23 ديسمبر، 2024 10:41 ص

عدو طهران الحقيقي

عدو طهران الحقيقي

يصر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ أکثر من 36 عاما، على إن عدوه الرئيسي و الحقيقي يتحدد في إسرائيل و أمريکا، ومن خلال هذا الادعاء، فإن قطاع کبير جدا من الشارعين العربي و الاسلامي قد إنبهرا به و أخذوه على محمل الجد، لکن مضي الاعوام أثبت و أکد حقيقة واحدة وهي إن إسرائيل و أمريکا لاتشکلان على أرض الواقع العدو الحقيقي و الفعلي لهذا النظام، خصوصا وإن کل ماقد قام و يقوم به هذا النظام ضدهما لم يتعدى المجال النظري.
على الرغم من إن قادة النظام وبعد إبرام الاتفاق النووي قد أطلقوا تصريحات نظير: “لا يغير سياساتنا الخارجية والجمهورية الإسلامية، لا تزال تعتبر الولايات المتحدة العدو رقم واحد”، لکن هذا الکلام مع التأکيد المستمر عليه، لايجد المرء على الارض ثمة مٶشرات تدل على تفعيل هذا الشعار بل وعلى العکس من ذلك تماما، فإن الذي يجري هو سياق إيراني يتفق و يتطابق مع السياسة الامريکية بخطها العام في المنطقة.
التظاهر بعداء أمريکا و إسرائيل ولکن من دون التسبب بأي ضرر او تحرك معادي لهما، يعني بإن هذا الشعار مجرد شکل خارجي لايوجد فيه أي محتوى أو مضمون، والحقيقة التي صار يلمسها الجميع هي إن أعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية دول المنطقة حيث إن السياسة الايرانية في المنطقة تتجه دائما لإلحاق الضرر بهذه الدول ولاسيما السعودية التي صارت بحق الان العدو رقم واحد لطهران حيث إنه ومع مسح شعارات الموت لأمريکا بدأوا يکتبون مکانها الموت للسعودية، أما سبب هذا العداء فإنه يعود الى قيادة السعودية لعملية”عاصفة الحزم”، وکونها قد صارت رأس الحربة في مواجهة النفوذ الايراني في المنطقة و الذي تجاوز کل الحدود.
التظاهر بالعداء لأمريکا و إسرائيل من دون مسهما بأي ضرر و المناداة بالحرص على أمن و إستقرار المنطقة في الوقت الذي يشهد فيه العالم کله تدخلات سافرة في العراق و سوريا و لبنان و اليمن و عبث مقصود في دول الخليج، هو واقع حال السياسة الايرانية المشبوهة التي دأبت على جعل المنطقة معبرا لها من أجل تحقيق أهدافها و غاياتها، وقطعا فإن هذه اللعبة المفضوحة و المکشوفة التي أکدت المقاومة الايرانية وفي مناسبات عديدة عليها و حذرت من کذب و زيف الشعارات المنطلقة من طهران ومن إنها ليست إلا لتحقيق غايات و أهداف مغايرة تماما لها، ولذلك فإنه حري على دول المنطقة أن تفهم هذه الحقيقة و تستوعبها.
عدو طهران الحقيقي و الاساسي کان و سيبقى في المقام الاول الشعب الايراني نفسه و الذي يتعرض للقمع و الاضطهاد و التجويع و الافقار بسبب من السياسات المشبوهة و غير الحکيمة لهذا النظام و في الدرجة الثانية فإن شعوب المنطقة هي العدو الحقيقي لهذا النظام من خلال ماإرتکبه و يرتکبه من جرائم بحقها، وإن صدور قرارين دوليين أحدهما هو الادانة الدولية ال63 لهذا النظام في مجال إنتهاکات حقوق الانسان بحق الشعب الايراني و الآخر إدانة دولية لتدخلات النظام في سوريا، يثبت و يٶکد هذه الحقيقة من دون نقاش.
[email protected]