كان من المؤمل أن أخرج لكم اليوم بالجزء الثاني من مقالتنا ( ربما تكمن المنن في المحن ) لكني تريثت في الوقت الحالي لسببين : الأول توفر معلومات تاريخية ومهمة تدعم ما سأذهب اليه ، أما الثاني ما نشره الصديق العزيز سعد الأوسي على
شاشة قناة ( المسلة ) عشية يوم الجمعة 22/ 5 /2015 ، علما لقد تكرر هذا المنشور لمرات لم أتأكد من عددها ، يقول هذا المنشور : ( أمة عربية نائمة ذات نذالة دائمة !! )وبغض النظر عن الغاية التي تكمن وراء ذلك – والمعروفة من قبلنا
ولكل ذي لب ، قررت انا العبد الفقير أعداد رد هين لين لأخرج به عن الأسلوب الذي عرفتموني به ، وقبل أن أكتب حرفا واحدا في ردي أحيل هذا المنشور على خطأ الناسخ ليس إلا ! لأني أعرف الأوسي جيدا فهو رجل شجاع دمث الطباع قويم المسلك يلتقط الحكمة حيث يجدها ، لايخشىى في الحق لومة لائم أو تقول لأشباه الرجال ، ولم أعهد منه غير ذلك .. وليست هذه مجاملة مني له فأنا لاأجيدها البتة وبالرغم من تحفظاتي على بعض من منشوراته ، والتي أعتبرها ردة فعل غير مبررة كما أنها جرت على أسلوب لم يعرفه جهابذة الأعلام من قبل ؛ يبقى الأوسي صديقا عزيزا له مكانة مرموقة عندي وعند الكثيرين من متابعيه ومتابعي نتاجاته وكتاباته الجريئة ..
أخي أبا أوس
أن لكل شئ آفة ، ولكل نعمة عاهة ، وأن آفة الاعلام وعاهة العاملين عليه هذه الأيام قوم طارئون عيابون همازون مشاءون بالنم والذم لسبب أو دون سبب ، قد حصر الواحد منهم نفسه في دائرة العنتريات لايفهم سواها ؛ مهاترات بعضها فوق بعض ؛ تربص هنا وهناك ، إختلافات تقود الى التراشق بسهام القول والقلم طمعا بزينة الحياة الدنيا من الأموال والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، وأظنك تعلم – كما أعلم – إن هذه الدنيا لم تدم لأحد مهما كان عظيما .
لقد أنتهز أعداء العراق – وهم كثر – هذه الخلافات الطارئة فراحوا يقضمون الأرض شبرا شبرا رغم قلة عددهم وكثرتنا
التي صارت كغثاء السيل ، ويبقى المختلفون في غيهم يعمهون .. ألا شاهت وجوههم ، وثكلتهم أمهاتهم وأذاقهم الله وبال أمرهم خسرانا مبينا . وحين يمسك أحدهم القلم لم يدر في خلده قصد ذو بال ، إنما مجرد كلمات نابية سخيفة لاتمت الى الأعلام الشريف بصلة تذكر ظنا منهم أن مثل هذه الممارسات ترتقي بهم وترفع من شأنهم المتهالك أو ستسلط الأضواء عليهم كما سلطت على الفاشلين من قبلهم !! حينها سينفشون ريشهم دون أن يعلموا أن في اللغة العربية إسلوبا سوى أسلوبهم الرخيص الذي كتبوا به ، وأن في يد غيرهم أقلاما تبرى على غير طريقتهم وأنها أشد أيلاما من وقع الحسام المهند وسيجدون منها مالم يحسنوا حفظه فتذهب بذلك حيرتهم ويرشدوا من ضلالتهم وينقذوا من جهالتهم لينجون من شرور أنفسهم ، ولما كان المريب يشعر من نفسه بالتهمة ، ويتخيل ان كل واحد قد أطلع على خبيئة نفسه المريضة سينتفض كأبن عرس ثم يشحذ ذيله ويطلق العنان للسانه فيبدأ بكيل الشتائم والسباب وهو يعلم أن الرابح