18 ديسمبر، 2024 6:49 م

اليوم التاسع والعشرون من آذار ، هو يوم ميلادي الثامن والخمسين ، وفيه تسقط
ورقة أخرى من عمري، لكني لا احتفل فيه، بعد أن فقدت رفيقتي وشريكة حياتي، وهي الأن في مرقدها الأخير ، وقد منحني الله أميرتين في حسن الخلق والعلم والتربية، أضحي وأعيش من أجلهما.
لقد مرت سنة من حياتي، فاقف لاستحضر واستذكر الماضي الجميل، أيام الطفولة والشبوبية، واتأمل الحاضر البائس، الذي فقدنا فيه القيم ، وتلاشت الأخلاق، وأنظر الى المستقبل المجهول، الذي لا نعرف ماذا يخبىء لنا.
اليوم أجلس هنيهة مع نفسي، وأرى ماذا حققت في السنة التي مضت، وما هي أخطائي، وهل صححتها وصوبتها، أم لا؟!!وما هي احلامي وطموحاتي، وهل ستتحقق؟! فكيف يمر العمر دون نقد الذات وحساب النفس..!
ادرك جيدًا انني على الطريق المستقيم والدرب الصحيح، لتحقيق حلمي وذاتي، ولن أضل الطريق، وما زلت قابضًا كالجمر على القيم التي تربيت عليها وتجرعتها مع حليب أمي، رحمها الله.
كم هو جميل ذلك اليوم الذي ولدت فيه، وجئت فيه الى الدنيا، وكم سيكون أجمل وأروع حينما أحقق ما اريد وأحلم وأصبو اليه.
اليوم اولد من جديد، وما أجمل أن يولد في داخلي الابداع والفكر والحماس والنشاط والبذل والعطاء والتفاؤل من جديد، انه أشبه بالطاقة آخذ منها كي أمضي وأحقق ما أريد.
لقد كرست حياتي وعمري للعطاء والنشاط الثقافي والابداعي والنقدي العقلاني، مسلحًا بالفكر الايديولوجي والنقد الجمالي الماركسي، فأعطيت دون مقابل، حالمًا بمجتمع سليم معافى..مجتمع مدني ديمقراطي، تعددي، علماني، تقدمي وحضاري، منافحًا عن قيم العدالة والحرية والجمال والاشتراكية والمساواة والتقدم ، مناصرًا للمرأة من أجل حريتها الحقيقية ومساواتها، ومنتصرًا لقضايا الفقراء والمسحوقين والكادحين والجياع وغلابى الوطن، رافضًا الشللية وفرق التصفيق واللهاث وراء المنابر والأضواء البراقة والمغنم، وشهادات التكريم المزيفة ، وجوائز التفرغ والترويض، ادراكًا مني ان الجوائز السلطوية ليست بريئة، وأن أعظم تكريم للمبدع هو قراءة أعماله وانجازاته الأدبية والفكرية والابداعية، واحترام قلمه.
ف
كلي رجاء أن يكون يوم ميلادي رافعة جديدة لاستكمال مسيرة العطاء والانتاج والابداع لما فيه خير الوطن والمجتمع والانسان الفلسطيني، والانسان فوق أي أرض، وأتمنى أن يمد الله بعمري كي أعطي بما لدي من طاقات ابداعية، فلا يكلف الله نفسًا الا وسعها، وأن أرى بأم عيني انتصار قضية شعبي، وانتصار القضية الطبقية والحلم البشري، بانتصار كادحي العالم على المستغلين المتوحشين والبرجوازيين الراسماليين، وخلاصهم من الظلم والقهر والاستغلال والجشع الراسمالي، وسأبقى أغني مع الصوت الفريدي الجميل، صوت فريد الاطرش في رائعته”عدت يا مولدي”.
واسبغ الله علينا وعليكم الصحة والعافية وراحة البال.