عصر الملينيوم هو عصر الألفية الثالثة التي نعيش نحن اليوم أيَّام السنة الثالثة والعشرين منها ويطلقون عليها ايضا عصر ما بعد الحداثة ، هذا تعريف موجزللقارئ بتسمية عصره ، وانتقل منه الى القول 0
ذات يوم قرأت في كتاب أنَّ رجلا من الأعراب صادف الأمام الحسين (ع) وهو في طريقه نحو العراق في العام 61هـ وذلك تلبية منه عليه السلام لدعوات اهلها له الملحة عليه في القدوم عليهم 0
فطلب هذا الأعرابي على سبيل النصحية الى الحسين أنَّ يرجع من حيث اتى ، وعلل طلبه هذا بقوله ( إنَّ الناس مازالوا عبيد هذا الدينار وهذا الدرهم ) 0
وبعد ما يربوعلى 1400عام على هذه المقالة تبرز مجددا لتتمظهر في العصر الحديث الذي هدد فيه المسؤولون الروس:- ( من أنَّ استخدام السلاح النووي في عمليتهم الخاصة في اكورانيا امر غير مستبعد بسبب تدخل الناتو والأتحاد الاروربي في هذه الحرب الى جانب اكرانيا)0
فضلاً عن وصول مركبة الهند الفضائية الى القمر وهبوطها على جانبه المظلم بنجاح وأضاءتهُ بمصابيحها،، الهند التي يريد رئيس الوزراء الحالي مودي وحزبه الحاكم تغيير اسمها الى ( بهارات ) وهواسم يشير اليه ويثبُّته الدستور الهندي في المادة الأولى منه 0
تتمظهرهذه العبودية وبالأخص في نوادي كرة القدم حيث تجري بينها عمليات انتقال لاعب من نادي الى آخر من طريق البيع بمبالغ طائلة ، للنادي البائع فيها حصة ولكن للاّعب المباع كما يباع العبد بين اسياده فيها حصة الأسد0
فلاعب كرة القدم المحترف يملك اموالاً طائلةً وعقاراتٍ لاتعد ولا تحصى وحتى طائرة خاصة في خلال سنوات معدودات ، ولو عاش الأنسان العادي عمر النبي نوح ( ع) الف سنة ألاّ خمسين عاما ( وبحث بيديه ورجليه) كما يقول المثل العربي ، لا يستطيع الوصول لجمع ربع ما جمع اللاعب المحترف من كرة القدم في فترة زمنية قد لا تزيد على 20عاما قضها في لعب كرة القدم 0
إنَّها لمعادلة ظالمة ومستهجنة من معادلات العصر الحديث عصر اللقاء مع مخلوقات فضائية بحسب وكالة ناسا الأمريكية للفضاء الخارجي0
فالرياضيون وخاصة لاعبوا كرة القدم المحترفين تبيعهم النوادي الرياضية وتشتريهم باسعار خيالية وهم صاغرون لسحر المال وسلطته التي لا تقاوم فالمال سلطان والأنسان المادي عبد له 0
ولكن تبقى عملية البيع والشراء التي ينتقلون عبرها من ناد الى آخر شبيه او هي نفسها عملية بيع العبيد وشرائهم في اسواق الناخسين في العصور الخوالي ، فاللاعب الكروي هو ملك للنادي الذي يبيعه وبعد عملية البيع يتحول ملكاً للنادي الذي اشتراه وكل ذلك بسبب عبودية الأنسان للمال 0
فاللاعب يتنازل عن كرامته ويتصاغر امام عمليات بيعه وشراءه لأنَّه يحصل على اموال خيالية من طريقها وكذلك النادي الذي يبيعه فاللاعبون هم عبيد كرة القدم ونوادي هذه اللعبة اسيادهم 0
فلاعبوا كرة القدم يتنازلون عن كرامتهم ويتخلَّون عن حرّيَّتهم ويقبلون أنْ يكونوا عبيدا ً أذلاّء للمال ومن يملكونه ويدفعونه إليهم كما يدفع السيد الأجر لعبده 0
وفي هذا السياق استطيع أن اكرر القول أنَّ لاعب كرة القدم هو عبد للنوادي الرياضية ومالكيها وليس حرًّا ، ويبقى كذلك لأنّه هو الذي اختارالعبودية بملئ ارادته لغيره من اصحاب الأموال يبيعونه ويشترونه بأموالهم كما يحلو لهم وما عليه إلاّ السمعة والطاعة وإلاّ فقد المال الذي يعبده وارتحل من بلد الى بلد لتحصيله 0
وقال الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد وهو من المهتمين برياضة كرة القدم قال عن انتقال اللاعب المصري محمد صلاح بين نوادي كرة القدم الاجنبية :- ( بيع محمد صلاح من نادي “المقاولون” (المقاولين لأنّه مضاف الى – نادي — المجرور بحرف الجر من وعلامة جرِّه الياء لأنه جمع مذكر سالم ) إلى نادي بازل عام 2012، ثم اشتراه تشيلسي من بازل عام 2014، ثم أعاره تشيلسي إلى نادي فيورنتينا فنادي روما عامي 2015 و2016، ثم اشترى عقده ليفربول عام 2017″ )0
ارجو من القارئ الكريم أنْ يتنبه للالفاظ التي وردت في كلام الامير السعودي بخصوص تنقل اللاعب المصري محمد صلاح بين نوادي كرة القدم الأجنبية (بيع) و(أعارة) وهو كلام واضح وصريح لا لبس فيه ولا لف ولا دوران 0
ويؤكد بلا شك أنَّ صلاح مسلوب الأرادة وليس امامه أي خيار فهو يُباعُ ويُعارُ ويُشترى وفق ارادة مالكي نوادي كرة القدم التي يلعب لها ولكنَّه يحصل مقابل ذلك على ملايين الدولارات الا سحقًا للكرامة وعزةِّ النفس والحرية مقابل صفقات الفلوس وهذا الحال ينطبق على جميع لاعبي كرة القدم 0
فامرغير مقبول من الناحية العقلية ولا في سياق العلاقات الأنسانية الصحيحة والسليمة ، أنَّ انسانا ليس فيه فائدة لنفسه ولا لمجتمعه وغير متعلم وكل ما يجيده هو تحريك رجليه في لعبة لو نظر الأنسان إليها بعقله نظرة فاحصة 0
لوجد أنَّ ما يقوم به هذا الأنسان ضرباً من الجنون يضحك به على عقول مليارات الناس الذين في مقابل ذلك يشجعونه ويصفقون له بحرارة ويعطونه اموالا خرافية يرفعونه به الى مصاف الأثرياء ويجعلون منه شخصية مرموقة على ما قدم لهم من تفاهات وسخافات يضيعون اموالهم الغالية واوقاتهم الثمينة في مشاهدتها والأهتمام بها 0
علما بأنَّ معظم لاعبي كرة القدم المحترفين هم في مجتمعاتهم اناس مغمورين وغير معروفين وكسالى وليس للكثير منهم أي عمل وإنَما يعيش عالة على غيره متسكَّعاً بين الشوارع0
وفاشلين في التحصيل الدراسي وخائبين في حياتهم العامة ، وإذا بكرة مطاطية يحركها ويركلها بقدميه كالاطفال تجعله من الاثرياء وترفع مقامه بين مقامات الثقافة والادب والسياسة والادارة وغير تخص رجالا افنوا حياتهم في البحث عن العلم واختراع التكنلوجيا وتطوير المجتمعات ورفع مستوى الانسانية 0