18 ديسمبر، 2024 10:53 م

عدنان الزرفي والاسلام السياسي

عدنان الزرفي والاسلام السياسي

تفاجأ الوسط السياسي وعوام الشعب العراقي والمتظاهرين منهم بانتفاضة احزاب الاسلام السياسي الشيعي ضد الزرفي والحملة التي شنتها تلك الاحزاب بالقنوات الفضائية لتسقيط المرشح عدنان الزرفي كبيرة اضافة الى الالوف من المغردين والمعلقين في مواقع التواصل التي جعلت العراقيين يوقنون بصحة رواية الذباب الالكتروني وصحة تلك الغرف واعدادها والاموال التي تخصص لها .
والسؤال لماذا توحد الاسلام السياسي الشيعي بشقية الراديكالي والمعتدل ضد من هو اسلامي الهوى وكان من اعضاء حزب الدعوة الاسلامية .
القصة ومافيها ان الاحزاب تعتبر الزرفي مرتداً عن الاسلام السياسي وحكم من يرتد لا يكون في السلطة ويرجع ذلك الى مخاوف في العقلية الاسلاموية في العموم، ويعتقدون ان ليبرالية الزرفي متشددة وسوف تعقب وتلاحق فترة حكم الاحزاب وما فيها من فساد واهمال وهدر للأموال وسوء استخدام السلطة والتعمد في تخريب البنية التحتية للبلاد.
ان تحامل الاحزاب الاسلاموية على الزرفي جاء بسبب تغير نزعته العقائدية من اسلامي معتدل الى ليبرالي له رأي مختلف في الحاكمية وولاية الفقية وتدخل رجل الدين في تسير امور الدولة بصفته رجل دين ، ويجد ان المرجعية العليا بقيادة الامام السيستاني فندت تلك النظرية ،بفصل الدين عن الدولة وان تكون المرجعية الدينية روحية وابوية ومرجعيه للمسلمين في امور دينهم ، وليس ولاية مطلقة .
و اعتبر الزرفي عدالة الحاكم اهم من الانتماء العقائدي ،والوطنية خيار وان تغيرت العقائد وتعددت المرجعيات .
و ان عقيدة الولي الفقية الاممية الحقت ضراراً بالغاً بالشيعة العرب وجعلتهم وقوداً في صراعها الايديلوجي واننا كعراقيين غير ملزمين بشعار زوال اسرائيل وموت امريكا.
ووجد الزرفي ان هنالك مشكلة في العقل الاسلاموي لابد من معالجتها الامر الذي اقلق احزاب الاسلام السياسي وجعله يحتدم في صراعة ورفضة للزرفي وبعد ان تاكد دعمه لثورة اكتوبر.
الزرفي لم يستوطن في البيت الاسلاموي مما جعله اكثر جرأة وانفتاح في طرح آرائه الليبرالية بطريقة رجل الاستخبارات لا بطريقة ليبراليي المهجر او هولاء الذي يتهمهم الاسلام السياسي بانهم رجال امريكا ونسوا انهم رجال ايران ونتائج الانتخابات دليل ناصع يثبت ان العمالة لايران اقمش من العمالة لامريكا فرجال امريكا خسروا الانتخابات وفاز رجال ايران في انتخابات هي اشبه ببوكر المافيات الايطالية، كيف لامريكا المحتلة يخسر رجالها ! بينما ايران بخطب ووصايا الولي الفقية يربح كل رجالها وهي غير محتلة ؟
موضوع التدخل الامريكي والايراني يعرفه الشارع العراقي وليس الزعامات السياسية ولواحيگهم من ضيوف برامج الساعة التاسعة . امريكا ليس لها صديق دائم فكيف يكون لها عميل دائم وهي التي لاتبقي على مسؤول تنفيذي اكثر من اربع سنوات، امريكا لديها مصالح بينما ايران لديها وكلاء ومقلدين واتباع بحجة الحكم الشرعي للولي الفقية والذي يتناقض واسس التقليد عبر تاريخ المرجعية التي تنأى بنفسها عن خط ولي الفقية، لكن المشكلة في احزاب الاسلام السياسي الذي ينطبق عليهم المثل الشعبي ( ذب عارك على جارك) بمصطح العمالة ورجال السفارة . امريكا وسفارتها باعتبارها محتلة لم تتدخل لصالح اياد علاوي ما بعد الحكومة الانتقالية وهو الليبرالي المحسوب على الغرب . وفازت احزاب الاسلام السياسي باساليب الحيلة والدهاء وتسخير فتاوى دينية مزيفة