاجتماعات في الفترات العصيبة ، تحت حجج واهية لكي لا تخرج على إتخاذ موقف وطني تتهرب منه عن سابق إصرار.” سأحاول إعادة نشر تلك الأستقالة قريباً. لكي يعلم ويكشف شعبنا حقيقة هذه الرابطة ! وهنا تطرح ملاحظات نقدية توجب التفكير في البحث عن أجوبة لها، وثمة من يحاول أي مثقف ومبدع تهرب من حقائق التخندق الطائفي والإثني واستحضار التاريخ على طريقته لأنه في هذا يؤذي مجتمعات العربية ومنها مجتمعنا العراقي. لكن النصيحة لن تجدي نفعاً، فالطائفية والإثنية والخيانة الوطنية العظمى مستنقع آسن، يجد المثقف، وحتى المبدع، بضاعته فيه. بصراحة مواقف الشاعر مظفر النواب تثير للسخرية والعجب، هو يدافع عن الطاغية حافظ الأسيد وإبنه الوريث بشار حتى النفس الأخير وهو يعرف جيداً أن الأول قد هدم حماه على رؤوس سكانها، والثاني هدم سوريا بأكملها تقريباً. كما لماذا لم يكتب شاعر بوزن مظفر النواب ولو بقصيدة واحدة، ولو بيتاً واحداً، ولو تلميحاً،على الديكتاتورية العملية السياسية المخابراتية ونظامها المحاصصي المقيت، والفساد المستفحل في مفاصل منظومة التدميرية اللصوصية، التي فرضها المحتلين يفترض أنهم من ألذ أعداء الشاعر الذي يدعي الشيوعي اليساري، عقائدياً ومبدئياً إنسانياً، وهم الحاكم الإحتلال الأمريكي بول ريمر والمرجع علي السيستاني الإيراني الجنسية ونظام الفارسي الإيراني. ونضيف لك يا مظفر : إن فرية المظلومية لعبة تدميرية مروعة، وأكذوبة لا رصيد لها من الواقع ، كان يحضر له منذ أكثر من ألف عام هو مشروع طائفي مذهبي صفوي مريض وجد له في اتباعها الطائفيين تربة مناسبة لنشر الفتن والموت والخراب ونهب ثرواته.بصراحة يجب ألا ننسى أن مظفر يلعب دور كلب الحراسة للنظام الصهيو الأميركي الفارسي الإيراني الذي كان هو أحد مهندسيه.
ترى، هل سأل أحد نفسه متى سمع آخر قصيدة للنواب؟ هل كتب النواب شيئاً جديداً منذ عقدين وأكثر، أو بعد أن صدرت الطبعة الأولى من أعماله الكاملة سنة 1996؟ وحتى حين كان النواب شاغل الناس ومالئ الدنيا، فهل كان يدلي بتصريحات سياسية أو يصدر أو يشارك في إصدار بيانات سياسية أو مقالات ونصوص شبه يومية كرفيقيه الراحلين هادي العلوي وسعدي يوسف؟ علماً هادي العلوي رغم تعاطفه وتعاونه مع دكان زمرة فخري – حميد مجيد موسى العميلة ، كتب مقالاً يرحب بضم الكويت إلى حضن الأم العراق، مما أثار جنون دكان زمرة اللاالشيوعي البريمري وأيضاً كتب مقالات مدافعاً عن حقوق العراق في رافديه / دجلة والفرات/ وذلك الشاعر الكبير الوطني سعدي يوسف بقى حتى رحيلة يكتب قصائد ومقالات وبيانات سياسية يهاجم بها منظومة التاسع نيسان التدميرية الإرهابية اللصوصية الفاسدة العميلة مدافعاً عن العراق وشعبه.
