18 ديسمبر، 2024 11:16 م

عبد الوهاب الساعدي أحفظ تأريخك المشرف وإستقل

عبد الوهاب الساعدي أحفظ تأريخك المشرف وإستقل

هل هناك من العراقيين من لا يحترم ويشيد بأحد أبطال تحرير الموصل السيد عبد الوهاب الساعدي ما عدا بالطبع الميليشيات الموالية للولي الفقيه لعنه الله دنيا وآخره هو وجميع ذيوله في العراق وسوريا ولبنان واليمن، كان لتعامل الساعدي مع أهل الموصل خلال الحرب مع داعش تعاملا إنسانيا، وكان تجسيدت حيا للضابط العراقي الشهم قبل غزو العراق المعروف بشجاعته وخلقه العالي وتعامله الإنساني، قبل ان يتعرض هذه الجيش المغوار الى مؤامرة حله وغزوه من قبل الميليشيات الإرهابية وضباط الدمج فجعلوه إلعوبة بيد تنظيم داعش الإرهابي تتسلى به.
عندما أقام أهل الموصل نصبا لبطلهم الساعدي، قامت خفافيش الظلام بقيادة الذيل عادل عبد المهدي بسرقة النصب في فجر اليوم الي أعلن عن الإحتفال بإزالة الستار عن النصب، من قام بالعملية هم عناصر من الميليشيات الولائية وعناصر من المخابرات عندما كان الكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات، ولا أحد يعرف مصير النصب لحد الآن.
بدلا من توجيه الشكر والقدم العسكري للساعدي قام الذيل العميل عادل عبد المهدي وهو ابن الوزير المفرجي ـ المعروف عنه محاربة حرية الرأي والمثقفين، والتمسك بالتعصب الطائفي والعشائري ـ بتنحية الساعدي وتجميده، لأن قادة الحشد لا يريدون منافس لهم، فهم يرغبون ان يكون تحرير الموصل من حصتهم فقط متجاهلين أهمية قوات التحالف والجيش والشرطة الإتحادية التي كانت مساهمتهم في تحرير الموصل تمثل 90%، ولا تتجاوز مشاركة الحشد الشعبي 10% بل أقل.
عندما هَزمَ ثوار تشرين ذيل الخامنئي في العراق، وتم تنصيب مصطفى الكاظمي من قبل مردة العمالة في العراق مقتدى الصدر وهادي العامري، حاول الكاظمي ان يستميل ثوار تشرين قبل ان يقلب لهم ظهر المجن، إعاد للساعدي مكانته المشرفة، وسلمه قيادة جهاز مكافحة الإرهاب، وهو أهم وحدة قتالية في العراق لا تخضع لميليشيات الولي السفيه، ولم يكن ذلك حبا من الكاظمي للساعدي، بل تملقا لثوار تشرين، فالكاظمي ولد من رحم الميليشات الولائية وهذا ما تبين لاحقا.
النكسة الأولى
اول مهمة انيطت بالساعدي كانت القاء القبض على خلية ولائية تعود الى حزب الله العراقي قصفت المنطقة الخضراء، وفعلا نفذت العملية بنجاح باهر والقي القبض على المجرمين وكانت قواعد صواريخ مهيئة للإنطلاق، لكن الكاظمي حول النصر الى هزيمة، عندما دخلت الميليشيات الولائية وحاصرت مقر مكافحة الإرهاب في المنطقة الخضراء، واحتلته واحتجزت بعض عناصره، استجدى الكاظمي العون من ذيل ايران الأطول نوري المالكي لخروج الميليشيات من المنطقة الخضراء، واطلق سراح المجرمين الذي قصفوا المنطقة الخضراء رغم أنفه ، فخرجوا مزهويين وهو يدسون بأحذيتهم على صور قائدهم العام للقوات المسلحة (الكاظمي) ويكيلون له السباب والشتيمة والوعيد أمام شاشات التلفاز، فبلع الكاظمي الإهانات من قبل جنوده بكل رحابة صدر، كأن الإهانات باقات زهور إنهالت عليه. كانت تلك أو ضربة من الكاظمي للساعدي وجهاز مكافحة الإرهاب برمته.
