هذا ليس سؤال الى تلاميذ الابتدائية او موضوع انشاء لحصة مدرس غائب عن الدرس . او سؤال مسابقة في فوازير رمضان .
بل هو سؤال من هيئة اختبار فاشلة تطرحه بين الفينة والاخرى لتنتظر جواب من شعب عرف بالقراءة وليس سواها . شعب ان لم يكن يقرأ فجله يسمع الحوادث والاخبار ويختزل التاريخ وكانه بالامس القريب. شعب مولع بسؤال اللحظة وكل لحظة .. شكو ماكو ؟ يفاجىء بسؤال جهابذة السياسة في سؤال ليس له جواب .. ماذا لو كان هذا السؤال منهجياً لكتب التاريخ يوماً ما ؟ ماذا ستكون اجابات التلاميذ على حوادث الماضي القريب وماذا ان تصادف ان يكون السؤال الثاني ماهو دور العراق في الصراع القومي المعاصر وماذا لو كان السؤال الثالث عن دور الشيوعيين في العراق في ترسيخ مبدا الاممية في العالم ودور رجال الدين في نشر العقيدة والاجتهاد لكل المسلمين . وماهي تضحيات العراقيين في المنظمات الفلسطينية التي قاتلت الاسرائيليين ومن هم العراقيين الذين تبرعوا باموالهم وحليهم للثورة الجزائرية. قطعاً سيترك التلاميذ ذلك السؤال ان خيروهم بترك سؤال . تلاميذ الابتدائية اوعى وانضج من تصرفات مراهقي السياسة الذين يدسون مفردات الفرقة والطائفية والعرقية بين الناس .. العراقيين الذين اعتادوا عبر تاريخهم المعاصر يفتخرون بما لهم ولغيرهم . فالطيار العراقي احسن طيار وهو طيار كاي طيار ولكنه عنوان الذات الوطنية وادوية سامراء احسن ادوية وكان العراق هو الدواء لكل داء وتلفزيون قيثارة احسن تلفزيون والعرك العراقي احسن عرك واحسن من الوايت هورس والشيفاز . وكبة الموصل تخبل وادليمية الانبار تجنن وسمج الهور يشهي . شعب يلتقي يومياً بوطنيته وليس بغير عنوان . السوامرة في ميسان والشيعه في تلعفر والسنة في الزبير والاكراد في قطاع ١٨ . هولاء وغيرهم من سياسي التقسيم والانحدار يسمون الاشياء بظاهرها بينما العراقيين ينسبون كل شيء لهم مازال فيه مفخرتهم . الكويت عراقية والاحواز عراقية وقصر شيرين عراقية ودير الزور عراقية وديار بكر عراقية وحفر الباطن عراقية ومحافظة المفرق عراقية وفائزة احمد عراقية وعبد الحليم عراقي وانشتانين يكول اهل العراق عباقرة وهيكل يعتبر العراقيين اكثر شعب يقرأ . وقول على قول وما فيه من مبالغة وتحريف وتخريف ولكن احسن مافيه صدق النية في ان يكون كل ماهو خير ينتمي للعراق . كلما تفوز الكويت على العراق تصبح الكويت عراقية وجاسم يعقوب بصراوي وفتحي كميل من الزبير وبدر بو عباس من السماوة .
شعب الف ليلية يعتبر شذى حسون شهرزاد العراق وكان يرقص لرقصها ويغني لغنائها ويبكي لبكائها ليطرز السماء برصاص التنوير فرحاً وابتهاجاً بفوزها . لم نسأل من اي محافظة شذى حسون ولم نسأل من اي محافظة يونس محمود لانهم اكبر من اي عنوان عندما رفعت شذى حسون علم العراق كانت كل العراق وعندما رفع يونس محمود علم العراق كان العراق .
شذى طرزت شرفنا بابهى صورة وهي تلف علم العراق على صدرها ويونس طرز ثقافتنا ومعرفتنا وتاريخنا وهو من غير تعليم المتوسطة فايهما شريف وايهما كبير في مقارنة صور العراقيين ببساطتهم ونموذج السياسي من اشباه الذكور واشباه النساء اعود لسؤال العصر ؟
مالمقصود بالستة دون الثمانية عشر . هل الاعتبارات طائفية ام عرقية ام جغرافية وادارية ولماذا الستة ؟
هل لاعتبارات طائفية فالسنة في كل العراق ام لاعتبارات قومية فالعرب في كل العراق ام لاعتبارات البؤس والشقاء والحرمان فذلك في كل العراق .
اين انتم من سؤال التلاميذ في وحدة كل العرب ياعرب المحافظات الستة واين انتم من وحدة الدين يامتدينين المحافظات الستة من كوننا جميعاً مسلمين .
اذا كان السؤال طائفي فسوف يسألكم التلميذ السني في البصرة والتلميذ السني الكردي في سيلمانية والتلميذ السني التركماني في اربيل والتلميذ السني في ديالى لما انا غير مشمول بسنيتكم . واذا كان السؤال نفس السؤال في انكم عروبيون فاهل العمارة عرب وفي اربيل عرب .. كما الاكراد في بغداد وتكريت والرمادي وسامراء وديالى . والشيعة في الموصل وتكريت وكركوك وديالى. اما اذا كنتم تقصدون وحدات ادارية وجغرافية لفدرالية انتم اخترتم عنوانها وفق مقاييس تشبه مقاييس العرب عند احتلال فلسطين فلابقت القدس قدساً ولا رفح رفحاً ولم يبقى الا عنوان اللاجئين والمهجر وقضية اسمها فلسطين .
