17 نوفمبر، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

عجايب الاٌموروغرايب القضية

عجايب الاٌموروغرايب القضية

اقترب موعد الإنسحاب الامريكى من العراق وبدأت كل المصادر إعلامها ومن خلال تصريحات متنوعة ومتناقضة ولكن  الهدف واحد : ضمان إستمرار القلق والتوتر فى العراق و المنطقة  كنهج ثابت للادارة الامريكية وهو خلق الازمات و إدارتها ‘ وأكثرشىء يرتكز عليه المسؤولين الامريكيون فى الخارجية و العسكريون الموجودون فى العراق هو : الخوف من سيطرة ايران على العراق بل أحياناً ودون أن يخجلون من أنفسهم يصرحون بشكل واضح بأن جيش القدس الايرانى لة سيطرة كاملة على الميليشيات المسلحة فى العراق ! وألان وبجانب من يتخوف من ايران ‘ تم إدخال الخوف من عودة القاعدة وبالقوة إلى ساحة العراق بعد الانسحاب الامريكى حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إن استعداد الولايات المتحدة لسحب جنودها من العراق بنهاية هذه السنة دفع مسؤولين كبار لإبداء مخاوف متنامية من القاعدة التي أنهكت القوات ‘ كما أكد الباحثان فريديرك وكيبرلى كاغان في مقال لصحيفة لوس أنجلس تايمز أن الإنسحاب الأمريكي من العراق لن يؤدي سوى إلى تقوية نفوذ إيران التى هزمت أمريكا في أكثر من موقع في الشرق الأوسط
 ويستمر المسؤولون عن ملف احتلال العراق في إلادارة الامريكية في خلق الحجج من أجل إعطاء شرعية البقاء في العراق تحت أي عنوان؛ مهيمنين على مصير البلاد و العباد في هذا البلد..
وكما كانت تفعل الحكومة البريطانية ألتى اصبحت في هذا العصر تابعاً أمريكياً بامتياز عندما أحتلت العراق عالم 1917وبناءً على مقترحات وزير الخارجية مارك سايكس؛ فأن الضرب على وتر الاقليات في العراق وتحريضهم على بيان شعورهم بالخوف عند خروج بريطانيا من جانب وتحريض القوميين العرب في العراق على ضرورة تأسيس جهاز تربوي يستند على المباديء القومية من جانب آخر… بدأت الادارة الامريكية بهذه الفعله الخبيثة منذ الخطوة الاولى لاحتلال العراق عندما رفعت شعار التقسيم الطائفي
  من المعروف هناك عدد من الجهات المستفيدة من الوضع المعلق في العراق وترفض انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي …ومن خلال نظرة دقيقة لكيفية الإدارة اللازمة في العراق من قبل متنفذين في السياسة الأمريكية وإطلاق بالونات متعدد الجوانب ذات اتجاه واحد لابقاء الهيمنة على العراق   لايشك احد إنها لعبة ضمن العمل بالنظرية لإدارة أمور القطيع التائه كما سماها المفكر الامريكي المعارض تشومسكي..حيث تبدو ملامح الخوف واضحة للعيان عند الكثير من الجهات العراقية… ….وبقراءة دقيقة لهذه الحقيقة نرى أن كل مايحدث ضمن هذه اللعبة يؤدي إلي تعقيد الوضع في العراق وليس انفراجه وأيا كان  الذي يحصل في ضوئه يدل على تناحر القوى والقيادات السياسية العراقية – والمؤسف مشاركته في العملية السياسية – وهذا الوضع المؤدي إلي عدم اتفاقهم على أولويات بشان أهداف العملية السياسية برمتها وليس فقط المصالحة الوطنية وهذا يعني غيابا واضحا لأي رؤية مشتركه مع من بيدهم مفاتيح العملية السياسية مما يعنى غياب لايستهان به للإرادة السياسية المطلوبة التي تستطيع رسم مستقبل العراق الحر..وهذا يفسح مجالا أوسع أمام المحتل يطلق بين حين وأخر بالونا يملأ فضاء المعلوماتية في العراق القلق. دخان الفوضى يزيد من الصراعات الداخلية بين من لايريد أن تضيع منه (حصة الأسد) من كعكة العراق الغالي وأن مايحصل يدل على التوجه الأمريكي لصيغة (محسنه) في استمرار ظاهرة التناحر في هذا البلد لحين ضمان مستلزمات الوصول إلى أصل الهدف من الاحتلال في العراق والمنطقة…..
(عجايب امور وغرايب القضية) في الموضوع تواجد الامريكي في العراق وكما قلنا في مقال أخر حول نفس الموضوع : ليس مبالغة القول أن أكثر المحللين الموضوعين بألاستناد على واقع الحال متفقين بأن الفشل هو سمة المشروع الأمريكي في العراق والبعض يعتقد أن الدرس الذي خرجت به الإدارة الأمريكية هو أن طول مدة الإحتلال لاتضمن النجاح ‘ والخروج المبكر تضمن السقوط المخجل الذي لايقل عن سقوط التجربة في فيتنام إذا لم يكن أكثر إلاماً و أفدح خسارة ‘ والأن وهي تنسحب وتدعى أن فيلق القدس الإيراني له عمق في العراق ينطبق على الأمريكى المهزوم القول ( إلي أستحوا ماتوأ..!!) فهي تدعي أنها حررت العراق والآن وهى تخرج وتدعى هذا الإدعاء المخجل  دليل على غباء أوباما وحكمة من يقود ايران رغم أنف القوة الامريكية الغاشمة
القراءة التأريخية تؤكد أن الأمريكين ومنذ دخولهم على مسرح الدولى عن طريق القوة بعد الحرب العالمية  لم ينسحبوا بأختيارهم من أي بلد دخلوها ‘ على أية حال القول الصحيح أن القواعد الأمريكية التي لايشملها الإنسحاب من العراق كثيره وهي لاترحل إلا بسقوط المشروع الأمريكي
أما بقدر تعلق الامر بالعراقيين ‘ فأن المسألة ثابتة في برنامج وطموح كل عراقي أن الشعب في هذا البلد يريد مغادرة القوات (كل القوات) الامريكية ‘ ولكن ورغم ما يحصل وما يقال ‘ على جميع الخيرين في العراق والمنطقة أن يكونوا على العلم بأن بقاء الثوابت في الحفاظ على المصالح الأمريكية تقرر إتجاه إختيار التخلص من أزمة البقاء ويوجه نحوتسهيل طريق الخروج والتراجع النوعي في موقف باراك أوباماحول الإنسحاب بإستمرار الأزمة وصعوبة الإختيار أمام إدارتة ….أما في العراق لا أحد يشك أن قوات الإحتلال ستنسحب يوماً من هذا البلد مخيرةً أو مجبرةَ ولاعجب في هذه القضية وليس غريبة بغض النظر عن كم يستغرق تحقيق هذه الامنية .

أحدث المقالات