كثيرة هي قصص البطولة، والإقدام، ولعل أشهر هذه القصص جرت أحداثها في عام 1625 وكان بطلها الشاب دارتانيان، وهو شاب في الثامنة عشر من عمره، لم يكن من الفرسان الثلاثة، بل هم أصدقائه الذي كان يتمنى أن يكون احدهم.
لم أود تشبيه هؤلاء الفرسان، وصديقهم الشاب دارتانيال بما يحدث اليوم بعراقنا الجريح، بل رمزت للبعض بالقطط، لما تتصف به من نكران الجميل، وعدم الوفاء لصاحبها، حتى قيل بالمثل العامي (البزون تدعي على أهلها بالعمى) ليخلو لها المكان، وتنفرد بما لذ وطاب.
أقطاب ثلاثة، كانوا بالأمس القريب السبب الرئيس بتدهور الوضع السياسي في العراق، وتأزمه حتى أصبحنا نتنفس أزمات، نأكل أزمات، نعيش أزمات، نعشق، ونطرب أزمات، كأننا فطمنا أزمات، وأصبحنا بين مطرقة فساد، وانفراد المالكي وتشدد النجيفي الى مكونه الاجتماعي و(ما ادري، ما أعرف) المتغيب الدائم علاوي.
على مدى أربع سنوات، والشعب العراقي يدور بدوامة الفساد، والدمار، وتعطيل القوانين المهمة التي تخدم الوطن، والمواطن، والسبب الرئيس هو العداوة بين قطبي الكرة الأرضية في العراق، الذي لم يلتقيا وجها لوجه برغم جهود الخيرين.
العراق معطل منذ أكثر من ثمان سنوات، بسبب تعطيل الميزانية، وعدم إقرارها بسبب مماطلات الإرهابي، والطائفي على حد قولهم السابق، الذي تغير ليصبح النجيفي بقدرة قادر إلى رجل، وطني بنظر مختار العصر طبعا(أليس هو قائد الضرورة وبكيفة).
القطط الثلاثة، لرئيس فخري لا يقوى على النظر بوجه رئيس الوزراء! منصب للتشريف فقط، مع ثلاثة نواب لا يجمعهم رابط واحد سوى البغض الدفين فيما بينهم، والعين على الامتيازات المرجوة.
لا اعرف كيف يجتمعون؟ كيف يتجاذبون الحديث؟ وكل يعرف ما بقلب الأخر؛ سيمارسون النفاق الاجتماعي على الأرجح.
لماذا لم يتم هذا الوئام قبل أكثر من ثلاث سنوات؟ أو سنتين؟ أو حتى في السنة الأخيرة من حربهم الضروس؟ التي طفحت رائحتها على الشعب العراقي المسكين، المغلوب على أمره، لأنه يفكر بسذاجة، ولا يميز بين الخائن والخادم!.