لا تسالني عمن سقط سقوطك انت …ام سقوطنا لا فرق لقد سقط كل شيء وما عاد للامر اهمية !
ركبنا بنفس السفينة غرقت فغرقنا .. بأيدينا اغرقناها لا تنأى بنفسك كلنا اشتركنا في قتل بغداد ومزقنا بسكاكيننا رداء عفتها وانت اولنا .
هل اشتممت عطر هوائها ..؟ نعم انه ليس هواء بغداد فحتى هوائها تغير .
هل شربت من مائها .. دجلة المسكينة .. دجلة الخير ام البساتين اصبح لونها بلون دمائنا لقد مُلاءت بجثثنا
هل شعرت بحزنها , صوت انينها , هل رأيت ملك الموت يدور متبختراً في ازقتها مرتدياً زيه العسكري او يلبس قناعاً او حتى يعتمر عمامه .!! يتقافز امامنا في البيت ..في الشارع .. في العمل حتى على شاشة التلفاز وبهيئات مختلفه له مقدرة عجيبة على الوصول الينا في اي مكان .
الا تلك الملعونة فهو لا يستطيع ان يدخلها …. صه لاترفع صوتك بالسؤال فالمخبر السري كالذباب في كل مكان..انظر هناك خلف تلك الاسوار العالية الم تكن انت هناك , هل حقاً ان ولدانٌ مخلدون يحرسونها منا ومن الشياطين.! لماذا تضحك الا تصدق ذلك … كل من دخلها هو أمن , أمن من كل شيء حتى من الموت فنحن لم نسمع عن موت احد فيها ..ارض ملعونة كل من دخلها طلب الخلود ويُخرج منها مذموماً مدحورا , اسأل ملك الموت إن التقيته لماذا لا يستطيع ان يجتاز تلك الاسوار, معنا عادلٌ كعدلك انت بالموت لا يفرق بين كبير او صغير هل استعصى عليه اجتياز اسوارها ام عقد اتفاقاً مع ساكنيها لاكمال ما بدأته انت ..؟!
نسينا الامن والامان غادرتنا الطمأنينة وارتحلت الى غير رجعه بتنا نخاف من اي شيء ..كل شيء نتلفت يميناً وشمالاً نحس به يلف المكان
لكن لانخفيك سراً انك ارحمُ منهم … ولكنهم اكرم منك انه يخيرونا بأي طريقة نرغب بالموت قطعة واحدة ام اشلاء متناثرة فُراداً ام جماعة , هل انت من علمهم كيف يفرقونا وكيف يخيفونا وكيف يسرقونا ويقتلونا .
لماذا يا صدام قتلت فينا الوطنية قبل ان تقتلنا , روضتنا كما تروض الفرس العنيده حتى اصبحنا جبناء خانعين نحمل اسفارك واحلامك واوهامك على ظهورنا, لماذا لم تترك لنا قليلاً نقاوم به انفسنا لقد حولنا الوطن الى غابة يفترس فيها بعضنا البعض .
لماذا نستحق ذلك ؟ فنحن من قال عنا معاوية ابن ابي سفيان في وصيته لابنه (( انظر أهل العراق فإن سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملاً فافعل فإن عزل عامل أسهل من أن يشهر عليك مائة ألف سيف)) .
مائة الف سيف يا صدام..؟ ونحن لم نشهر بوجهك سيفاً واحداً ولم نسألك عزل احد , لسنا نحن من رفع السيف بوجهك انهم اعدائك الذين صنعتهم بيدك ..اننا مساكين نطلب السكينة لاناقة لنا في حكمكم ولا جمل
.. كلكم لم تعطونا فرصة واحدة للعيش كبشر سقتونا بحروبكم حرباً بعد حرب ولم ننطق ببنت شفا, تركنا ابوابنا مشرعه وسرت بنا للقتال على البوابة الشرقية .. ثم عادوا بعدك وساروا بنا للدفاع عنها.! ما هذا الجنون ببوابتكم الملعونة .
هل كنا قاصرين عن ان نسألكم لماذا تقتلونا .؟ انت لم تكلف نفسك تستمع الينا ولو لمرة واحدة كنت المتحدث الوحيد دائماً والكل لك منصتون خائفون خاشعون من خشيتك .!!
ومن بعدك اللاحقون السارقون اولئك الاربعون فهم في خضرائهم متنعمون لا يدخلها الا الاقربون ثلة من الاولين وكثيرٌ من اللصوص والمنتفعين جزاء لهم بما كانوا يفعلون , لقد أُرهقنا انتظار الموت ..
فعذراً صدام حسين .. اني لا الومك لك الحق في ذلك فمن يرضى بالذل زاداً له يستحق الاسوء منك .
(يتبع)