17 نوفمبر، 2024 7:46 م
Search
Close this search box.

عثمان العبيدي ونزهان الجبوري قمران يبزغان في فضاء الحسين

عثمان العبيدي ونزهان الجبوري قمران يبزغان في فضاء الحسين

لم تنجلي عن قواميسنا تلك الملحمة الاسطورية التي سطرها لتاريخنا الحديث الشهيد الانسان عثمان العبيدي في موقعة الجسر المتجذرة من خزائن صفحات ملحمة الطف الخالدة ذلك الشاب الذي تسابقت خطاه مع الموت باحثا عن موطأ يصطف من خلاله في رحاب رسولنا الكريم محمد (ص)يفتش بين الموج العاتي عن الاف الناس الزاحفة لاداء مناسك زيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام والذين القت بهم اقدار الحياة من منصة جسر الائمة الى قاع دجلة لتحيلهم الى ركام بعد ان تلاقفتهم امواج الموت ،لتسحقهم في ماكنة القتل الجماعي الذي نمسي ونصبح في فضاءاته وفي ظروف تشابكت حلقاتها وبقيت طي الكتمان كغيرها من حوادث الابادة الجماعية ،ذلك الشاب الذي اراد ان يكسراطواق الطائفية التي جلبتها لنا (ديمقرطية ام ستوري الفواله) وليمنح البعض الق الحياة بعد ان انقطعت بهم السبل ،وبعد ان انقذ العشرات من حتمية الموت ،قلت حيلته وهلك جسده فشخصت عيناه الى السماء وطاف وجدانه بين ركام تلك الجثث ،مستصرخا اناس الارض ان مس اهلينا الضرلعله يجد مغيثا او ناصرا تستحضره تلك المشاهد التي خلعت عن وجدها اشراقت النهار واستبدلتها وحشة ليل معتم دامس ،حتى استنفذت جوانح النجاة وانقطت سبل الرجاء فشهقت روحه الطاهرة شامخة تحفها ملائكة السماء لتعيدها الى باريئها راضية بقضائه مرضية بامره ،تلك الواقعة التي اصبحت رمزا للوحدة الوطنية وعنوانا للتآخي المجتمعي ،اليوم يبزغ الشهيد نزهان الجبوري قمراً منيرا تشرق انواره في سماء العراق ملتحقا بصفوف الصديقين والشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ذلك الشاب الذي القى خلفه بريق الحياة وجلبابها المبتذل ليجود بالنفس وذلك غاية الجود ،مسطرا بذلك ملحمة انسانية اخرى تضاف الى رصيدنا التاريخي في مضارب الشجاعة العراقية واسوار النخوة العربية ،ذلك الشاب الذي اجمع الاقربون عليه انه لم يتسلم راتبه الشهري منذ اكثر من ثمانية اشهر عجاف في ظل ظروف ايسرها معسر واحلاها علقم وابسطها شائك وهو الاب لعائلة كبيرة غرست في قلبه مفاهيم حب العراق ووشحته بوسام الشجاعة والمثابرة وبر الوطن تلك المعسرة التي لم تفقده الاصرار على ان يكون في طليعة الباحثين عن مساحة من الامن يستقر في اعتابها العراق ،كيف لا  !!!! ووالدته التي التي حملته وهنا على وهن ،فاستوقفتنا شجاعتها الزينبية في شدائد الامر والتي لم تنكسر رغم اثخان الجراح عليها ،مثلما ابهرتنا امومتها الخنساوية المتجذرة من نواميس الاسلام المحمدي ووالده المتباهي بشهادة فلذة كبده متيقنا انه نال الحسنيين بمسك الختام لان الشهيد اصطف مع الحسين واصحابه الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ،هو الضابط المهذب في العقيدة العسكرية الذي ترك خلفه فجوة الاصطفاف الطائفي وعقدة الولاء المذهبي ليصطف مع قوافل الصديقين وقوافل الشهداء الابرار في فضاء الحرية التي تنطلق مدياتها الانسانية من رحاب ثورة الجياع والفقراء ثورة الانقضاض على بؤر الفساد والارهاب ثورة التحرر من اسوار التمييز العرقي والمذهبي والقومي ،ذلك الشاب الذي التف بجسده الطاهر بجسد الارهابي النتن الذي حاول البطش بعباد الله الزاحفين الى ارض كربلاء لاحياء شعائر زيارة الاربعين والذي اقتاده الى فضاء اخف وطأة على المدنيين حتى انفجر الارهابي بشهيدنا الهمام الذي هانت عليه بلواه امام اذى الفقراء ليلحق بثورة الحسين عليه السلام واهل بيته الاطهار واصحابه الاخيار التي تداعت في اتونها قلاع الردة ،وهوت في اعتابها حصون المستبدين فاصبح الباطل فيها زهوقا ،ولتكون رسالة انسانية كتبها الشهيد بدمه الطاهر الى ساسة (آخر وكت )المتخاصمين على سلب حقوق الشعب ونهب خيراته لعلها تيقض ضمائر البعض منهم ،حتى لاتتغافل استحقاقات المخلصين الذين لم يوقف زحفهم مظلمة المسؤولين له بحجب مستحقاته المالية ،وليثبت للعالم اننا شعب متعاضد يتمم بعضنا البعض الاخر كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ،والسؤال الذي يحتاج الى وقفة جادة يتجرد من خلالها جميع ساستنا الذين الهتهم تجارة الكراسي وبهرجة المناصب وافتعال الازمات عن مخافة الله في حماية الشعب وتحقيق ابسط المقومات التي تحفظ له آدميته وتصون له الكرامة وتعيد له انسانيته التي حاول البعض تجريده منها ،والف الف تحية الى شهيدينا نزهان الجبوري وعثمان العبيدي الذان التحقا بارواحهما القديسة واجسادهم الطاهرة مع قوافل شهداء العراق الى حضرة سيد شباب اهل الجنة الحسين عليه واهل بيته واصحابه والسائرين على السراط السلام وليكون شهدائنا الابرار مصابيح تشرق في فضاء الجنان وأقمار تبزغ في فضاء الحسين وعنوانا للوحدة الوطنية ورمزا للتاخي المجتمعي ومحطة للتسامي والتعايش الانساني ،الجنة والخلود لشهداء العراق من اقصاه الى اقصاه والخزي والعار وشاح يتقلده اعداء العراق والانسانية واعداء السلام المجرمين القتلة ربيبي القاعدة وايتام الاستعمار والخونة المتاجرين بدماء الشعب الذين سيجتثهم التاريخ عن مسيرة الاحرار ويلقيهم الى جهنم وبئس المصير ومن خلفهم بعض الساسة الذين جلبتهم رياح التغيير والقت بهم الى فلك القيادة تحيطهم ثلة من حاشية تصدأت ضمائرها وعاثت في الارض الفساد والله من وراء القصد .

أحدث المقالات