لم يكن جماهير شعبنا يعرفون أن مظفر النواب التقى بنائب رئيس مجلس قيادة الثورة الراحل صدام حسين، الذي منحه جواز سفر خلال 48 ساعة من طلبه. إثر الإفراج عنه من السجن الذي اعتقل فيه عام 1969 حين كان ضمن تنظيم (القيادة المركزية). وبعد الإفراج عنه وسفره للخارج لم يكن لديه أي صلة تنظيمية مع أي من تنظيمات الشيوعية العراقية إطلاقاً، بل بقى هو يردد في نثره الشعري بالفصحى بإنه شيوعياً. (سنأتي على تفاصيله لأحقاً). عن قصد وسبق إصرار، رصيده الشعري والسياسي في قصيدته “وتريات ليلية”، في مقدمتها الطائفية وعن صمته عما جرى في العراق منذ الحرب العدوانية الفارسية الإيرانية ضد العراق والقصف التحالف العدواني اليومي عام 1991 حتى يوم الغزو والإحتلال ومجازر حدثت بعد 2003 ، من تهجير وتغيير ديموغرافي ممنهج، واعتقالات وقتل على الهوية، وتفجير منازل ومساجد، وتجاهل لحقائق المعاناة والدمار والخراب الذي آل إليه الوطن وشعبه والفساد المستفحل في مفاصل منظومة 9 نيسان 2003 العميلة الذي يرزح تحته غالبية الشعب العراقي، وسرقة ثروات وتوزيع الغنائم على الأبناء والأقارب ورهط من الأحزاب العميلة والمنافقين ثم تحويلها إلى أرصدة وعقارات ومولات خارج العراق وإلى النظام ولايه الفقيه في إيران، ولم تعود على الشعب بأي فائدة. وهو جالس يشرب الخمر بدمشق وثم في الشارقة، وهناك من يروج له تحت حجة المرض والشيخوخة وهذه كذبة كبيرة تضاف إلى سجله المتخاذل والخياني .
لم تسمع من مظفر أي إدانة شعرية للاحتلالين الأنكو الصهيو الأميركي والإيراني، ويضاف إليها عدم إدانته للقتلة المجرمين والمليشيات القذرة التي قتلت مئات من المتظاهرين في مناطق الغربية أو من شباب ثوار تشرين الباسلة ، والتي سقط فيها أكثر من 800 شهيد وأصيب فيها أكثر من ثلاثين ألف شاب من أجل الوطن وضد الطائفية الإثنية، بذلك قد حرق أوراقه كلها ، عاجلاً أم آجلاً سوف يكتشف أبناء شعبنا الجريح الصامد حقيقته إن لم يكن اليوم، حيث عواطف بعض العراقيين معه لأنها لا تعرف حقيقة مظفر، لكنه يسجل سقوطه أمام الأجيال المقبلة.
في عراق العجائب يعكس حال البلد الذي تتلاطم فية أمواج الطائفية والعنصرية والعمالة للإمبريالية الأمريكية الفاشية وللنظام الفارسي الإيراني الظلامي الإرهابي وأنقلبت فيه كل الأشياء وأصبحت فيه كل الموازين بالمقلوب العميل شريف، والوطني منبوذ، والعالم مكروه، والجاهل محبوب، والشرطي لواء، والإفرار فريق، والمجرم طليق، والبريء سجين، والشهيد قتيل، والخائن مجاهد، والكذب تقيّة، والبغاء متعة، والمعمم سياسي، والسياسي طريد، والسفيه مؤتمن، والحرامي هو الحاكم بأمر الله .