كيف تبحثون عن وطن هو للجميع وحق للجميع وانتم فية لاتختلفون عن اي شوفيني يعتقد ان كل تلة او ارض متعرجة هي حصة للاكراد . عندما يختار قادة المحافظات السته هذا العنوان لاعتبارات تاريخية فللكرد الحق في جبل سنام في البصرة وتلول الله أكبر ومرتفعات الطيب والفكة في ميسان وحي الاكراد واجزاء من الشيخ عمر وشارع فلسطين في بغداد . كذلك للشيعة الحق في الموصل لان فيها تلعفر والشبك .
واذا كان للتاريخ من خارطة وللجغرافية من خارطة في رسم المكونات والاختيارات فان لخارطة الدم التي رسمها ابناء المحافظات الجنوبية في العراق هي اكبر بقدسيتها من التاريخ والجغرافية . فما من قمة جبل في كردستان الا وفيها رفاة جندي من جنوب العراق فهل يضم اقليم البصرة كردمند وكرد كوة وسكران وشيخ ناصر وماوت وحاج عمران وسيدكان وكاني كفر وزرار وحصاروست وكلالة وحاج عمران وجبال ووديان كردستان . فلم يكن فيها من دماء بقدر دماء ابناء الجنوب والقليل القليل من المحافظات الستة الذين كانوا يقدمون الدعم اللوجستي والاستخباري والاداري والهندسي والجوي للمقاتلين من اهل الجنوب الذين كانوا على الحافات الامامية التي طرزت تلك القمم بدمائهم واجسادهم .
ويبقى السؤال ماهي تلك المحافظات ..
اذا استثنينا الرمادي فهي من طيف طائفي لايعترف به اهل الرمادي لاسبابه الطائفية والتقسيمية وهم ينتمون الى مكون عشائري هو الاكبر في العراق حدودة تبدأ من البصرة وتنتهي في شمال العراق بشيعتهم وسنتهم وهم قبليون اكثر من كونهم طائفيين وفي الغالب هم مؤمنين وليس متدينين والجوبي الاسلامي دليل على انفتاح اهل الانبار رغم موجة التكفير الطارئة .
اما الموصل فهي خليط للمكونات الثلاث اضافة الى التركمان والموصل ضحية السياسيين السنة قبل غيرهم فلم نسمع لهم صوت عن ضم سهل الموصل وسنجار الى اقليم كردستان ولم يكن انفعالهم بمستوى سرقة الثلاجات في محافظة تكريت التي تنتمي الى مكونات عشائرية مشتركة في كل العراق وانتمائتهاطائفية وعرقية مختلفة ترتبط ببقية المحافظات والغلبة فيها لسياسي العشائر المتعاونيين مع الشيعة وليس لسياسي المحافظات الستة ويتبنى ابناء تلك المحافظة العقيدة القومية اكثر منها العقيدة الطائفية في مواجهة التمدد الكردي بينما الحال يختلف كلياً في محافظة ديالى فاصبح ضحايا المنصات وثوار العشائر والقاعدة وداعش ضحية التهجير بسبب العمليات العسكرية وما لحقهم من ارهاب داعش ومن قتل تحت خيمة داعش ما جعل محافظة ديالى بين اكثرية شيعية وقوى كردية متنفذة في مناطق مشتركة ومختلطة واقلية سنية في مراكز المدن متعاونة مع الاكثرية الشيعية من اجل استعادة المناطق المتنازع عليها والتي ضمها الاكراد بعد احتلال داعش لديالى .
اما كركوك فاتحدى اي من ثوار المنصات والبرلمان والفنادق من ذكر كركوك انها جزء من المحافظات الست التي يصعب تحديد هويتها لكثرة طوائفها وقوميتها. وعلى تلاميذ الابتدائية الاستعانة ببراشيم سياسي الفنادق والبرلمان لمعرفة من هي المحافظات الستة تاركاً شرح احدها لانها كل العراق . والعراق لايختبر فيه الا السياسين واما العراقيين فهم فوق مستوى الاختبار . وكلنا يتذكر ذلك الاختبار الذي تعرض له سياسي المحافظات الست بعد نجاحات داعش وكان نموذجها الانجح في الاختبار هو ذلك التصريح الناري للدملوجي الذي رحبت بتحرير الموصل على يد داعش واصفة الموصل بالمحررة وان اهل الموصل ينتظرون تحرير بغداد وهم قلقون على اهل بغداد . وتصريح اخر لاحد احفاد الشيخ سليمان يقول فيه ( نحن اتفقنا مع الدولة الاسلامية ان عدونا في بغداد وكربلاء وليس في الرقة والموصل ) . هذة التصريحات انتهت بتصريح حاكم الموصل النجيفي الذي وجد ان اهل الموصل في وضع يشبه سقوط نظام صدام في بغداد وان من اسقط الموصل هم ثوار العشائر والمجالس العسكرية التي همشتهم الحكومة .. هذا النموذج وغيرة من جعل ابناء المحافظات السنية في ساحة الدمار فهم لم يكونوا بمستوى المسؤوليةالاخلاقية والانسانية وتعاملوا مع التناقضات والخلافات على حساب سكان المناطق فاصبحت المدن بين احتلال واسر داعش وضم الاخرى الى كردستان واخرى باقية تنتظر بحزن وحسرة غياب السياسيين السنة الا تكريت في قتال الارهاب وتحرير محافظاتهم .. اهالي المحافظات ينتظرون التفاني من السياسيين بدلاً من الجلوس في الفنادق والمقاهي والمكاتب للتحضير لانتخابات عنوانها المحافظات الست ؟