23 ديسمبر، 2024 7:54 ص

عبد المهدي يخاطب المجانين !!‎

عبد المهدي يخاطب المجانين !!‎

عندما يصبح المثقف في البلد هو اداة للتجهيل، و يكون الأعلام الواعي هم أول الجاهلين، فلا بد أن يكون الشعب محطة للسخرية على العقول، والتأثر بالخطابات العاطفية، والمجنونة التي تبتغي مصالح شخصية ..
في بلدان العالم المتطورة،  يتم قياس مدى نجاح الشخص، بمقدار ما أنجزه لبلده، وما أنجزه لشعبه، من مشاريع أو تقديم مصالح البلد، في عقد اتفاقيات مع الدول وغيرها، ومدى استفادة المواطن والوطن، من هذه الأعمال التي يقوم بها هذا المسؤول .
أما في العراق، فيتم قياس مدى نجاح السياسي، على قدرته بالتلاعب بالمشاعر، وبخطابات تفوح منها المناطقية، أو الطائفية، أو القومية، أوعلى أي وتر يثير المشاعر لدى الشعب،  يستطيع السياسي، أن يلعب عليها ، ولو كان الشعب منقسما جدا، بين فريقي برشلونة، وريال مدريد الاسبانيين، لرأيت السياسيين يحللون في الرياضة، ويشتمون ميسي ويمتدحون كريستيانو رونالدو !!
عبد المهدي وزير النفط، من الساسة القليلين، الذين لم يلعبوا على وتر مشاعر المواطنين، ولم يقم بتشويه أفكارهم بمناطات سياسية، فلا يزال البلد يدور في دوامتها .
قدم عبد المهدي، مشروعا متكاملا حول المشتقات النفطية في البلد، وكيفية أدارتها، وتقديم مصلحة العراق، بخطة عملية مدعمة بأرقام خطرة، حول زيادة الأنتاج في الفترة القصيرة، التي أستلم بها وزارة النفط، فلو أستمر على نفس الوتيرة، في هذه الفترة الوجيزة، نستطيع أيقاف نزيف الأموال التي تذهب لدول الجوار، لاستيراد المشتقات النفطية، وهو عمل ليس هينا.
أثارني مقاله، وقررت أن اقرأ ردود المواطنين، حول ما كتبه في صفحته (التواصل الاجتماعي) الفيس بوك، فوجدت أحد الموظفين، يطالب بزيادة راتبه، لأن بيته بعيد، ورأيت من يدعي انه طبيب يشكي حال محطة وقود بها موظف اساء التعامل معه ..
واحدهم يشتم بدون معرفة ما كتب أعلاه .. وأخر يطالب بتسريع الرواتب؛ لأن السلفة التي يقيمها مع جيرانه ستصل وبحاجة لدفعة من المال !!
يتحدث عن مصير بلد وشعبه!! وكل شخص يتحدث عن حالة فردية أصابته أو مظلم شخصي أو غيرها من الأفعال .. كيف سيتقدم ؟؟!
ان كان هؤلاء هم عقلاء القوم فلا شك أن عبد المهدي يتكلم للمجانين!!