لم تمض بضعة أيام على تأکيد أبنة رفسنجاني من إن النظام الايراني منهار من الداخل وقد يسقط في أية لحظة، فقد حذر حسن الخميني، حفيد مٶسس النظام الايراني من إحتمالات سقوط النظام بسبب سلوکه ونهجه الخاطئ في التعامل مع الناس، وهذان التحذيران يأتيان بعد سلسلة تحذيرات أخرى من جانب قادة ومسٶولون إيرانيون من التهديدات المحدقة بالنظام والذي قد تعمل على إسقاطه في أية لحظة.
التحذيران اللذان ذکرناهما أعلاه، تأتي أهميتهما من کونهما يصدران من مصدرين مهمين وحساسين في النظام وإن مايحذران منه ليس مجرد کلام عادي بل إنه نقطة عطف يجب أخذها بنظر الاعتبار بخصوص هذا النظام، والذي لم يعد فيه من أي شك إن هذا النظام قد أصبح في وضع غير مريح بل وإنه أشبه بالمريض الذي لايوجد أي أمل في شفائه من مرضه الذي يبدو من خلال اعراضه إنه مرض الموت، وبطبيعة الحال فإن ذلك يرتبط وبقوة بمجمل الاوضاع السلبية التي يعاني منها هذا النظام على مختلف الاصعدة.
في هذا الوقت وحيث يعاني هذا النظام من أوضاع صعبة ومعقدة وصار العالم کله يعلم جيدا بمدى کراهية ورفض الشعب الايراني له، وفي الوقت الذي يدور الحديث فيه داخل وخارج إيران عن الاحتمالات المتباينة القائمة بشأن سقوط هذا النظام، فإن شخصيات سياسية عراقية تطلق تصريحات ومواقف تثير التقزز والقرف إذ إنها تتحدث وکأن هذا النظام بکامل عافيته وإنه يقف على قدميه ولايوجد أي خطر أو تهديد يحدق به!
نوري المالکي وهادي العامري والمجلس الاسلامي الاعلى ومن لف لفهم، يتصرفون وکأنهم إيرانيون أکثر من الشعب الايراني نفسه ويصورون الاوضاع في إيران وکأنها طبيعية وإن کل شئ على مايرام ويشيدون بالنظام ويمجدونه وکأنه مصدر کل الامور والقضايا الايجابية في المنطقة وهو أمر کما نعلم أبعد مايکون عن الحقيقة والواقع ومخالف له جملة وتفصيلا، وحتى إن الدعوات”الحميمة”المنطلقة من جانب هذه الثلة المشبوهة لإخراج القوات الاجنبية بإستثناء قوات النظام الايراني في وقت صار الجميع يعرفون بأن قوات النظام الايراني هي أکبر خطر وتهديد على الاوضاع ليس في العراق فقط وانما في المنطقة أيضا.
نظام مريض يسير بإتجاه نهايته المحتومة ولايتوقف الشعب الايراني عن إحتجاجاته ضده مثلما إن معاقل الانتفاضة تدك أرکانه من کل جانب، ولکن في العراق، هناك من يعمل کل مابوسعه لجعل هذا النظام يبدو وکأنه لايعاني من أي ضعف، ولکن ليس بوسع”العطارين”العراقيين إصلاح ماقد أفسده الدهر في النظام الايراني!