بدأ مفهوم الماراثون برسالة نصر, فتحول إلى تخليد, يقام في كل عام ومكان, فلم يمت “فيديبيدس” ذاك الجندي اليوناني, الذي حمل رسالة, انتصار اليونان على الفرس, إلى أثينا عام (490 ق م). لم يعلم الجندي “فيديبيدس”, إن للجنود حظوة كما للقادة, في سجل التأريخ, حينما قطع (40 كيلومتر), جاريا مبشرا بالنصر, بعد معركة ماراثون بين اليونان والفرس, فمات من الإرهاق والتعب. بشارة الجندي عاشت وتألقت, وأصبحت محورا مهما, من أساسيات قياس قدرة التحمل, ليقضي الأمر إلى إقامة العديد, من الفعاليات الرياضية والتطوعية, بالمسافة ذاتها والجري نفسه, في كل بقاع الأرض.
رسائل النصر لا تموت, هذا ما يحمله الماراثون في أمتاره, كل متر منه يذكرنا, بروعة أسباب إقامته وان تعددت. عبد الحسين عبطان, واحد من أولئك الذين امنوا.. بخلود الكبار, ليدخل نفسه في سباق الشرف, قبل أن يختط شاربه, كواحد من ابرز رجال, المعارضة العراقية للنظام المقبور.
شبابه وحداثة سنه حينها, لم تمنعه من تصدر المراكز القيادية, في صفوف المعارضة, وهي الرسالة التي أثرت, في شخصيته وأسلوبه, وأهلته لقيادة وزارة الشباب والرياضة العراقية.
الجنبة العملية لعبطان الشخص والموظف, لم تكن مجهولة وخافية على المتتبع, فقد أبدع سابقا في خدمته, لمدينة علي (عليه السلام), أبان تكليفه نائبا أول لمحافظ النجف الأشرف. الانجازات تلاحقه.. ممنية النفس, بمصافحة يد أستاذ الأمن والأعمار. مطار النجف الدولي, وآلاف الزائرين والانفتاح ورفاهية الاقتصاد, كلها ماركة مسجلة باسمه, فكلنا يتذكر حجم الصعوبات الأمنية والاقتصادية, عام تأسيس المطار في 2008, ليذهب عبطان بعيدا برؤيته, مطبقا لنظرية تطبيق الأمن بإنعاش الاقتصاد. حجز عبطان تذكرة الخدمة, في مجلس النواب العراقي, فأصبح صوت المستضعفين والمهمشين. هو وفريق من المنسجمين.. استطاعوا الإيفاء بعهدهم, فأنصفوا الطلبة والمتقاعدين وذوي الإعاقة, أنصفوا وطن ومواطنين. تأريخ الأداء.. خسارة انتخابات.. والوزارة نصيب الفائزين! لم يفز عبد الحسين عبطان في انتخابات 2014, لأسباب بدت معروفة.. للشارع العراقي عامة والنجفي خصوصا, فحجم التسقيط والاستهداف وبذخ الأموال, وأيضا ثقة محبيه المفرطة بفوزه, قللت من فرص صعوده. الأمر الذي صدم الناس جميعا, محب ومغرض, عدو وصديق, فقامة سياسية نجفية خسرت سباق الترشيح, رغم تصدره قائمة الأداء والجودة لسياسيي المحافظة. وزارة العبادي الجديدة وبحثها عن النجاح, جعلها تستعين بخبرة عبطان, لشغل منصب وزير الشباب والرياضة, مؤيدة بدراستها لسيرته الذاتية, نجحت حكومة العبادي.. بتكليف الحالم الناجح بقيادة وزارة الشريحة الأكبر.
وزارة الشباب.. شباب السياسة.. سياسة المستقبل. لا يمكن أن تركن وزارة.. مصيرها بناء الدول, فمؤسسة لها كل هذا التماس المباشر مع الشباب, يعول عليها كثيرا في بناء مستقبل أفضل, عبطان الشاب حوَل أنقاض الوزارة إلى أمل, ولم يتخلف عن موعده مع الانجاز. رعاية الوزارة لمؤتمر الشباب, واكبر بطولة للفرق الشعبية, وماراثون بغداد السلام, لم تكن أولى خطوات الوزارة, فقد برع عبطان سابقا في اختيار فريق عمله, مبتعدا بالوزارة عن الفساد والمفسدين. ماراثون الانجازات, بدأه عبطان صبيا صغيرا, تسلق سلم الشهرة بشباب كتوم, وأفعال ترسم وتكتب وتتكلم, أنها.. عشق عبطان لقصة ماراثون الانتصار, وأمل الشباب بخاتمة قصته.