النكسة الثانية
تتعلق بمهمة إنقاذ الناشط العراقي البطل سجاد العراقي من قبل مافيات هادي العامري في محافظة الناصرية في 20/9/2020، واطلاق النار على صديقه الذي شهد عملية الإختطاف، وايداعه سجاد الى زعيم عشيرة (العساكرة) في منطقة سيد دخيل الموالية للعامري، وصرح ضابط برتبة كبيرة للجزيرة نت ” أن اختطاف سجاد بشكل خاص هو لشهرته بساحة الحبوبي، ولضرب المحتجين وإضعافهم من خلال استهداف رموزهم، وهذا عمل ليس جنائيا، لو كان جنائيا لوجدنا جثته في اليوم نفسه، ولكن تأخير تحريره والكشف عن مصيره حتى الآن فيه لعبة، فهذه المنطقة عشائرية ولديها من السلاح ما يكفي وأي قوة تدخلها تعتبرها إساءة، وبالتالي لا نملك سوى الحوار لإنقاذه، مع تطويق المنطقة بالعناصر الأمنية”. وأضاف” المشتركون في عملية الخطف أفراد من فصائل شيعية نافذة، لكن التعليمات التي لديهم بعدم قتله”.
اوعز القائد العام للقوات ( المشلحة) جهاز مكافحة الإرهاب بمهمة تحرير الناشط سجاد العراقي، وارسل قوة من بغداد الى الناصرية، احاطت القوة بمكان الإختطاف لمدة ثلاثة أيام، ولم تجسر على تفتيشه او إقتحامه بسبب تهديدات رئيس العشيرة. ودخل قائد الوحدة في مشادة كلامية مع رئيس العشيرة، وقرر القائد العام على أثرها سحب القوة من الناصرية وإعادتها الى بغداد، بعد فشل العملية، فخرج ابناء العشيرة المختطفة بأسلحتهم في إستعراض عسكري مهيب يجوبون الشوارع بنصرهم العشائري المؤرز على جهاز مكافحة الإرهاب، والأعجب منه ان عشيرة العساكرة حذرت حكومة الكاظمي من مغبة عدم الإعتذار لشيخ العشيرة بشكل رسمي، وإلا فأنهم سيصعدون الموقف من خلال منظمة بدر التي تحتضن العشيرة، ولكن الكاظمي ترجى كما يبدو ان يكون الإعتذار غير رسمي لحراجة الموقف.
وخذ الأعجب منه!
خلال الإستعراض العسكري للعشيرة المتمردة على القائد العام للقوات المسلحة في منطقة سيد دخيل التي تعاني من إستفحال الثعابين المسماة (افعى سيد دخيل) التي قتلت العشرات من أهل المنطقة، علاوة على أفاعي عشيرة العساكره المتمردين على السلطة المركزية، قام عرابيد عشيرة (بني خيكان) بمناصرة ثعابين عشيرة العساكره بمدهم بالرجال والسلاح ضد الحكومة المركزية. المهم انسحب قوات مكافحة الإرهاب وهي تجر ذيول الهزيمة خلفها وفق السياسة الرشيدة جدا للقائد العام للقوات المسلحة الذي يكرر علينا اسطوانة إعادة هيبة الدولة ، الهيبة التي هي أشبه بشعرة سوداء في بقرة بيضاء، القائد الهمام عجز مرتين عن إعادة الهيبة لنفسه وحكومته، فأية هيبة للدولة التي يتحدث عنها، وهل العراق دولة؟
لكن هل انتهت العجائب؟ بالطبع كلا في عراق العجائب.
تصوروا ان تهديد عشيرة العساكرة تضمن فقرة أغرب من الخيال في بيان لها (بيان عشائري سبحان الله) جاء فيه ” بخلاف الإعتذار ستقوم القبيلة بخطوات تصعيدية وفقا لحرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور، وبما أقره من حرمة التجاوز على القيم والعادات المجتمعية”. العشيرة إذن تحترم الدستور جدا، وتعمل بموجب حرية الرأي والتعبيرا!!! يا ترى هل إختطاف الناشط سجاد ومواجهة الحكومة وتهديدها، والسلاح العشائري المنفلت ضَمنهُ الدستور العراقي؟ هذا ليس دستورا، بل طين اصطناعي مرن كل يصنع به ما يشاء، ومتى يشاء.
