17 نوفمبر، 2024 1:32 م
Search
Close this search box.

عبد المهدي وتحديات ما بعد التكليف

عبد المهدي وتحديات ما بعد التكليف

رابعاً : ايران وأمريكا
ان تكون حليفاً لمتصارعين، انه لأمر لا تحسد عليه، وان كان هذا الموقف المحرج اذا ما تم استثماره، قد يتحول الى فرصة لإثبات القدرة على لعب ادوار اكبر، ولكن بالنتيجة لهذا الدور مخاطره الكبيرة التي لا يستهان بها .
الرابع من شهر تشرين الثاني، تاريخ مهم إقليمياً ودولياً، لما يحمله هذا التاريخ من جملة عقوبات ستفرض من قبل الإدارة الامريكية على الجارة ايران، وهو ما سيضع العراق امام تحدي كبير ومهم، قد يضطره أحياناً الى ان يوازن بين الاثنين، ولكنه في أحيان اخرى سيكون مجبراً على المناورة !
ايران وبما تمتلكه من من مشتركاتنا كبيرة مع العراق، بحكم الجوار الجغرافي الممتد لأكثر من ( ١٤٥٠ ) كم، وبحكم المشترك العقيدي بين الشعبين المترابطين، وكذلك التداخل الاجتماعي والتصاهر الكبير خصوصاً في جنوب العراق، اضافة الى العلاقات التاريخية بينهما، ومساعدتها الكبيرة للعراق في حربها مع داعش، كل هذه الأسباب وغيرها يفرض ان يتخذ العراق موقفاً اقل ما يقال عنه ان لا يكون مؤيداً للعقوبات عليها، في حالة اضعف الإيمان التي واقعاً لن ترضي النظام الإيراني، كونه يتوقع من العراق ان يتخذ موقفاً صريحاً وواضحاً في رفضه تطبيق والالتزام بهذه العقوبات، ليكون الرئة التي يتنفس منها النظام الإيراني اقتصادياً، كونه محاط بجوار لا يبادله المشتركات كما يفعل العراق .
الولايات المتحدة الامريكية في صراعها مع ايران، كانت ولا تزال تبحث عن ادوات تستخدمها لتنفيذ سياساتها وعقوباتها الاقتصادية ضد الاخيرة، وبعد ان رفضت تحييد العراق بشكل صريح في هذه الأزمة، فانها أيضا ً تنتظر من العراق ان يكون له دوراً بارزاً في تنفيذ هذه العقوبات، وليكون الذراع الاقوى كونه الأقرب الى العمق الإيراني، كوّن ظلم ذوي القربي اشد مضاضة !، لقربه المادي والمعنوي من اَيران، وهذا سيكون اختبار كبير ستوضع أمامه الحكومة القادمة .
وجود احزاب وتيارات وحركات سياسية ومسلحة مؤيدة لإيران، تشترك في الحكومة ولها ثقل سياسي وجماهيري، تعلن صراحة تأييدها المطلق لإيران، وعدائها الصريح لأمريكا، وبالنقيض توجد احزاب تعلن تأييدها الصريح لأمريكا في هذه الأزمة، لنكون امام تطابق في المشهد، ويتداخل الدولي مع الإقليمي مع المحلي، لينتج لنا معادلة غاية بالتعقيد والحساسية، فكل خطوة ستتخذها الحكومة القادمة باتجاه، ستقابل برد فعل معاكس من الجهة الاخرى، خارجياً وداخلياً، وهذا يحتاج لقدرة كبيرة في التفاوض، تضع أمامها حقيقتين استراتيجيتين، أولهما ان لا يكون العراق هو الأداة التي تستخدم في ضرب ايران، وثانيهما ان العراق ليس في محل يؤهله لاستعداء امريكا، وبين هذا وذاك ننتظر ان نرى خيارات وخطوات صانع القرار العراقي، وكيفية ادارته لهذه الأزمة المعقدة .

أحدث المقالات