في أواسط عام 1999 قلت يا مظفر هذا آخر لقاء بيننا. قائلاً خيراً مسافر قلت كلا. كما قلت : يفترض أن يكون المثقف العراقي عنوان الشخصية العراقية وضميرها.والموقف من العراق ومجالاته الحيوية، والدور الذي يلتزمه المثقف العراقي، هو حمل ثقافة الوطن ودفاع عنه، والتعبير عن الشخصية الوطنية، إلى أجيال العراق الحالية والمقبلة، وإلى البشرية أيضاً . لو كان لديك حد الأدنى من القيم النضالية الحقيقية والقيم الإنسانية لرفعت صوتك عالياً مطالباً بمحاسبة وطرد الإمبريالية الإستعمارية الأمريكية من عضوية الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع منظمات التابعة لها لإرتكابها حروب وحشية ضد البشرية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مروراً بإبادة سكان هنود الحمر وهيروشيما وناكازاكي في اليابان وفيتنام وكوريا وبقية الشعوب ومنها؛ العراق وأفغانستان، من أجل أن تنعم البشرية جمعاء بسلام. وكذلك إن ترفع صوتك عالياً لفضح وتعرية أهداف النظام الإيراني التوسيعية بالمنطقة وعليك أن تمضي قدماً لتخرج من التبعية الطائفية ومشروعها التوسعي . كما يقع على عاتقك فضح وتعرية ومحاسبة كل دكاكين بكل ألوانها ومشارفها التي تسمي نفسها بالمعارضة بالأمس والحاكمة اليوم وهي بالحقيقة الأمر ما هيه إلا مجاميع من الخونة واللصوص والقتلة والجواسيس ونكرات المجتمع. فقد سقطوا تماماً من ذاكرة شعبنا اليوم وسترى ذلك غداً . كنت كل أملي إن تتغير وجهة نظرك وتقف مع العراق وشعبه لكن للأسف أن مشروع الصهيو الأمريكي الصليبي والصفوي الإيراني قد سيطر على ذهنيتك ، في ظل هذه المرحلة يفرض على كل شيوعي بل على كل إنسان عراقي مخلص لوطنه أن يبحث عن الحقيقة وإن يتجرد من العواطف أو المصالح الضيقة أو دوافع الطائفية والإثنية من أجل إن يرى الحقيقة كاملة، وأن يصون الوطن وشعبه بين أحداق عيونه ويقاوم كل أشكال العدوان. قلت يا مظفر يبقى بيننا فقط السلام عليكم . وبعد مدة جاءني المرحوم عبدالجبار الكبيسي وأنا جالس غارقاً بالكتابة في مقهى ” الهافانا” قائلاً لي :هل هناك تطور وجديد في موقف مظفر النواب؟ قلت: كلا. انتهى مظفر . قائلاً : رأيك ملائماً لرأيي تماماً .
وقد قال الشاعر الكبير سعدي يوسف عنه إنه بارع في شعره الشعبي واللغة المحكية، وليس في نثره الشعري بالفصحى، مع استخدامه المفردات الجارحة والتوصيفات المبتذلة التي روجها بمتعة، ذلك أن مؤيديه وعشاقه لا يعترفون بأن دور مظفر النواب المبدع انتهى حيث لم يكتب ولو بيتاً واحداً، ضد نظام إيران الخميني الظلامي في حربه العدوانية ضد العراق، ولا عن القصف التحالف العدوان منذ عام 1991 وحتى غزو وإحتلال عام 2003، ولم يعترفوا بأنه لازم الصمت على ما حدث من فجائع في العراق.
لم يعد سراً أن تعبير ”شاعر قرمطي”، ليس مجازاً، الشاعر مظفر النواب نفسه قال عن نفسه في إحدى قصائده: ”وللقرمطية كل إنتمائي. وقد كتب الكاتب د. أحمد برقاوي مقالاً بعنوان “مظفر النواب والمكبوت الطائفي في وتريات ليلية” قائلاً : “ولو أخذنا النواب أنموذجاً، وفي القصيدة الأشهر في ذروة تأففه المسماة «وتريات ليليلة» ، يظهر النواب في كل تناقضاته، في انتمائه الطائفي، في ألمعيته الشعرية وفي انحطاطه الشعري، في جماليات النص وفي قبحه.
يحاول الشاعر تفسير العالم ومحاكمته بنسبته إلى رموز تلك السردية (الطائفية) التي يراها تتكرر مجدداً في شخصيات سياسية معاصرة.
