25 نوفمبر، 2024 6:57 م
Search
Close this search box.

عبور الى الضفة الاخرى

قالتها في  صوت مكتوم قصتك لم تأتي بعد….ان جاءت عندي فهي احلى من كل الاشياء، وتحركت  الاغصان في شجرتي  وصعد النسغ حتى وصل راسي ….احس انه لامس شعري حين قالت :
“بابي مفتوح افعل ما يحلو….!”  دهشت لهذا القول وتمتمت بصوت مسموع:
    
    “اليس ما يحدث عبور للضفة الاخرى..؟”  ابتسمت في وجهي وقالت :
    “ويحك يا هذا ، صحح قولك و ا نهض من نومك ، تذكرني بأجدادك من اهل الكهف…. ناموا سبعين…. وهل ننتظر اكثر لينبلج فجرك….!؟”

تحسرت وانا اغوص هما في سابع ارض و بين غابات فكري الظلماء ، اتكلم مع الاشجار الباسقة واحس انها تخاطبني بكبرياء لم اعهدها من قبل….تنظر نحوي باستصغار واحتقار  ، تحاول ان تذكرني بضعفي…طال مكوثي في تلك الارض فجلست بين شجرتين وانا اشعر بانكسار وكأني عدت من حرب خاسرة تملاني الجروح من كل جانب ولم انتبه ان ساقي قد عبرت الضفتين واحسست بغصن يهوي على راسي بلطف وهو يربت راسي بلطف ويقول :

    ” لا تنسى ان عبورك لا يحدث مالم تصحى من نومك….؟”

ضحكت لهذا القول وانتبهت لنفسي وسحبت ساقي  بهدوء … اخاف ايقظ احدا قد نام طويلا واريده ان لا يصحى ابدا ولا ادري ان تصرفي هذا هو جزء من تفكيري الحسي ام يقظتي التي لم تاتي بعد…؟…وسوف لم تأتي ابدا مازال جسدي يسعي نحو الانفصال والتشظي….رفعت راسي ، قال ضميري اني صحوت ، او بين النوم واليقظة ولا اعرف زماني ومكاني وحتى حبكتي….!…..فانا قصة قد سردت ام لم تسرد بعد….. رواها الراوي ام لم يرويها بعد…. قلت بصوت مهموس وكأني اخجل من قولي ان تسمعه  الاشجار ومخلوقات الله الاخرى :

    ” عبور ضفافي ….هو حلم…. لم احلم به بعد….فقد ضاع كل شيء…..اصبحت قصة يرويها الاطفال على الطرقات ومثل يضرب بالغباء والقباحة حتى تغير لوني و صار بلون الدم ، اقتل نفسي واستجدي سكاكين الجيران فرقاب اطفالي تشتاق لها …هو انجاز مني يضاف الى سعر البترول…. وسكاكين الغزاة لا تكفي ….ضاع اسمي بين الاسماء ونسيت نفسي وجسدي بين الاشلاء حين صار صوت النداء للصلاة دوي لا تدركه المسامع ولا تتحمله الجدران يدخل من الابواب و يطرد صوت القران من النوافذ…..فمن انا… هل انا عاهة….ام قدر… ام بلاء…..!!؟؟”

أحدث المقالات

أحدث المقالات