بعض المجتمعات تخضع للكراسي التي فيها الذين لا يخجلون من أعمالهم المناهضة لحقوق الإنسان.
واللافت للنظر أنهم عاشوا في مجتمعات متقدمة حرة ديمقراطية , وعوائلهم تعيش فيها , وما قدموا شيئا بسيطا مما في تلك الدول.
بل أكثرهم تحول إلى وحش يفترس البلاد والعباد , وإنطلقت فيهم نوازع الجشع والإستحواذ الفردي الأناني على ما تقع عليه أياديهم , فالمهم كم يغنمون ويسرقون وينهبون , فثروات البلاد بلا صاحب ومشاعة لمن يجيد أخذها.
وتخلو خطاباتهم من العبارات الوطنية , والإشارة لحقوق الإنسان , وتزدحم بالكلمات العدوانية , ونفي القيم والمعايير السلوكية الصالحة.
البعض يقول أنهم أصحاب ضمائر ميتة , وآخرون يرون أنهم يقلدون مَن يتبعون وينفذون أوامرهم , ويسعون لإرضائهم بالسماح لهم بوضع اليد على ثروات البلاد.
بينما الواقع يشير إلى إنطلاق النفس الأمّارة بالسوء في دنياهم , وتحولهم إلى عبيد للكراسي التي تعني ممارسة شرائع الغاب ,وعدم الإكتراث لأي شيئ سوى الإفتراس والنهم الشديد.
فلا تعنيهم معاناة الشعب , وتعمير البلاد , بل تخريب الموجود ومحق الماضي , وإطلاق رؤاهم المأساوية الخرافية ومسيراتهم الجنائزية الفتاكة.
إنهم يرون الدنيا من حولهم ويتصرفون بحالتين متناقضتين , فهم مع عوائلهم في الدول الأجنبية يمتثلون لعاداتها وأعرافها وتقاليدها , وفي بلادهم المنكوبة بهم يكون الكرسي سيدهم , وبموجب معطيات التوحش الغابي يتفاعلون.
ولهذا فأن الخراب ديدنهم , وتجهيل الناس وقهرهم وسيلتهم للحكم , ويضعون قناع الدين على وجوههم , ويجيدون المتاجرة بالسامي النبيل.
فهل أن العبيد تقود العبيد؟!!