برقاوي هو يختم بالقول: “لا شك بأن الشاعر، وغير الشاعر، حرّ في خياراته الانتمائية،.. لكن الشخصية التي تعيش عوالم متناقضة تغترب بهوية ماضوية لا تستطيع أن تعلن عن نفسها بأنها شخصية كلية فوق تناقضات الماضي الذي لا يعود. إننا ونحن نكشف عن المكبوت الطائفي في “وتريات ليلية” فإنما أردنا أن نشير إلى أن الشاعر وغيره لا يستطيع أن يعلن انحيازه للحياة دون التحرر من أغلال الهوية الضيقة الماضوية”.
لكن قصيدة مظفر النواب صوّرت جهيمان كبطل أو نبي:يا جهيمان حدّق، فما يملكون فرائضهم/نفذت.. زرعتهم قرحاً/ ونفذت بعيداً فأصلابهم عاقمة/ فإذا طوّفوا كان وجهك/ أو سجدوا فالدماء التي غسلوها/ تسدّ خياشيمهم ومناخيرهم/ وقلوبهم الآثمة”.
بل إن القصيدة تذهب أبعد من هذا المديح لتهجو اليسار الذي لم يقف إلى جانب جهيمان: “لم يناصرك هذا اليسار الغبي”! والأخطر من كل هذا تلك الدعوة الصريحة إلى السلاح في مكان العبادة: “أيها الناس: أعلن أن الحجيج سلاحاً بمكة في السنة القادمة/ كافرٌ من يحجّ بدون سلاح”. وهي دعوة تذكر بالمحاولات الفارسية الإيرانية السنوية الدؤوبة في التشويش على شعائر الحج، وبجهود تسييس هذه الفريضة.في الواقع، ومع دعوات كهذه إلى السلاح في مكان آمن للعبادة، هو أقرب إلى المختل عقلياً،
علماً مظفر النواب إكتسب هذا النازح الهندي جنسية العراق، وهذا ليسا عيباً. بينما كل دول العالم المتقدمة هي بالأصل خليط من عدة أجناس أليس هناك ملايين العراقيين والعرب في بقاع العالم أكتسبوا جناسي تلك الدول ، ولكن هذه البلدان لا تسمح أحداً إن يتآمر ويخون بلدانها !. لكن هذا النازح تنكر للبلد الذي آواه ومنحه موطناً، وراح إلى الخارج يحاربه، بهدف تقويضه.في هجرته، عاش على إعلام حافظ الأسد وأموال القذافي، ليشتم العراق والعرب بأوسخ الكلمات.لم يستنكر إحتلال العراق، ولم يقل على الذين جاؤوا مع دبابات الإحتلال الأنكوالصهيو الأمريكي الصليبي، وبالعربة الفارسية الإيرانية بأنهم، ”أولاد القـــ …”، بل، على النقيض من ذلك، تحدث لوسائل إعلام العراق المحتل مستبشراً بالخلاص من ”النظام السابق”. ثم شاركَ في مهازل الإنتخابات الأولى التي أقامتها سلطة الإحتلال وأنتخب أول حكومة عميلة تحت ظل وحراب جيوش الأنكو الصهيو الأمريكي الفارسي الإيراني في بغداد المحتلة، وغمس سبابته بحبر مهازل الإنتخابات الأسود، قائلاً بنفس طائفي مقيت كنت أنتظر هذه اللحظة منذ14 قرناً. النواب الذي كان يومي بها ويسب ويزمجر ويتوعد مكة المكرمة بالهلاك والدمار، وقد صدرت ضده بيانات ومقالات تتهمه بالخيانة والتخاذل. لم يستنكر إحتلال بغداد وهي تداس بأحذية الأميركيين والبريطانيين والعجم الإيرانيين ومستوطنة الإسرائيليين وعملائهم من أحمد الجلبي وباقر الحكيم وإبراهيم الأشيقر (الجعفري) ونوري كامل أبوالمحاسن (الهالكي) وموفق الربيعي ومسرور البرزاني والمقبور جلال الطالباني وأياد علاوي ودكان زمرة حميد مجيد موسى اللاالشيوعي البريمري إلى مثال الآلوسي وغيرهم من الحثالات.مظفر النواب لم يدن أو يهاجم الإحتلال والغزاة الذين مزقوا واحتلوا بلاد الرافدين إرباً إرباً، المهم إن مظفر النواب ختم آخر حياته بالخيانة الوطنية العظمى وبالصمت المطبق حيال إحتلال بلده المحتل!!
