18 ديسمبر، 2024 11:22 م

عتاب شديد اللهجة والمعنى!!

عتاب شديد اللهجة والمعنى!!

ماذا تريد منا ايها الوطن قضينا ايام وايام ندافع عن ترابك الذين قال عنه السياسيين انه مقدس ولكننا لم نراهم يقوموا هم وعوائلهم بأي تضحية  لهذا المقدس….
ما زالت احاسيسنا تقتلنا ونحن نراك بين الحين والاخر مصاب بوعكه سياسيه تتناهش بلحمك عوادي الزمن…. ما هو ذنبنا يا عراق الخير ونحن نبكي ونتألم لكل ما يجري بك من فرقةً ومن خصومات بين ابناء شعبك الواحد.. لقد قتلتنا احاسيسنا يا وطني العزيز فمع كل ازمة جديدة  ندخل فيها الى غرفه الانعاش لنتلقى صعقه من الكهرباء تعيد لنا ذلك القلب المتعب..
يا وطني الغالي أتعَبٌتَني وانا اكتب عنك منذ نعومه اظافري واتعبتني وانا اكتب عنك خلف القضبان في ذلك السجن المظلم واتعبتني وانا اكتب عنك اليوم في زمن الديمقراطية المبهمة ولم احصل على جزء بسيط من حقوقي كمواطن  من كل هذه الخيرات التي وجدتها على ارضك…
ها انا اعيش فوق ترابك وكأنني انسان غريب وانا أشاهد كل الحكومات التي تعاقبت على قيادتك وتسلطت علينا وعلى رقابنا نحن ابناء الشعب تمنح وتهب ما تشاء للغير ونحن نعيش على فتات ما يقررون…اين العدالة فيك يا ايها ياوطن الفقراء الم تنطلق منك كل القوانين التي تعلمتها البشرية وتحكم بها اليوم اغلب دول العالم.. وما زلت انت لم تتعلم مفاهيم ما كتبه علماءك بأياديهم الكريمة…
ما زال فيك العلماء والمفكرين والمبدعين يموتون بحسره سببها الاحساس المفرط وما زلت تقتل ابناءك بمعيشة الغربة في الداخل وفي الخارج… لقد اتعبتني يا عراق وها انا اكتب لك هذه الاسطر وفيها لهجة العتاب الشديد لماذا يحاربنا الزمن على اراضيك ولماذا تريد ان تموت احاسيسنا ولماذا ولماذا ولماذا؟؟؟؟
يا وطن المفقودين والمغيبين يا وطن الجياع والمحرومين يا وطن الاغنياء السارقين الناهبين ورجال الدولة المتسلطين والعراة المستورين  يا وطن ضاعت فيك العدالة… فلقد تجاوزنا سنين الستين من العمر ولم نرى فيك شيء بسيط من العدالة.. نتساءل دوما لماذا كتب حمورابي مسلته فيك ولماذا قامت كل الحضارات القديمة على اراضيك ولماذا قُتل سيدنا الحسين عليه السلام وهو قادما من اجل اصلاحك وما زال دمه الطاهر يناديك فوق كربلاءك ولماذا نعيش معك حروب وحصار وشعب يركض خلف لقمة العيش حائرا ومحتار ولماذا ولماذا ولماذا؟؟؟؟؟
لقد افنينا العمر فيك يا عراق ولم نجد آذانٌّ صاغيه تسمع لنا القول ولاتقرأ ما نكتب وما زلنا نعيش بذلك الامل الذي اصبح شيء من المجهول واي مجهول انه مجهول الماضي وليس المستقبل فهل سوف نبقى ننتظر القادم ونحن نعرف ان القادم هو اسوء من الحاضر وان الحاضر هو اسوء من الماضي ولكننا نعشقه لأننا نتذكر منه بعض المواقف التي ربما كانت بالنسبة لنا جزء من الخير يخرج من ركام الفقر في الماضي…
يا عراق أَجبني بلغتك السومرية أو الأشورية أو البابلية أو العربية فانا لا يعنيني تعدد اللغات اكثر مما يعنيني الاستقرار في بلدي واكثر ما يعنيني ان اشعر انا وغيري بروح المواطنة بعيدا عن مبدا قوي وضعيف وبعيدا عن مبدا سياسي ومواطن وبعيدا عن مبدا حاكم ومحكوم وبعيدا عن مبدا ظالما ومظلوم وقريبا من مبدا العدل اساس الملك.. ولماذا لا تستطيع كل هذه الاقوام ان تقيم العدل فوق ارضك ولماذا ولماذا ولماذا؟؟ اختمها بأسئلة مبهمة لم اجد لها حلول ولم يبقى الا ان نطلب الفرج من صاحب الفرج فقد نفذ الصبر واذا نفذ الصبر فاين سيجد المواطن مفتاح الفرج….