ما أن وطأت اقدام وزير النفط, أرض الإقليم, حتى بدأنا نسمع أصوات صراخ وعويل, بعض النهاب والناهبات, ممن تخفي بدلاتهم الرسمية, وسياراتهم الفارهة, وحصانتهم البرلمانية, المهن الحقيقية, التي يمارسونها, أنها اللصوصية المؤطرة بأطر رسمية, والتي تتيح لأصحابها, أدعاء الوطنية صباحاً, وعقد الصفقات المشبوهة ليلاً, على حساب دماء الأبرياء.
كش ملك, عبارة تناهت إلى أسماع, المتصارعين على القصاع, عندما بدأ وزير النفط أولى خطواته الحقيقة, لحلحلة الازمة, بين المركز والاقليم, فبادر قسم منهم الى للعب أدوار الوطنية, والبكاء على الوطن, بدعوى أن أموال نفط العراق , ذهبت الى خزائن الإقليم, رغم أن الإتفاقية التي, أبرمها وزير النفط, تصب في مصلحة البلاد من الجنوب ألى الشمال, ألا أن رياح أتفاقيات, عادل عبد المهدي, تجري بما لا تشتهيه سفنهم, بل أنها مزقت أشرعتهم, فأدركوا انهم غارقين لا محالة.
أتفاق وزير النفط مع الإقليم, جاء لأجل أرساء دعائم الثقة, ولإبداء حسن النوايا, وإصلاح الشرخ, فلا الحكومة المركزية, ستمنح أموال النفط للإقليم, ولا الإقليم سيستأثر بالنفط, هذا كلام لا يقبله أو يصدقه ألا الحمقى!
الحكومة المركزية, لن تفرط بحق أحد, من ابناء الشعب, فهي ليست حكومة بلهاء لتمنح النفط مجاناً! أو تتخلى عن صلاحياتها, في أدارة ثروات البلاد, كل ما في الأمر أن بعض المفلسين, بدأ يروج لشائعات, ليس لها أساس من الصحة, لذر الرماد في العيون.
الأتفاق ببساطة, يتضمن أن تدفع الحكومة, قسماً من رواتب موظفي الإقليم, على أن يضع الإقليم جزءاً, من كميات النفط المصدرة, تحت تصرف الحكومة المركزية, هذا كل ما تضمنه ,الإتفاق الذي سيعيد, ما يقارب 30 مليار إلى خزينة الدولة.
لقد وصف بعض الحمقى والحمقاوات, ممن خدمتهم الصدفة, للوصول إلى السلطة, هذا الإتفاق بالنكبة! عجباً الم يكن سقطوا الموصل نكبة؟ ألا تستحق مجزرة سبايكر أن توصف بالنكبة؟ والنكسة والطامة الكبرى؟ ألا يستحق أن يوصف بيع النساء العراقيات, في أسواق النخاسة بالمأساة؟ ألا يستحق الحُكم الذي, جعل العراق الدولة الثالثة على مستوى العالم, في الفساد الأداري أن يعتبر مدعاتاً للعار؟
لم نسمع من قبل, بهذا الحرص, والوطنية لمدة ثمان سنوات!, فلماذا تعلوا هذه الأصوات النشاز, مع كل خطوة إصلاح تقوم ,بها الحكومة الجديدة؟ الجوب واضح كوضوح الشمس, في كبد السماء, إن دعاة الوطنية والمواطنة, يتباكون على ضياع الفرص, وأطلال السلطة, لا أقل من ذلك, ولا أكثر, لقد سقطت الألوان من وجوه
المهرجين, ولن يكون لهم, مكان بعد الآن, ولن يجدي البكاء, على ضياع الفرص, لذلك لم يعد من المستغرب, الهجوم على وزير النفط, الذي فقأ عيون كل ذئاب السلطة! أو أي وزيرآخر يسعى للأصلاح.
قرر أن ينتقل إلى الجانب الآخر, الى شمال العراق الكوردي, رغم أنه من قلب الجنوب الشيعي, فقد هدم الجدران العالية التي بناها من سبقه بين أبناء الوطن الواحد، بسبب السياسات الخاطئة, والنظرة الفئوية الضيقة, والمصالح الشخصية,