تم الإعلان يوم أمس عن منح وزارة الدفاع الأمريكية وسام الاستحقاق العالي للفريق الركن عثمان الغانمي رئيس أركان الجيش العراقي , وهذا الوسام هو من الأوسمة الرفيعة التي يمنح لكل من خدم أمريكا بشكل فعال؛ هذا الرجل – الغانمي – ذو الولاءات المتقلبة الذي عمل لخدمة المصالح الإيرانية والأمريكية على حد سواء , فبعد أن تم منحه هذا الوسام الأمريكي مباشرة صرح بأن طبيعة علاقته بأمريكا مبينة على أساس دعم العمليات العسكرية ضد داعش !! فمن هو الذي أدخل داعش للعراق يا غانمي ؟ وهذا تصريح مغاير للتصريحات السابقة له ولمسؤوليه السياسيين التي كانت تتهم أميركا بإدخال داعش للعراق ، حيث كانت تصريحات نوري المالكي ومن يسير بركبه ومن يقف خلفه بان أمريكا هي من أدخلت داعش للعراق لكن بعدما قامت أمريكا بمكافئة المالكي بالسكوت عن مصادرته لخزينة الدولة تبدلت الأقوال والتصريحات وصارت أمريكا هي المنسق والراعي الرسمي لمحاربة داعش حسب قول الغانمي !!.
داعش التي قدمت خدمة كبيرة لإيران وأميركا على ارض العراق فكلا الدولتين حققت مصالح ومنافع ومكاسب على كافة المستويات والأصعدة وعلى حساب الشعب العراقي ودمه وثرواته وخيراته ؟! لكن مادام قادة وزعماء الفساد يتصدرون المشهد السياسي فهذا يعني إن العراق لا يزال يكابد الفاقة والفقر وظنك الحياة والعيش المهين ، فما يقوم به رجل المالكي العسكري عثمان الغانمي الذي يحاول أن يكون رجل المرحلة والارتماء بأحضان الأمريكان ما هو إلا إيذان واضح بأن العراق يسير نحو قعر الهاوية بعدما سقط بها وما تصريحاته إلا شاهداً على ذالك.
ولا ننسى إنه قبل فترة زمنية كان الغانمي من العاملين تحت قيادة الجنرال الإيراني قاسم سليماني أيضا بعنوان محاربة داعش التي ادخلها المحور الغربي ! فهذه المواقف الغريبة والمتناقضة والتغيير السريع في المواقف والولاءات لقيادات العراق العسكرية يعتبر مؤشر خطير جدا على الشعب أن ينتبه له , لان هذه القيادات تظهر الولاء لكل دولة تفرض هيمنتها على العراق فعندما كانت الهيمنة إيرانية كانت داعش أمريكية حسيب تصريحات الغانمي وقادته السياسيين وعلى رأسهم المالكي، وبعدما صارت ألان الهيمنة شبه أمريكية وبدأت المكافئات تنصب عليهم صارت أميركا هي المحامي والمدافع عن العراق وهذا يعني أن هذه القيادات ولاءها للذي يدفع أكثر ويضمن البقاء في المنصب وليس الولاء للشعب والأرض والوطن .