أثارني كلام عضو البرلمان الأوروبي، العراقية عبير السهلاني يوم أمس ، عبر قناة الشرقية قائلة: أن المرأة لم تشارك مثل الرجل في القتل ولا في الفساد الإداري والمالي” و تأريخ المرأة السياسي مُشرِّف منذ أعوام طويلة، كما أشارت إلى نقطة أخرى وهي أن المرأة تنقصها اشياء كثيرة لكي تتمكن من أداء دورها السياسي والريادي ، فالمجتمع العراقي يحدد المرأة ويتعامل معها بعنصرية منذ الطفولة ، لذا فإن القرار السياسي بيد الرجل حصراً ، رغم عدم قصورها فكرياً وسياساً ، وبالرغم من التحكم بمصائر النساء إستطعن بعضهن أن يحققن دورهن بالسياسة ويفعلن مالا يفعله السياسيون الرجال، وختمت حديثها بحلمها وهو تولي امرأة عراقية رئاسة الوزراء .
إن تولي المرأة منصباً سياسياً أو تمكينها في ساحة الحكم لايمكن أن يحدث لدينا لأن النساء غير مستقلات في الحكم وهذا مايحدث اليوم ضمن دور المرأة في البرلمان العراقي فهي لاتمثِّل شخصيتها بل تمثل كتلتها ، وبالتالي تظهر عبر شاشات التلفاز تتحدث عن رأي رجل يرأس تلك الكتلة أو التيار أو الحزب الذي تنتمي إليه ، لذلك فإن دور المرأة الريادي في السياسة يصعب تحقيقه ، حيث إن نسبة كبيرة من النساء في مجتمعنا لازالت تعاني من الضرب والإهانة والتعنيف الكلامي والإنتقاص والتحديد والتحجيم ، بالمقابل هنالك نساء استطعن الوصول إلى مايطمحن إليه ويضعن بصمتهن بالمجال المجتمعي والسياسي والإقتصادي وإن كانت نسبتهن قليلة، لكن هذه الشريحة النادرة العظيمة استطاعت أن تتغلب على جحود وظلم النزعة والسلطة الذكورية التي نالت ومازالت تنال من إعطاء المرأة مكانتها الطبيعية شأنها شأن الرجل بالطبيعة البشرية، فالبعض من النساء واجهن صعوبات وتحديات أسرية و مجتمعية وصنعن إنجازات في عالم الثقافة والفن والإقتصاد والمجتمع والسياسة .
وفي الحقوق السياسية للمرأة كتب المؤلف والمستشار القانوني لدى الإمارات محمد صالح المنصوري ، إن العديد من النساء تتطلع إلى المشاركة في العمل السياسي لما لديهن من طموحات وقدرات، لكن البعض يعارض وصولهن وتمكينهن حين يربطون مدى مشروعية مشتاركتهن في السياسة بالفتاوى الدينية، أما الأحكام الدينية والنبوية فقد سمحت لهن تولي المناصب منها الخلافة، الوزارة، والقضاء ، لكن مااضعف توسع مشاركة المرأة على الصعيد السياسي هو حجم العُقد والعراقيل التي تقف في طريقها نتيجة الثقافة الغائبة والأفكار المتخلفة وانتشار المفاهيم الخاطئة ، منها عدم جواز منحها حقوقها الشرعية لكي يَسهَل السيطرة عليها وقمعها ، والدليل هو التعامل السيء مع المرأة في الأعوام الأخيرة وتدهور وضعها ودورها حتى اليوم بما تفرضه العادات المتخلفة .
ربما يتحقق حلم السهلاني أو لا .. لكن الأهم أننا نتحرر تدريجياً من هذا الإجحاف والظلم وحب التسلط الذي يُفرض في المجتمعات دون حق ليضع النساء تحت وطأة العذاب والكبت والقهر ، دون أن تحقق مابخاطرها لأنها مجرد عورة مثل مايقولون ، ولذا يتخذن بعض النسوة طريقاً للتحرر من القمع كأجراء عقلاني جريء في الإبتعاد عن موطنهن واللجوء إلى البلاد التي يسمونها بالعلمانية ، كونها أكثر انصافاً وتحرراً من البلاد الشرقية، حيث تتيح لهن التعلم والتطور والمشاركة والإبداع دون إشعارها بالقصور أو إنها أقل من الرجل ، وقد نجحت بالأمس زها حديد وهناء ادور وعبير السهلاني واتمنى ان تكون الف امرأة وامرأة عراقية مثلهن تعرف حجم أهميتها ودورها وكيانها داخل المجتمع.