هنا، زايد وتاجر بشكل جيداً في قضية فلسطين من مقعده في دمشق، على الرغم من أنه كان يرى ماذا يفعل الطاغية حافظ الأسيد في المخيمات الفلسطينية في تل الزعتر وبرج البراجنة من أجل إسترضاء الإمبريالية الأمريكية ومستوطنة إسرائيل والقوى الغربية عموماً ومسلحي القوات اللبنانية العميلة، برئاسة بشير الجميل وسعد حداد، وغيرهم.
أن يطلق مثل كلماتها. يقول في بعضها:
أنا أنتمي للفداء
لرأس الحسين
وللقرمطية كل إنتمائي
كلنا يعرف من هم القرامطة/ الفرس، وماذا فعلوا بالكعبة والمسلمين والحجر الأسود.
وفي موضع آخر:
متى كان في لحية النفط
أو في الزبيبة من شرف
وفي موضع آخر:
لمحمد شرط الدخول إلى مكة بالسلاح
لعلي بغير شروط
أنا أنتمي للفداء
لرأس الحسين
ويضيف لكاتب د. أحمد برقاوي، أبيات القصيدة قد يتجاوز الألفَين – بعض الأبيات من كلمة أو كلمتين -، جاء بعضها بكلمات باطنية، وبعضها صريحاً، وبعضها في كلمات وإشارات شبه صريحة مثل: إحدى زوجات محمد، تخلع ثوب الأفعى، البعير، ستجمع جنباً لجنب حوافر كل التيوس، ورب دعي شيوعية سيصلي وراء اليماني [يسبق ظهور الإمام الغائب] في الحرمَين.
لماذا مظفر النواب، يدعي بإنه شيوعي، يشتم الصحابة ويطعن بزوجة نبينا محمد؟ وما مصلحته في ذلك؟ إذن هو ليس شيوعياً، بل هو متعصب معتوه للمذهب الطائفي الصفوي الفارسي. هل يجرؤ أحد أن يقول أن هذا الطارئ علينا له أدنى إنتماء للعروبة والإسلام؟ وهل من يحاول تحقير تاريخنا وديننا وعقيدتنا وصحابة النبي ورموزنا، ينتمي لهوية عربية – إسلامية؟.
ويختم برقاوي قوله هذه هي بإختصار كل قصة دوافع وأسباب الشتم والسب والطعن واللعن واللطم والعويل والكراهية والأحقاد والأخذ بثأرات الحسين، لا أكثر ولا أقل.لابد من قول كلمة الحق مع الخونة والأنذال، بلا نفاق ولا مواربة ولا ”وسطية” في الدفاع عن قيمنا وهويتنا. ديننا الحنيف وتعاليمه السامية التي تربينا عليها تلزمنا إلزاما بالإعتدال، لكن ماذا تفعل مع خونة وساقطين يهاجموكَ عن قصد وعمد في صلب عقيدتكَ، وتاريخكَ، ورموزك بهدف محو هويتك العربية.
قبل وحتى أحتل العراق عام 2003 من قبل جيوش الأنكو الصهيو الأمريكي التي كان يشتمها ويهاجمها، ويحرض ضدها ويطالب بإشعال مياه الخليج والتمرد على السلطات وطرد المحتلين والغزاة من الأراضي العربية المغتصبة كما يدعي ويقول، وقسم من الناس تصفق له متوهمين و(مغفلين) ومغشوشين بما كان يهرف بما لا يعرف، وسوّق لنفسه على حساب الشعوب التي عشقته وصدقته وأوهمها، حتى سقط القناع وأبدى لنا وجهاً جديداً غير وجهه، وقناعات جديدة غير بما كان يقول وينشد وقسم الناس(تطبل)!
