23 ديسمبر، 2024 10:45 ص

عتبٌ  على ( الجامعات العراقية ) من صمتهم المخجل المعيب !؟

عتبٌ  على ( الجامعات العراقية ) من صمتهم المخجل المعيب !؟

عَــقــدَتْ بعض الجامعات العربية وجامعات في دول أجنبية ندوات وحوارات وحلقات نقاشية عدة ، لبحث أزمة النازحين في العراق والسبل الكفيلة للحد من هذه الظاهرة والمساهمة الجدية في تقديم مساعدات فورية للمواطنين النازحين ومناشدة جميع دول العالم ومنظمات ( الأمم المتحدة ) والمنظمات الإنسانية لإيجاد حلول تتناسب والحجم المتزايد للنازحين العراقيين داخل بلادهم وبخاصة ماحدث أخيراً من معاناة قلَّ نظيرها لنازحي مدينة الرُمادي؟!
هذا الخبر المجمّع من أخبار عدة ، يُخجِل ويرفع لافتةً كبيرةً كُتبَ عليها ( أين الجامعات العراقية مما يحدث لنازحي الرُمادي؟ ) .. ولعقد وإقامة وتنظيم الندوات والمؤتمرات في أي كلية أو جامعة عراقية خطوات بسيطة جداً تبدأ بتقديم رئيس قسم علمي أو مقترح من تدريسي داخل القسم لإقامة ندوة علمية أو حلقة نقاشية مبيناً فيها الأسباب ، وتتم الموافقة وتحديد الموعد وتخصيص مبلغ للصرف على أعمال الندوة أو الحلقة أو ورشة العمل في حال توفر إعتماد مالي .. أما المؤتمرات العلمية فآلية إقامتها بسيطة لكنها تأخذ وقتاً أطول وموافقات أكثر لأنَّ إقامة المؤتمر العلمي معناه توجيه دعوات للكليات المتناظرة ولأطراف علمية وإدارية ذات صلة بموضوع المؤتمر ومن ثم تقديم ومناقشة بحوث علمية متخصصة تنتهي بعرض وإعلان نتائج وتوصيات المؤتمر ونشر البحوث والمشاركات في مطبوعات معترف بها علمياً، كالإدارة والقانون والحاسوب والطب والآداب والعلوم والهندسة ، وهناك مؤتمرات مهمة جداً عقدتها الجامعات العراقية مع وزارات ومؤسسات وشركات ومصانع لتطوير وترسيخ دعائم التعاون العلمي مع وزارات الدولة ومؤسساتها خدمةً للمواطنين وإدامة زخم وأفق التأثير الإيجابي لمنتسبي الجامعات وعلمائها في العراق وتحديداً في المحافظات العراقية والمشاركة الجادة في عمليات الإعمار التنموي والبناء المجتمعي.. ومن الطبيعي أن تشهد الندوات والمؤتمرات العلمية زيادة كبيرة تتناسب مع زيادة عدد الكليات والجامعات والمؤسسات العلمية ، وقد أقامت جامعة الأنبار مئات الندوات وعشرات المؤتمرات وحملات المسح الميداني وحلقات حوارية وورش عمل ولقاءات مع جميع وزارات الدولة وتفرعاتها ومحافظة الأنبار والدوائر والمعامل والمؤسسات التابعة لها ، وبادرت للإتصال بمن يهمه الأمر في المواقع التي تتواجد فيها كلياتها الممتدة من القائم غرباً إلى الفلوجة مروراً بموقعها الرئيس في الرُمادي .. ولم تمر مناسبة في العراق أو في الرُمادي إلا وأقامت الجامعة نشاطاً مناسباً لتسليط الضوء أو تقديم إستشارة لهذه الجهة أو تلك وبلا مقابل ، وعلى الرغم من الصراعات المريرة بين العشائر والسياسيين في الرُمادي والتي كادت عدواها أن تنتقل إلى الجامعة لكنها فشلت في تسييس الجامعة أو السيطرة عليها أو فرض شروط معينة من هذه الجهة أو تلك لتقييد أو تجزئة أو نقل نشاطاتها لصالح جهة معينة .. وشارك تدريسيو الجامعة ومنتسبوها في عدد كبير من المؤتمرات العلمية المعقودة في الجامعات العراقية والجامعات العربية والأجنبية ، وشارك جامعيو الأنبار في فعاليات علمية وأدبية وإجتماعية مهمة كان لهم التأثير الموضوعي والمساحة المعلنة في تقديم بحوثهم وبراءات إختراعهم .. ويعلم الزملاء في الجامعات العراقية ممن يقرأون هذا المقال ما تعانيه ( جامعة الأنبار ) منذ سقوطها في شهر حزيران عام ( 2014 ) ولحد الآن من صراعٍ مرير للبقاء وديمومة الحياة الجامعية متحدين جميع الظروف والمحاولات الظالمة لإيقاف عجلة العلم في جامعتنا بصبر كوادرها ومنتسبيها وطلبتها وإصرارهم ، وهكذا كان .. فقد تجاوزت الجامعة مرحلة خطيرة جداً ويبقى في ذاكرتها مع إستمرار المعاناة من وقفَ معها ومن تصدى لها ..والغريب أنَّ الّذين وقفوا مع الجامعة لم يكن معظمهم من الجامعيين والّذين تصدوا لها وما زالوا من الجامعيين من داخل الجامعة ومن خارجها ..
نحنُ نقول ونذكّر زملاءنا في الجامعات العراقية من المتخصصين وغيرهم ، ولكي ننحى جانباً عن الجامعة ، وندخل في صلب موضوع النازحين ,  ألا يُفترض أن تبادر الجامعات العراقية جميعاً بإقامة ندوات ومؤتمرات وحلقات نقاشية وحملات ميدانية للمساعدة في وضع حد لما يُعانيه النازحون من الرُمادي وهم يتعرضون إلى أبشع مؤامرة لإسقاط إنتمائهم وقيام الجامعات بتطويق وتقييد ومحاصرة محاولات القوى المعادية لإخراج النازحين بشكل نهائي من الرُمادي وعدم عودتهم لها .. لم نرَ أو نسمع كليةً أو جامعة عراقية رسمية أو أهلية تُقيم ندوة أو جولة ميدانية للوقوف على حالة النازحين .. وفي جامعاتنا أطباء ومتخصصون في علم النفس والإجتماع وباحثون في هذا المجال يُقدمون دراساتهم وتوصياتهم للحكومة المركزية أو على الأقل تنظيم وقفات إحتجاج ومناشدات للرأي العام العالمي والعربي والعراقي لمساعدة النازحين ومخاطبة الحكومات المحلية في المحافظات التي تتواجد فيها الجامعات لفسح الطريق أمام العوائل النازحة .. فبإسثناء ندوة خجولة أقامتها كلية مع منظمة طلابية في شارع المتنبي قريباً من أحد المقاهي !!
 لا أتذكر أنَّ جامعةً عراقيةً واحدة أقامت ندوة أو مؤتمر عن النازحين .. وهذا الصمت الأسود المريب تفسيره واحد وهو تأييد الخطوات المعادية والتعسف المستمر لنازحي ( الرُمادي ) أينما حلّوا .. عتبٌ لزملائنا وأخوتنا وأصدقائنا في الجامعات العراقية من صمتهم المخجل المعيب .. ليس إلا !