الغريب كل هذه الثقة بالنفس التي يتمتع بها السييد المستقيل ، وهو يعلم قبل غيره انه لم يقدم الجديد منذ توليه رئاسة الكابينة المستقيلة ، وهو يعلم ايضا انه لم يكن مرضيا عنه عندما قبل بالتكليف، وانه ثالثا لم تأت به الكتل لقدرته على تجاوز الأزمات بل لقابليته على تجاوز الانتقادات .
ان الانحياز غير المستور إلى آراء الكتل واملاءاتهم كانت وراء تصاعد الأزمة العراقية ، وانه ليس كسابقه وضع فيتو ولو على قرار بسيط انه كان مع كل الأسف يسمع وينفذ ، وهو يعلم ان الكتل تسير بالاتجاه المعاكس لأمال الشعب وطموحاته . وان التظاهرات التي اجبرته على الاستقالة لا زالت قائمة ، وان البون بين المتظاهرين والحكومة وكل الكتل من ورائها بون لايعالحه السبب كما تريد الكتل ، وهو اعادة القديم الى قدمه ، اعادة عبد المهدي وهو السبب في الاحداث ليكون حلا للمشكلة، كما وانه لم يقل شيئا بحق من يغتال المتظاهر ، او انه وهو رئيسا للسلطة التنفيذية يناشد الطرف الثالث بإطلاق سراح اللواء مدير معهد التدريب المهني لمنسوبي وزارة الداخلية ، نعم يناشد لا يأمر،
ان المشكلة الحقيقية تكمن في رفض الشارع للكتل وما تأتي به ، المشكلة ان الشارع يعرف ان الكتل تماطل وتعتمد على عامل الزمن ، وهي تدرك جيدا ان عبد المهدي جزءا من المشكلة ، وانه ببقائه وعدم مغادرته لمنصبه تحت لافتة حكومة تصريف الاعمال انما يكرس الإبقاء على الخطأ واطالة عمر المشكلة ، والغريب ان الرجل يعلم انه هو الجزء المعطل للحل تراه يراهن على نفسه مراهنة المجازف على الحصان المصاب والذي لايمكن ان يربح الجولة الا بالمعجزة التي تجاوزتها عقلية الازمان …