22 نوفمبر، 2024 11:59 م
Search
Close this search box.

عجوز من قرقوش والدواعش/ تحت سماء الجحيم-5

عجوز من قرقوش والدواعش/ تحت سماء الجحيم-5

أخشى 3 جرائد أكثر من خشيتي لمائة ألف حربة //نابليون بونابرت
(1)
هي امراة عراقية مسيحية في العقد السادس او السابع كانت ترتدي ملابس عادية طويلة مع غطاء الراس او وشاح- تميل كما من كانت في عمرها الى السمنة التي تشمل كل انحاء الجسم وكانت بيضاء الى برونزية – يبدو على وجهها الهم والحزن .. خرجت من دائرة التقاعد العامة –التي لم يجري لها توسع منذ مدة طويلة ومازالت نفس البناية على الرغم من تضاعف اعداد العراقيين وتضاعف اعداد المتقاعدين وغيرهم..
وعلى الرغم من وجود عمل على الحاسبة الا انه يمكن لموظفة تستفسر منها عن شيء تقول لك ان الحاسبة او الشبكة لاتفتح!! او انها واقفه!!….
اعداد هائلة من الناس تنتظر ادوارها ومازال العمل بالاوراق والفايلات هو سيد الموقف ونحن في القرن الحادي والعشرين – من الواضح ان استيعاب هولاء الناس يحتاج الى اضعاف عدد العاملين والى بنايات عديدة بهذا الحجم.
يجب ان يشعر أي مسؤول بصداع مزمن عندما تكون وسائله متواضعة في ظل تزايد الامكانات العلمية والتقنية في العالم وهو يرى عذابات الناس وانتظارهم الطويل وجزعهم في الوقت الذي يمكن تقليل كل ذلك بكلف بسيطة..
ولكن ثورة ادارية حقيقة لايقودها الا خبراء تقنيين يواجهون مقاومة طبيعية من الجهلاء والمتخلفين او الفاسدين الذي لايريدون ان تنجز الامور بدقة وسرعة –اولا- ولان امكاناتهم العلمية ضعيفة او منعدمة وبذا لايجدون ان لهم مكان في أي نظام اداري حديث وان السلطة ستتحول للخبراء التقنيين وهذا خط احمر بالنسبة لهم.
 
 (2)
ربما كانت تلك المراة تراجع التقاعد للحصول على منحة النازحين او لها معاملة تقاعد…
سالت المراة من اين انت؟ قالت من الحمدانية (سهل نينوى) من قرقوش…
قلت: كيف كنتم هناك؟ قالت: دخلت داعش الى الحمدانية يوم 7 تموز ومن ثم اخرجونا يوم 22 تموز…
الذين دخلوا هم من مختلف الاعمار ويضعون لحى صناعية وليست طبيعية وهم من مناطق الجزيرة – ومن الحمام( حمام العليل) ومن الشرقاط … هذا ماعرفته من لهجتهم ولم يكن من بينهم عربي او اجنبي.
قالت: جاءوا بسيارات حديثة ولما سالتها هل يحملون احاديات طويلة مضادة للطائرات قالت .. هولاء لا…
في البداية ابقونا وعزمت بعضهم على شاي ودخلوا وقالوا لها سنتمالح معكم ولكن سائق سيارتهم بقى ولم يدخل وكان ملثما وربما كان شخص من المنطقة عمل يوما عندنا عند ترميم البيت… قالت : كانوا يعرفون هل يوجد ناس في البيوت من مرور الماء خارج البيت وكان لديهم من ابناء المنطقة من اعطاهم معلومات عن كل شيء..
كان لديهم امير يقبلون اكتافه من اليمين واليسار…
ثم في يوم 22 تموز جاءوا وقالوا ستتركون المكان وتاخذون كل ماتريدون معكم وفعلا اعددنا مانستطيع حمله …من وثائق وذهب ومال وملابس ولما خرجنا اوقفونا واخذوا كل شيء .. اما الوثائق الرسمية فقد اتلفوها وقالوا : خلي الحكومة تفيدكم… قالت: مزق داعشي  الكثير من الوثائق وترك جنسيتي وراح يعمل شي اخر فاستغللت الموقف واخفيتها ولااملك الان الا تلك الجنسية.
واخذوا كل الاموال والذهب والادهى من ذلك ان طفلة جميلة في الثالثة اخذوها من حضن امها مما ادى تصاعد الصراغ والعويل عند الام والبنت وقد تقدمت (العجوز) من الداعشي وقلت له : الشيمه بوجه الرجال قال لها الداعشي الشيمه زتيناهه (تركناهه) من زمان, روحي لمكانك….
اخذ الداعشي الطفلة وغسل وجهها فظهر كانه قمر منير.
واخذوا 39 شابا وشابة في اعمار المراهقة او اكبر قليلا ولم نعد نعلم بهم….
وامروا الناس بترك الحمدانية….
قلت لها اين ذهب البيشمركة: قالت لاندري لقد تركوا الحمدانية بسرعة وجاء هولاء…
وكان الناس يتصلون بموبايلات متروكة في البيوت فيرد الدواعش ان هذه الارض اصبحت لهم.
ثم قالت كان هولاء منظمون ومستعدون من زمان لهذا اليوم وفي الحمدانية فر الشيعة والايزيديين وغيرهم قبل دخولهم اما السنة والمسيحيين فقد ظلوا حتى حصل ماحصل…
الان:
اين هو الاعلام العراقي الذي يحرك ضمائر ونفوس العالم والمقاتلين بمثل تلك القصص التي يرويها الناس في كل مكان ولاتعرف الدولة العراقية وسيلة لاستثمارها اعلاميا ونفسيا….
ترى ماذا فعل هولاء التتار الاوباش بالفتيات والفتيان والاطفال …. الامر معروف؟….

*[email protected]

أحدث المقالات