23 ديسمبر، 2024 6:09 م

يشهد الشارع العراقي هذه الايام هوس الانتخابات البرلمانية ، ولانه العراق الديمقراطي الجديد كما يحلو للطائفيين والفاسدين وانصاف المتعلمين أن يسمونه ، قأن مشهد الحملات الانتخابية للمرشحين تبدو وكأنها ( عرس الواوية ) في اللهجة العراقية ، وتعني (عرس الثعالب – ومفردها ( واوي – ثعلب ) ومؤنث الثعلب تسمى ( ثعالة أو ، ام عويل ) . ولمن لم يعرف عرس الواوية ، فأن ( الواوية ) الذكور تتجمع عندما تكون الانثى ( أم عويل ) في فترة التزاوج ( النزورية ) ويبدأون بالتزاوج معها حسب الاقوى ويصدرون الدمدمة والعويل والنباح الذي يسمعمن بعيد ، وهذا ماتختلف فيه الواوية عن الكلاب فيشأن التزاوج .

أن الانتخابات في العراق وحملاتها الانتخابية والترويج عبر الصور والبوسترات والتصريحات والشعارات والتجمعات والمهرجانات الانتخابية وما ترافقها من أكاذيب وتلفيقات وعمليات تسقيط للخصوم بل وحتى التصفية الجسدية وكذلك عزل مدن باغراقها بالمياه او استهدافها عسكريا ، من أجل الظفر بمقعد البرلمان وأمتيازاته ك ( كأمتيازات أم عويل ) ، لم تشهدها أي دولة من دول العالم المتقدمة والنامية . وهي الفريدة في قوانينها المفتوحة التي تحمل اكثر من تفسير ، وعمليات استبعاد وقبول المرشحين حسب الموالاة والمحسوبية والتأثير ، وغرائب ومهازل لاوجود لها الا في أنتخابات العراق مثل :

فالبرغم من هامشية مجلس الرئاسة وفشل رئيس وأعضاء السلطة التنفيذية في أدائهم الامني والخدمي وهزالة الاداء الرقابي والتشريعي لرئيس واعضاء السلطة التشريعية ، الا أن الجميع رشحوا للانتخابات حتى الفاشلين في الحصول على مقعد في الدورة السابقة، ماعدا الرئيس مام جلال لحالته الصحية ومن صدرت ضدهم قرارات الاستبعاد . وهذا يعني أن لا أحد من هؤلاء يمتلك الغيرة و يشعر بالخجل من ناخبيه وابتعد عن المشاركة أو أبتعد عن العمل لمراجعة حساباته . وكذلك أن الحملات الانتخابية في العراق هي الوحيدة في العالم يترشح لها اكثر من فرد من عائلة واحدة مثل ، عائلة الحاج أبو أسراء وابن أخيه وصهريه ، وصالح المطلك واخوانه والكربولي واخوانه وعتاب الدوري وزوجها ومعين الكاظمي وزوجنه . والدعاية الانتخابية في العراق الرائدة في الترويج بتبني سفك الدماء حسب نظرية الفتلاوي 7* 7 وقيادة المعارك ضد الشركاء في الوطن بالمهاترات (المشعانية ) ومطالبات الدم بالدم لولي الدم .

ومن غرائب الأنتخابات وحملاتها المحمومة أن الغالبية ممن كانوا في الحكومة والبرلمان يرفعون شعار التغيير ، فرئيس البرلمان النجيفي يدعو أهل السنه للمشاركة في الانتخابات لاجل التغيير ، وهو كان على رأس أعلى سلطة ولم يستطيع ان يغير شيئا ، فياترى من هو المطلوب تغييره أولا رئيس الحكومة الذي لم يجد من يقف بحزم أمامه ويحاسبه على أدائه الفاشل الفاسد ويعزله فأستهتر وعربد ، أم رئيس البرلمان الذي كان ضعيفا خانعا لم يستطع أستجواب ولو موظفا صغيرا من المحسوبين على رئيس الحكومة ولا حتى حماية نفسه وموظفيه وأعضاء كتلته .

وكذلك تنفرد حملاتنا الانتخابية بأقامة أمسيات لاختيار ملكة جمال المرشحات ، ولا ندري لربما ستكون هنالك أمسية لاختيار super voice البرلمان أوأمسية لاختيار أجمل عمامة أو بوشية.

أن عملية الانتخابات هي جزء من المهزلة الكبرى التي يسمونها العملية السياسية الى جانب الدستور ، والامر لايخضع لنتائج صناديق الاقتراع كونه سيحسم حسب التوافقات الدولية والاقليمية وما هذه الاسماء التي تدعي تمثيلها للشعب الا مجرد وسيلة لاحول لها ولا قوة فاقدة للارادة وهي بالاساس تبحث عن مصالحها الضيقة في مايسمى انتخابات .

وكل أنتخابات وواويتنه وواوياتنا بكروش أكبر واوداج أعرض واعراس ابهر.

*[email protected]