ي موقع آخر في هذه القصيدة من” وتريات ليلية”:، يقول:أنبيك عليا!/ما زلنا نتوضأ بالذل ونمسح بالخرقة حد السيف/ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف/ما زالت عورة بن العاص معاصرة/وتقبح وجه التاريخ/ما زال كتاب الله يعلق بالرمح العربية!/ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء,/يؤلب باسم اللات/العصبيات القبلية/ما زالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها/وتراك زعيم السوقية!/لو جئت اليوم/لحاربك الداعون إليك/وسموك شيوعيا!
وقال الكاتب الفلسطيني حسين شاويش، إن شعر النواب الفصيح «لم يضف إلى الشعر العربي سوى قاموس من الشتائم» وإن «قصائده الهجائية فجة وفيها مباشرة وتخلو من الفن وصورها أقرب إلى الزقاقيات والزعرنة» وإنه «شرعن الغوغائية الشعرية وأعطاها لبوس الأدب». ينحدر بحس طائفي شيعي مظهراً «مكبوته الحاقد متخفياً وراء يسارية فجة». وفيما خلص محمد الخليل الأكاديمي والكاتب السوري، إلى أن النواب لم يحدث ثورة في بنية الشعر العربي، وأن أفكاره السياسية متناقضة، فلا منطق في الثورة على نظام في العراق والاحتماء بديكتاتور في بلد آخر، ولا ثورية في تقديم نموذج سياسي شيعي وتأييد «صنوف التطرف الإسلامي». أما الشاعر السوري نزيه أبو عفش الشيوعي اليساري، يتهم مظفر بالطائفية، والشعري أم الهابط في قصائده، والماركسي أم الطائفي في سياسته.الطائفية المقيتة يقف حجر عثرة أمام التقدم والحضارة ويؤدي إلى الجمود الفكري والثقافي والفني للمجتمع ، هل كان يدركها النواب؟!.
بينما نرى مواقف الشاعر الكبير سعدي يوسف، الذي وقف مواقف مشرفة مع وطنه وشعبه منذ الستينات وحتى التسعينيات من القران العشرين وحتى رحيله، حيث شنت ضده حملة مسعورة متعددة الأطراف والبواعث؛ فمنهم من حاول أن يثأر لمرجعه السياسي أو الديني أو الثقافي الذي أنتقده يوسف ذات نص بحدة، ولكن، حين رحل عن عالمنا، وشنت ضده تلك الحملة، كان الإجدر بهم إلى أداء واجب تكريمه والدفاع عنه وإبراز منجزه الإبداعي، ضد نباشي قبره ومشوهي سمعته ومواقفه الوطنية .
سعدي يوسف، إذ لم يتنازل قيد أنملة عن أخلاقيات القصيدة التي آمن بها ودافع عن متطلباتها الجوهرية، كفعل إنساني وواجب جمالي بالدرجة الأولى.حتج بشدة على الغزو وأعماله الإبادية، وعلى رفاقه القدامى الذين هرولوا قبل وبعد حتى وصولهم إلى مجلس بول بريمر سيئ الذكر.ورغم ما لحق به من أذى مادي ورمزي نتيجة مواقفه المعلنة، بما في ذلك منع كتبه من التداول، لم يتوقف إبن أبي الخصيب عن مهاجمة الخونة بما كان يؤمن به سياسياً ويبلوره شعراً، أو عبر سلسلة المقالات التي كان يطلقها بلسان الساخر من مهازل الأيام والرفاق الخونة.
سعدي يوسف صنو الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب رائد الشعر الحديث، والقمة الثانية في الشعر العراقي، أرتفعت قامته الإبداعية ومواقفه الوطنية في الدفاع عن العراق ، هكذا ظل سعدي يتنفس شعراً وعلى الأغلب كانت أخر شهقاته بيتاً من الشعر وقافية ونقداً لاذعاً للخونة في قصائده الشعرية ومقالاته اليومية.
