في بلاد سومر وأكد يحارب الوطن بأعتى الأساليب الهمجية للإطاحة به اقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا بين باقي الأمم، فقد قام هولاكو بصبغ مياه نهر دجلة بحبر الكتب حين رماها فيه ظنا منه أنه رمى الحضارة والإنسانية والمواطنة الصالحة.
وتستمر المؤامرة، وكل حين تأتي بشكل ونمط جديد، هذه المرة كانت حصارا عاما وشاملا عليه، دخل في كل تفاصيل الحياة، حاصروا أجواءه ومياهه وحتى الكرة المستديرة، الرياضة التي تجمع كل العالم بكل ألوانهم وسياساتهم ومذاهبهم، تم فرض الحظر على ملاعب العراق سنة 1985 وكان السبب الحرب ألعراقية الإيرانية، وأستمر عام 1990 بسبب الحصار الأقتصادي على العراق حتى 2017، في كل مرة الأسباب تتغير مع تغير ظروف العراق، حتى ختمت بسوء التنظيم وعدم توفر الأمن بما يضمن سلامة اللاعبين أو الجماهير.
عبد الحسين عبطان، وزير شاب أستلم وزارة الشباب والرياضة في 2014، قام بجهود مضنية لرفع الحظر عن ملاعب العراق، ونجح في إقامة مباراة دولية على أرض العراق منذ حقبة طويلة، لم يقف عند هذا الحد، بل خطط وجهز لمباراة تجمع أساطير العالم مع عمالقة الكرة العراقية في حشد جماهيري أشبه بعرس كروي.
مالذي أراده عبطان من هكذا مباراة ولما يبذل هذه الجهود خلف الكواليس ليرفع الحظر عن ملاعب ماعاد العشب ينبض فيها بحب المستديرة، أعتقد أن عبطان أراد أن يلقن السياسيين درسا في المواطنة وخدمة الوطن.
رفع الحظر الكامل عن ملاعب العراق المتربة، ليس هدفه مباراة تنتهي بالربح اوالخسارة لتذهب الملايين التي صرفت لتنظيمها إدراج الرياح، بل هو أنفتاح للعراق على العالم، كي يعرف القادم إلى أرض العراق أنها أرض مازال أهلها متكاتفون لاتفرقهم الطائفية كما روجت وسائل الإعلام خارجا، وأن ملاعبها على قدر من التنظيم والإدارة الناجحة، والداخل لها سيكون بأمان وأمن يتمتع بحفاوة الإستقبال وكرم الضيافة.
إذن عبطان قد فكر للعراق ولم يفكر بالشهرة لنفسه، علم أن مردود النجاح سيكون للعراق وشعبه، فسياسيا سوف تتغير نظرة الدول الأخرى في أن العراق مقسم وغارق في الحرب الطائفية، إلى مرتع خصب للإستثمار والعمل من قبل الدول الكبرى، وهذا المردود الاقتصادي سوف ينعش العراق ويخرجه من عنق الزجاجة دوليا.
بفكرة شابة جمعت قلوب الشباب وأسعدتهم، إستطاع الوزير تحقيق ماعجز عنه سياسيين مخضرمين في بلاد الرافدين .