اوهمت الناس باهمية قوائم دون اخرى ومن يخالف ذلك الخيار تحرم عليه زوجته ويتبوء موقعه من النار ويحضر جوابه لرب العالمين في كيفية عدم انتخاب قائمة الشمعة . السفارة لم تتدخل لصالح علاوي بعد ان فازت قائمته ووقفت مع القضاء في تفسير لازال محيراً ومشبوهاً عن القائمة الفائزة، والسؤال هل الجعفري خيار السفارة وهل المالكي رجل السفارة وهل العبادي رجل امريكا بعد نجاحه في تحرير العراق ومواجهة الازمة الاقتصادية . وهل عادل عبد المهدي خيار السفارة الامريكية ام البريطانية وكل هذا واحزاب السلطة توجه جام غضبها بان الزرفي رجل السفارة . ان احزاب الاسلام السياسي التي ثار عليها الشعب بكافة مكوناته ودفع عشرات الالوف من الجرحى والشهداء قرباناً لا لكي تتحكم به عوائل نافذة وزعامات فاسدة فيصبح الخيار لها في اختيار الرئيس التنفيذي ونعود لنقطة الصفر في بيع المناصب من الفراش للوزير وعندما تتهيء فرصة انقاذ البلد وتفشل الاحزاب الحاكمة في الاختيار ويختار الرئيس التاريخي السيد برهم صالح شخصاً غير جدلي وداعم رئيسي لانتفاضة تشرين الخالدة تنتفض الاحزاب بحرق البلد وقلب عليها سافلها وتحت شعار لو العب لو اخرب الملعب .
الزرفي خيار المظاهرات وخيار الشعب وخيار الانتقام من النظام السياسي الفاسد الذي قتل المتظاهرين وغيب الناس بين الخطف والاعتقال والاعتداء وهو نفسة الذي اهدر الاموال ودمر الزراعة والصناعة والسياحة والتعليم والصحة وجعل العراق فقيراً رغم خيرات النفط .
الزرفي خيار بناء الدولة بعد ان غيب الاسلام السياسي الدولة واصبح العراق تحت مظلة وحماية الجماعات المسلحة الخاضعة للاحزاب والعوائل التي لاتريد لارادة الشعب ان تعلوا على ارادتهم وتحرمهم من مغانم الفرهود والسرقة والبلطجة واللعب بمقدرات الشعب العراقي.
العراقيين يريدون من الزرفي ان يكون نظام الحكم في العراق رئاسياً والشعب من ينتخب الرئيس وليس التوافقات العائلية والحزبية والطائفية والاقليمية والدولية والتي تبقى لاشهر لتنتج حكومات محاصصة فاسدة. نعم الشعب يختار من يحكمة وليس الاقلية التي دمرت مقدرات العراق طوال السنين المنصرمة .
العراقيين كلما خاب املهم وشعروا بالهزيمة من الحكومات يرجعون اكثر قوة . نموذج ثورة تشرين من حيث القمع والقتل يبقى خالداً في التاريخ ويبقى ذلك التلاحم بين المحافظات درساً مضافاً في التلاحم الوطني. هذة الثورة العظيمة تنتظر من الزرفي محاكمة القتلة واقامة انتخابات عادلة واعادة بناء الدولة والمتظاهرين والشعب اتفقا على الزرفي لسببين اولهما ثقتهم بالزرفي بقيادة التغير وثانيهما بغض الشعب للاحزاب التي ترفض الزرفي، لكن يبقى الامل بالنواب الذين سجلوا في المصاعب انهم ابناء العراق وليس ابناء الاحزاب وياتمرون بالمقهورين من الشعب العراقي وليس رؤساء الاحزاب والكتل . جربناكم في اعتصامكم العظيم والذي كاد ان يغير النظام السياسي برمته وكان كل الشعب معكم ولكن المؤمراة عليكم وعلى الشعب العراقي كبيرة ففشل ذلك الاعتصام كما مظاهرات الشعب التي سبقت الاعتصام، انتخابكم لرئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح رغم ارادة رؤساء الاحزاب والكتل بالتوافق يدلل على انكم احرار . ننتظر منكم يوم يشعر فيه الشعب انه من يحكم وليس الاقلية الجائرة من رؤساء الاحزاب والكتل والتيارات . اصفعوهم ولاتصفعوا شعبكم . عجلوا في بناء الدولة حتى يسجل لكم التاريخ انكم القادة المؤسسين، وحينها لانكون بحاجة للبيان رقم واحد.