غاب سعدي، توأم السياب، نازك الملائكة، وفي غيابه سنسمع العراق يتنهد بصوت “غريب على الخليج ، حيث أنشد: «الريح تصرخ بي عراق/ والموج يعول بي عراق، عراق، ليس سوى عراق/ البحر أوسع ما يكون وأنت أبعد ما يكون/ والبحر دونك يا عراق»…؟ ويتألم ما آل إليه العراق وشعبه على يد المحتلين وأدواته من العملاء والخونة الذين يحملون الجنسية العراقية.
الشاعر الوحيد الذي يمكننا وضعه إلى جانب السياب، في الشعر العراقي، هو سعدي يوسف.
ورغم تضاعف اغترابات سعدي، إلا أنه لم يتخل عن التمسك بوطنه. فالعراق استحال هاجساً يشغل الشاعر، وهماً يساكنه ويؤرقه أينما حل،
ويؤرقه أينما حل،
أُفكرُ في العراقِ…
كأن وَحْلاً على جفني يحط
كأن طيراً على طرف المُلاءةِ؛
أهو نَسْرٌ، أم الثورُ السماوي؟
العراقُ مُخضبٌ بدمٍ…
سآوي إلى كَهْفٍ، سآوي إلى نفسي
وأسألُ عن شبابي.
الشاعر الكبير سعدي يوسف، سيخلده تاريخ العراق، وستقرأ عنه اﻷجيال القادمة بفخر وإعتزاز.
سعدي ، سيخلدها تأريخ العراق، وستقرأ عنها اﻷجيال القادمة بفخر وإعتزاز.
وسيكتب عن ذلك اليوم: بأن سعدي ومثلما كان داعياً إلى الثورة ضد كل أنظمة الحكم أثناء حياته، فها هو مرة أخرى ، يحمل راية التصدي عالياً ضد الطغاة الجدد.
الشعب العراقي الذي بنى أعرق الحضارات التي عرفها العالم، عاجلاً أو آجلاً سيفجر ثورة شعبية كبرى لا تبقي ولا تذر، ثورة ترمي كل الأوغاد
العملاء والخونة في مزبلة التاريخ، ثورة تعيد المجد والتاريخ والعزة لعراق الخير، عراق العروبة والتآخي والأباء .
النجاح الأكبر لإحتلال عراقنا المخطوف هو أننا تعرينا على حقيقة شخصيتنا نحن العراقيين.نحن لا نهادن المحتل ومنا من يقبل أن يمتطى من قبل المحتل.
نحن نحارب المحتل ومنا من يكون خدماً وجواسيس للمحتل.
نحن لا ننام على هوان ومنا من يتلذذ بالنوم على فراش الذل والعار والمسكنة.
نجتمع النقيضين في شخصية العراقية: الطيب والخبيث، الشهم والواطي، الكريم والسافل، العميل والوطني
دخل المحتل وأدواته ودمر كل ما هو حضاري وخير فينا وفي عراقنا الحبيب. قتل الطيب فينا ومكن الخبيث والمنحط والسافل منا.
وإلا كيف نصف مشهد عراقنا اليوم ؟ أليس حكم الخونة والجهلة والحثالة وأشباههم؟
مأساة عراقنا من صنعها بالأساس هم حثالات من ما تسمى بالمعارضة اللاعراقية واللاوطنية بالأمس والحاكمة اليوم .
نعم نتفق أن النظام السابق أرتكب أخطاء لأسباب معروفة ولكن أخطاء وممارسات النظام السابق لا تبيح للآخرين وتحت أي مسوغ وذريعة من خيانة العراق والتآمر عليه وقتل شعبه ونهب ثرواته. ما يسمى بالمرجعية الدينية في النجف تآمرات على العراق قبل وبعد وشرعنت ودعمت العملية السياسية المخابراتية ونظامها المحاصصي المقيت بعد 2003 لكننا لم نراها تدعوا جماهير شعبنا لإسقاط النظام السياسي العميل الحالي برغم كل الفضائح المالية والسياسية والطائفية الإثنية والقتل والجرائم الأخلاقية وعلى كافة الأصعدة . وقتها قلنا إن بغداد لم تسقط وأن التاسع من نيسان هو تاريخ بداية الحرب وليس انتهاءها وهكذا كان.بغداد لم تسقط وإنما دخلها الساقطون..الأرض العربية ستظل مقبرة للغزاة إلى يوم القيامة، واسألوا التتار والصليبيين والفرنسيين والإنجليز، والآن جاء دور الأميركان والصهاينة، ويبدو أنهم لم يتعلموا من التاريخ ولم يقرآوه أصلاً تاريخ الغزة والمجد العراقي .
