إستضافت قناة الشرقية إثنين من الرؤوس الكبيرة في ( دولة القانون ) للتعليق على ما حصل في جلسة إستجواب الأول من آب مع وزير الدفاع خالد العبيدي … عدنان الأسدي و في بداية كلامه كال المديح على شجاعة العبيدي في كشف الفاسدين و لم يكن أمامه مجال لإن يفعل غير ذلك بعد التأييد الشعبي العارم للعبيدي خاصة هتافات جماهير شيعة الكاظمية ( علي وياك علي ) … بمعنى أن مدح العبيدي كان مسايرة للموجة و ليس كلاماً نابعاً من القلب … بدليل ما قاله لاحقاً من أنه يخشى أن يتعرض العبيدي للإغتيال … قال ذلك و الإبتسامة تملأ وجهه … مما يوحي أنه كان يقصد التهديد و ليس التحذير … و أضاف كلاماً خطيراً عندما ذكر انه يمكن أن ترسل له إحدى الكتل السياسيه إنتحاريا لقتله … هل عدنان الأسدي لديه معلومات عن كتل سياسية تمتلك انتحاريين أم أنه يهلوس ؟ إن كان كلام الاسدي صحيحاً و ليس نوع من الهلوسة فهذا يعني أن التفجيرات في بغداد و الأماكن الأخرى تقف وراءها كتل سياسيه … و لا ننسى أن الأسدي كان يدير وزارة الداخلية لسنوات طويلة مما يعني أن لديه الكثير من المعلومات عن الوضع الأمني و التفجيرات في بغداد و العراق عموما .
أما صلاح عبد الرزاق ، محافظ بغداد السابق و الذي عليه ملفات فساد تم طمطمتها كما يحصل دائما في الديمقراطيه الجديده التي نعيشها ، الذي أطنب في المديح على عالية نصيف لإن لديها ملفات فساد على خالد العبيدي كافية لإدانته كما يدعي … لكنه تجنب الكلام عن شجاعة العبيدي في كشف الفاسدين و لو تلميحاً … لكن المذيع مظفر قاسم فاجأه بسؤال ذكي وهو ( هل يستطيع مسؤول من دولة القانون أو حزب الدعوة أن يتكلم بنفس الشجاعة التي تكلم بها خالد العبيدي ؟ ) فماذا كان الجواب ؟ كلمتان فقط و هما ” ليس بالضرورة ” و تَهرب من الإجابة الصريحة على سؤال مذيع الشرقية … ثم تحول للكلام عن دور القضاء في حسم الموضوع بين وزير الدفاع و عالية نصيف … و بمناسبة الكلام عن القضاء يُلاحظ و بوضوح لجوء الفاسدين من الأحزاب الحاكمة المتنفذة الى االقضاء كلما ضاق الخناق عليهم و وُضعوا في الزاوية الضيقة … لإنهم واثقين أن هذا القضاء ، طوق نجاتهم الوحيد من الحساب ، الممسك بتلابيبه مدحت الملعون و الذي أصبح في جيبهم الخلفي وليس حتى في الجيب الجانبي … لذلك أن يتوقع أحد إنصافا أو خيرا من هذا القضاء فذلك لن يحصل و سنرى ذلك في قادم الأيام .
لا جدال أن السيد خالد العبيدي قد حصل على شعبية كبيرة بعد مشاهدة الناس جلسة الإستجواب بدليل الإستقبال الحافل للعبيدي في زيارته الذكية للأعظمية و الكاظمية و هتافات شيعة الكاظمية ( علي وياك علي ) لوزير سني … و التي دللت على أن العراقي يحترم و يُقدر المسؤول الذي يصون حقوقه و حقوق بلده بصرف النظر عن طائفته أو مذهبه أو مدينته … و أن الطائفية لا توجد إلا عند السياسين الذين ينتفعون منها لمكاسبهم الشخصية فقط … و هذا الإستقبال الشعبي الرائع للعبيدي أشعل النار في صدور الطائفيين حقداً عليه … هل يستطيع عدنان الأسديأو صلاح عبد الرزاق أن يسيرا في شوارع الكاظمية أو الأعظمية أو أي شارع من شوارع بغداد ؟ هم يعرفون جيداً كيف سيكون استقبالهم لو تجرؤا و فعلوها … لذلك سيبقون حبيسي ما يسمى المنطقة الخضراء و محرومين من الخروج الى شوارع بغداد و مناطقها المختلفة و الى الأبد … و لا شك أن الحسرة تملأ قلوبهم على ذلك … ولا خير في سياسي أو مسؤول يخاف من شعبه … ربما ستكون متعتهم في السفر الى دول اخرى بعيداًعن الشعب المتربص بهم … لكن هذه اصبحت الآن مشكلة إضافية حقيقية لهم لإن عليهم أن يرتدوا ملابس تنكرية كي لا يتعرف عليهم العراقيون في الخارج و ما أكثر العراقيين في الخارج … و ذلك بعد أن تعرض بعضهم للشتم و الإهانة من قبل العراقيين في الخارج تصادف و جودهم معهم في مول أو شارع أو طائرة … و هناك فيديو ملتقط للعلامة مخترع نظريات الإستنساخ البشري عباس البياتي في أحد المولات أو الأسواق خارج العراق و هو يرتدي شورت قصير و تي شيرت و حذاء رياضي مع قبعة شمسية على رأسه كي يخفي صلعته أي علامته الفارقة و عليه الآن أن يغير هذا الزي التنكري الى زي آخر بعد ان اصبح معروفاً للعراقيين .
و بالعودة الى الموضوع الرئيسي يمكن القول أن خالد العبيدي قد كسر قيود الخوف و واجه الفاسدين علانية وهذا شرف كبير له و لعائلته و عشيرته … أما الفاسدين فمكانهم مزبلة التاريخ … و هذه المزبلة ليست كبقية المزابل … لإن رائحتها تبقى على مر السنين و العصور .