في تجارة السباب خاسر مبين ، وأمثال هؤلاء يعجزون عن مقارعة الحجة بالحجة فيلجأوا لمثل هذه الممارسات المخجلة ، وأن أفضل علاج لمثل هذه الحثالات هو الصمت بكبرياء ( إذا نطق السخيف فلا تجبه .. فخير من إجابته السكوت ) والسكوت هنا لايعني الخوف وعليهم أيضا التوكل على الله في أمورهم لأن الله سبحانه سيقيض لهم من ينقذهم ويهئ لهم من أمرهم يسرا، كما إن المتمسك بالحق لايبالي بمن خالفه ولو كان عظيما ، والحق لايعدم نصيرا ، والصبر عل البلوى حميد العاقبة ؛ فمن لم يجد في نفسه القدرة على الصبرالجميل فليبتعد عن هؤلاء إبتعاد النون من البيداء والضب من الدأماء ، وأن يتأنى في ردة فعله
ويجعل من رقبته كرقبة البعير ، وإن لم يجد مفرا من الرد عليهم فليكن ردا مفحما مقحما ناصعا يحمل أخلاق العرب ورسالتهم السامية دون أن ينتقص من أمة العرب فيصفها بالنذالة والنوم الدائم أيها العزيز الأوسي !!
إن ما أقدمت عليه – أخي سعد – مجازفة بلا برهان ستعرض مستقبلك المهني لشئ مكروه وغير محبب إطلاقا ، وليت شعري مالذي حدى أو بدا كي تنتقل 180 درجة عن مسارك العروبي الذي عرفتك به ؟ أم أن هناك أمرا دبر بليل فأذعنت له وأنت مكره عليه ؟ ” وهبني قلت هذا الصبح ليل ، أيعمى العالمون عن الضياء ؟! ) .. نعم لقد أرتكب حكامنا لابارك الله بهم أخطاء مكفرة لن تغفر لهم لكن هؤلاء لايمثلون سوى أنفسهم وعوائلهم فحسب ولا علاقة لهم بأمة العرب أطلاقا ، وأظنك تعلم – كما أعلم – إن سيدنا موسى عليه السلام ، حين قال للعبد الصالح : ( ستجدني أن شاء الله صابراولاأعصي لك أمرا )
لكنه لم يصبر !! فهل يصح لنا التقول على موسى ؟ وأعلم أنك تدري أن نوحا عليه السلام طيب كان متزوجا بخبيثة ، وكذا سيدنا لوطا فهل نقول عنهما مايغضب ربنا ؟! وأني أعلم أنك تدري أن الفرعون الخبيث كان متزوجا من سيدة طيبة ، فهل يعني أن فرعونا كان طيبا ؟! أذن فأن أمة العرب أنجبت الأنبياء والأولياء والصالحين والعظماء فلا ينبغي لأحد مهما كان أن يذكرها بسوء ، ومن فعلها فليس من أمة العرب في شئ فربما يحمل لسانا عربيا لكن هواه أعجمي خالص !!
أتمنى أني كنت هينا لينا معك رغم أني لاأجيد هذا الضرب من الفنون وأظنك قد قرأت كتاباتي بحق سياسيي الغفلة دون تمييز بينهم فكلهم عندي سواء لايساون خصف نعال طفل شردته سياساتهم الخائبة ومصالحهم الخبيثة .
مازلت أعتبرك صديقا لي وأرجوك أن تتفهم ما ذهبت اليه فأنا رجل عربي عراقي مسلم أحب العرب كحبي لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ،وكحبي لآله وصحبه دون تمييز بين أحد منهم ، كما لاأعتبرك خصما لا والله فأنا لك ناصح مشفق عليك من هوى النفس الأمارة بالسوء والشر وتذكر أنك تعيش الآن في أحدى أقطار أمة العرب ، تلك الأمة التي أتهمتها بالنوم والنذالة !! وسيبقى قلمي لك عونا ، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .. ألتمس منك ردا يريح النفس ويذهب عنها السآمة والملل وبخلافه فأن لكل حادث حديث …