أن من يعزي سبب سكوت مظفر على كل ما جرى بالعراق وعلى العراقيين على مدى 20 عاماً وقبل هذا التاريخ، هو المرض والشيخوخة ، هي كذبة لا تنطلي على أبناء شعبنا ، فالسكوت دليل الخيانة الوطنية تقود الهروب من المشهد المؤلم للعراق حاله حال دكان زمرة حميد مجيد موسى وخليفته رائد فهمي اللاالشيوعي البريمري، حيث آثر قادة دكان زمرة اللاالشيوعي البريمري ضمن من تآمروا ونهبوا وسرقوا العراق، وبالتالي صمتوا صمت القبور وهم يرون شعار الذي يعتبر عنوان نضالهم التاريخي (وطن حر وشعب سعيد) يمرغ بالوحل في ظل وطن محتل وشعب تعيس!
ويبدو أن الشاعر مظفر لم يستطع أن يخرج من القيود الطائفية والخيانة الوطنية الذي تخندق ضمن جوقة منظومة التاسع من نيسان بالوقت الذي كان الكثير الكثير ينتظرون منهم التمرد والثورة على ما أفرزه الإحتلال الأمريكي الصليبي والفارسي الإيراني الغاشم للعراق من دمار لم يذكر له التاريخ مثيلاً .. عملاء وجواسيس يصولون ويجولون ويتكلمون بالوطنية .. ميزانية ونفط وثروات نهبت وتحولت إلى خزائن العدو .. حدود مفتوحة وحقوق مسلوبة! . فأذا كنت يا النواب قد أعبت على العرب سكوتهم وهم يرون عروستهم القدس يزني بها الصهاينة ، فبغداد عروسة الدنيا وتاج الزمان هتك عرضها ونهب مالها وزنى بها كل من هب ودب وأمام عينيك وأنت ساكت بحجة المرض ؟!! . لا ندري يا مظفر لماذا هربت من مواجهة الحقيقة وقول كلمة الحق ؟ نقول لك يا مظفر بأنك خنت وأنهزمت وخسرت المعركة الفاصلة من أجل الوطن والشعب! ماذا نقول لك يا النواب لقد كان الوطن والشعب في حاجة كبيرة لك بعد أن دنسته أقدام المحتل الأنكو الصهيوالأمريكي الصفوي الإيراني. فعذراً يا مظفر لقد أحرج موتك كل محبيك ، وعذراً أن لم نستطع أن ندافع عنك لأنك خذلت وطننا وشعبنا منذ البداية وحتى نهاية مشوارك وتلك هي الحقيقة المؤلمة!.
وفي الختام ارتأيت بعد كل أن أدون هذه الأحداث والأحاديث والأسئلة في هذا المقال مع الشاعر مظفر النواب بكل صدق وأمانة ونزاهة دون أي دوافع شخصية أو أنتقاص من شخصيته .
هوامش
*- المعارصة: لقبت ما سميت في حينها ب(المعارضة المتآمركة المتصهينة) العميلة منذ عام 1983 التي نصبها غزاة المحتلين من جواسيسها ومرتزقتها في حكومات الإحتلالية الذين لم يقل أجرامهم عن أجرام التتار والنازيين بكل كانوا شر خلف لشر سلف على ما قاموا به من مجازر ومذابح وتهجير ونهب وتدمير دولة.. حيث أصبح العراق اليوم ثاني دولة فساداً في العالم.

أحدث المقالات