23 ديسمبر، 2024 5:50 ص

عدم انزعاج قادة الحشد الشعبي.. أولى أم دماء الأبرياء يا صبحي !

عدم انزعاج قادة الحشد الشعبي.. أولى أم دماء الأبرياء يا صبحي !

إذا كان الكاتب صبحي ناظم توفيق قد ضحى بشيء من وقته وراحته وعصارة فكره وانبرى ليكتب دفاعاً وتوضيحاً وتطميناً لقادة الحشد الشعبي بأن لا ينزعجوا ولا يتأثروا سلباً لدى سماعهم لمصطلح المليشيات في الأعلام وإننا نحترم رأيه وله الحرية ولنا أيضاً , فيكون من الأولى لنا أن نكتب ونضحي ولو بالقليل القليل من الجهد عن دماء الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال وعن الأسى والألم والضيم والأذى المعنوي والمادي لعوائلهم وذويهم ولما حل في العراق, ففي منظور الكاتب صبحي يرى أن المليشيات لها تاريخ حافل وحققت ما يدعو إلى الفخر مستشهداً بدول قامت بها ثورات على يد المليشيات والقادة كلينين وجيفارا ومعتمداً على تصويب رأيه ايضا على موقفي العبادي وهمام حمودي ودفاعهم عن المليشيات (الحشد الشعبي ) متخذاً تشبعهما بالثقافة الانكليزية إمارة أو دليلاً على صواب نظرتهما وتقيمهما للمليشيات ! وكذا التلبية لنداء المرجعية !

ونقول يا أستاذ صبحي , لندع لينين وجيفارا والعبادي وحمودي وندع تلبية نداء المرجعية وندع العنوان والمفهوم والمفروض والتلميع بصورة الآخرين

ونأتي للواقع وعالم الحقيقة والوجدان والتطبيق والمصداق والفعل والسلوك والآثار والولاء والعقيدة ولماذا يتبادر إلى الذهن البشري المعتدل المنصف أسوأ المعاني للمليشيات عند طرح اسمها أو عنوانها ولماذا ينصرف الذهن إلى الخوف الرعب القتل التمثيل الحرق السلب التخريب والوحشية والغرور والتجبر والتكبر والشر (وشر الناس من أتقاه الناس مخافة شره ) ! هل تعلم أن شر مليشيات الحشد ومن أستغل فتوى الحشد شرهم مستطير وسلوكهم وفعلهم فاق كل الحدود والضوابط الإنسانية والأحكام الشرعية فلم يسلم من بطشهم (شيعي أو سني ) بتهمة عدم التأييد أو بتهمة داعش أو بتهمة الولاء لغير المذهب ولم يسلم منهم مسجد أو حسينية , أليس المقدادية شاهد حي , وكربلاء شاهد قبلها , هل تعلم أن من فنون الوحشية والسادية الحشدية أن يجبرون العائلة نساء أطفال رجال صبيان بالجلوس حلقة دائرة ويضعون في وسطهم مفخخة ويفجرونها عن بعد وهكذا قادة الحشد يتناقلونها في المجالس تفاخراً وتشفياً ويلقون المدح والثناء تملقاً وخيفة ورضاً ,هل تعلم أن مرجعية التحشيد تراجعت القهقري وبخلسة عن تأييد الحشد الشعبي فلم تذكره بخير أبداً منذ أشهر في خطبها وهي في ورطة الآن ! هل تعلم أن المليشيات الآن هي الحاكمة القابضة للسلطة والمؤسسات بالقوة والبطش وأكثرها بل كلها ضمن وفي وإلى ومع مشروع فارس , هل تعلم أن بديل داعش في العراق إذا ما خرجوا هم المليشيات بما يعني إيران فمن شر إلى أشر ومن احتلال إلى احتلال , وهل تعلم ان سلوك المليشيات المشين قد تسبب في التجرأ والتطاول على المذهب وقادته ! ماذا قدم ساسة المليشيات منذ ثلاثة عشر عاماً للعراق فقد سرقونا وظلمونا وحرمونا من حقوقنا وكذبوا وخانوا وجعلوا من العراق في المراتب الأولى بالفساد وهو الآن

على جرف هار وأزعجونا ….أزعجونا… أزعجونا ودمرونا …وأنت تحرص وتنتفض لأنهم انزعجوا من طرح عنوان المليشيات !!!

وأخيراً أقول أن مجرد قتال داعش لو سلمنا لا يعطي الأحقية والكرامة والنزاهة والبراءة والصلاح والسلوك الرسالي والرضا الإلهي للمليشيات لأنها قاعدة مخرومة في المنطق والتاريخ والواقع فيا ما دارت معارك بين ظالم وظالم..متطرف ومتطرف …منتهك لحقوق الإنسان والسماء و منتهك مثله …