أتذكرُ كيف كنا فانتهينا
إلى حالٍ به الشَّيب الكئيبُ
و كيف العمر في يومٍ تذاوى
و مات الوردُ و العشب القشيبُ
و كيف الرُّوح مازالتْ تدوّي
على رعدٍ بهِ يصحو الحبيبُ
و كيف الحُبُّ في الدُّنيا بخيرٍ
إذا ما فاء في شوقٍ يؤوبُ
و كيف الثلجُ في يومٍ سيذوي
فمن قد قال لا ثلجاً يذوبُ!؟..
أحدِّقُ ناظراً فيها فأرنو
هلالاً بازغاً لا لا يغيبُ
على عينين في يومٍ رأتني
إذاما غبتُ يؤذيها النحيبُ
فلن تشفى و لن تلقى دواءً
و لم ينفع إذا أنأى الطبيبُ
تقصّتْ في المفاوز عن خزامى
فلم تلقَ الخزامى ما تجوبُ
سوى في روض أحلامي تراءتْ
لها الأزهارُ و الزهو الخضيبُ
أتتني تشتهي ثغري بلثمٍ
عميقِ الوقع إذ ثغري رطيبُ
فما قد كان من حولي يراها
إذاما ﷲُ سبحانَ الرقيبُ
تلاقينا كما شوقاً تلاقتْ
يتيماتٌ بهنْ طالتْ دروبُ !!!