22 ديسمبر، 2024 7:14 م

أسباب كثيرة دفعت الناس في الولايات المتحدة للنزول للشارع إحتجاجاً على إنتخاب رجل الأعمال والمرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيساً، تظاهرات صاخبة، منددة بما يمكن أن يُقدم عليه الرجل من أعمال مخالفة لقيم أميركية عمل على ترسيخها مؤسسون أوائل يؤمنون بالعدالة الإجتماعية وتساوي الفرص، تصريحات نارية رافقت حملته الإنتخابية حول الهجرة، الإسلام، وأخيراً النساء، ردود الفعل الدولية لم تختلف كثيراً بإستثناء روسيا وبرقية التهنئة “الجميلة” لبوتين كما وصفها الرئيس المُنتخب؛ وبريطانيا الحليف الأقرب تأريخياً عمالية كانت أم محافظة، ردود مذعورة، خائفة من سياسات قادم جديد، ومجهول للبيت الأبيض، دول حليفة منضوية في الإتحاد الأوروبي، وأخرى في الناتو أبدت تخوفاً، شبكات التواصل الإجتماعي العربية، كعادتها؛ مأزومة طائفياً، وجدت في إنتخابه فرصة للتنبؤ بقادمه؛ بين إنقلاب محتمل على الإتفاق النووي مع إيران يرجع بالجمهورية الإسلامية لعزلتها الدولية، وإقتصادها المنهك، وآخر؛ يرى فيه قبضة فولاذية تطيح بممالك الخليج وإماراتها، شخصياً؛ كما إستطلاعات الرأي التي خذلتنا؛ لم أتوقع فوزه، لكن؛ أسلمت أمري لنتائج الصندوق عساه يأتي بالكثير بعد سنوات أوباما المتردد في حسم الكثير من الملفات “وفاءً” بوعد قطعه بعدم السعي لحروب جديدة، في فيلم الخيال العلمي “العودة إلى المستقبل” “Back to the future” لروبرت زيميكس والمُنتج العام 1985؛ يُخبر بطل الفيلم العائد من المستقبل سكان العام 1955 ووالديه قبل أن يقترنا ويكون ثمرة زواجهما؛ عن وصول “الممثل” رونالد ريغان للمكتب البيضاوي، بالطبع فارق شاسع بين الرجلين؛ لريغان ماضٍ سياسي؛ حاكم كاليفورنيا سنوات عدة قبل أن يتمكن من قيادة الولايات المتحدة في واحدة من أعظم فتراتها؛ أعاد لبلاد العم سام هيبتها التي أطاح بها سلفه الديمقراطي جيمي كارتر ابان الحرب الباردة، وأسهمت سياساته بشكل كبير في تفكك حلف وارشو وبالتالي الإتحاد السوفياتي، ترامب؛ رجل أعمال لا عهد له بالسياسة؛ قد تبدو تجربته مغامرة، قيادة القوة الأولى عالمياً تحتاج الكثير، تختلف كثيراً عما يجري في وول ستريت، أو نازداك التي يبرع فيهما، ويفهم تقلباتهما، التلويح بالعصا، وعدم السماح بالعبث بالأمن الدولي ضرورة قبل أن نُخبر الناس في عقود خلت عن نجاح، أو فشل الرئيس المنتخب عبر عجلة زمن جديدة.