النكسة الثالثة
زعم رئيس الحكومة ان جهاز مكافحة الإرهاب هو الذي يتولى مراقبة المنافذ البرية والبحرية بعد تفشي الفساد وهيمنة الميليشيات الولائية على المنافذ، وقام الكاظمي بتسليم قيادة المنافذ الجنوبية الى قيادي في ميليشيا بدر التي تهيمن على أحد أرصفة البصرة البحرية، ومنافذ برية، كأنك يا لو زيد ما غزيت!
كشف الأستاذ الكبير أحمد الشريفي المعروف بوطنيته وجرأته في لقاء تلفازي، بأنه اتصل بالساعدي وذكر له الأخير بأنه لم تذهب أية قوة من جهاز مكافحة الإرهاب الى المنافذ الحدودية. بمعنى لا تزال الميليشيات هي المسيطرة على المنافذ البرية والبحرية، ولاحقا المنافذ الجوية.
لقد كذب الكاظمي في دعواه، ويبدو ان الغرض من كلامه هو الطعن بمصداقية جهاز مكافحة الإرهاب لا أكثر.
الطامة الكبرى
عندما صرح عبد الوهاب الساعدي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب ” إن عملية اغتيال الخبير الأمني الشهيد هشام الهاشمي جنائية أكثر مما هي إرهابية، وإن وزارة الداخلية هي من تتولى التحقيقات، وإن جهاز مكافحة الإرهاب لا دور له في التحقيقات”. الحقيقة تفاجئنا من هذا التصريح الغريب، الطفل العراقي لو سأله سائل من قتل هاشم الهاشمي؟ سيجيب على الفور: الميليشيات الولائية (حزب الله وعصائب أهل الحق). وهناك من لديه اتصالات هاتفية مع الهاشمي قبل مقتله كشفت عن الطرف الذي هدده، واعلن الرجل الوطني المعروف بمواقفه الجريئة ووثائقه القاطعة للشك ( ليث التميمي) بأنه يمتلك ما يثبت من هم الجناة، وانه مستعد ان يسلم الوثائق الى القضاء العراقي.
لكن النائب العام وقضائه المفلس لا يعرفوا معنى إحقاق الحق، القضاء مسيس تماما بإعتراف العميل هادي العامري، وهو ـ أي القضاء ـ اشبه بالبالوعه غطائه الخارجي المدعي العام فائق زيدان والداخلي مدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية، وان رفع الغطاء ستهب العفونه. جميع القضاة في العراق هم من أهل الباطل، وكل من يسكت عن الحق شيطان رجيم، يا ويلهم من قضاء الله!
على قول العميل القزم موفق الربيعي” ستطول وقفتنا مع اللهّ! فبشرناه بأنها لا تطول ولن تقفوا أمام الله، بل مع خازن النار فقط.

كلمة أخيرة للساعدي
الا ترى ان بريق لمعانك بدأ يتلاشى، وان محبيك بدأوا يتلاشوا كما يتلاشى الضباب بشروق الشمس.
الم يحن الوقت لتعود الى رشدك، وتنظف اردانك من منصب بدلا من أن تتشرف به أساء الى سمعتك، وهي إساءة عن عمد وليست عفوية، فكر فيما ذكرنا من نكسات، وستجد الحقيقة واضحة أمامك.
ارجع الى شعبك ومحبيك يا ساعدي، فالمنصب لا يدوم، إنما حب الشعب هو الدائم، هو نبع رائق لا ينضب.
احفظ تأريخك الجميل ولا تنزلق الى هاوية الفاسدين والعملاء، فأنت أكبر من الكاظمي وحكومته الفاسدة.
نحبك في الله يا رجل، إستقل من منصبك وعد الى شعبك الذي عشقك وأقام لك نصبا إحتفاءا ببطولتك.
لقد توالت على الشعب العراقي الخيبات منذ الغزو لحد اليوم الذي تغرق فيه العاصمة بأول تساقط مطر، فلا تزيدنا خيبة ببقائك في منصب لا يشرفك، بل أنت تشرفه، وانت أكبر منه يا ساعدي.
إستقل يا ساعدي وإعلم ان عيون ثوار تشرين ترنوا الى إستقالتك، ان لم يكن من أجلهم، فمن أجل أحفادك. إنها ليست إستقالة بقدر ما هي براءة ذمة من الحكومة الفاسدة، والعودة الى أحضان الوطن، والى من يرددون (نريد وطن) فنضيف برجاء (نريد الساعدي) الساعدي قبل توليه المنصب.
اللهم إشهد، اللهم إني قد بلغت الساعدي وانا له محب.