18 ديسمبر، 2024 10:00 م

عبد المهدي …كن شجاعاً…ستفوز رغم عُتاة اللابشر..

عبد المهدي …كن شجاعاً…ستفوز رغم عُتاة اللابشر..

نعم يا د.عبد المهدي كن شجاعا..فقيادات الشيعة اصبحت متهمة بالخيانة العظمى للوطن على مر الزمن..من ابن العلقمي الذي خان الخليفة المستعصم الى من خانوا الوطن كل الوطن..فهل ستكتب تاريخا خلافا للزمن ..؟
التاريخ خير مدرسة لتعليم أحداث الزمن وثمراته الحضارية..وأعلم ان ثمرَ الزروع والاشجار لا يطلع الا بفعل الزمن..وبعدها ستحصد الثمر تاريخاً لكم يمسح ما لحق بكم من سلبيات الزمن..لصُقت بكم يوم كنت مع المسيرة الفاسدة منذ عام 2003 ..وأنا الذي رأيتك في عيني وسمعتك في أذني ماذا قلت لنا في واشنطن قبل ان يتغير الزمن..فرصة لا تضيعها منك ابداً.،كما ضيعها العبادي من يده واصبح ملوما محسورا عبر تاريخ الزمن أمام الله والناس والوطن .
وثاني ما أحب ان تعرفه هو أنني لم أقصد من وراءهذا المقال القصير الا تقريب معنى العمل المثمر الصادق لتقريب معنى الوفاء والأبتسامة للوطن، بعد ان ضاعت الحقوق والوطن الذي ضيعتم حقوقهما بتقصد ورغبة في المال والسلطان عدو البشر وجهلا بالأمور… ما كان يجب ان تقدموا عليها حتى لو ملكتم الدنيا كلها او تخلصوا وتصدقوا لتمحوا عار الزمن ..بعد ان أضعتم التاريخ والرجولة معا..في هذا الزمن ..؟ ماذا أستفاد السالفون من أخطاء الزمن ..
2
وثالث ما أحب قوله لكم :أنا لم أقصد قط ان أقدم أجابات شافية وافية لكل الأسئلة التي يطرحها علىَ الذهن موضوع الاصلاح والمهمة الصعبة التي ستواجهونها في هذا الظرف العصيب،فمثلي ورغم خبرتي العلمية والعملية لا استطيع ان أقدم لكم حقائق ثابتة ،بل يهمني ان أفتح أمامكم باب التفكير والمناقشة في الأتجاه السليم الذي يضعكم موضع التأمل والبحث عن القادم المجهول..فاذا ما قرأت المقال وأخذت به فقد آوفيت على الغاية من كتابته ايها الرئيس الجديد..المواجه لحيرة الزمن..
ورابع ما احب ان يعرفه الرئيس الجديد..هو ان هذا المقال ليس كتابا في النصح والارشاد – معاذالله -..لأنك انت اكبر من هذا علما ومعرفة وخبرة ..ولأن الحقيقة أنت لست تلميذا لترشد للطريق الجديد ..بل أنت مرشدا بحاجة الى مرافقة المرشدين..فاليد الواحدة وان كانت قوية لا تصفق لوحدها ايها القادم الجديد لمعركة الحياة الصعبة. الارشاد والاستشارة اصل النجاح ان كانت من المخلصين..سئل رسول الله(ص) يا محمد لمَ تستشير وانت المستشار..فقال:”لا خاب من استشار”.
التقدم والأزدهار لا يتمثل في عظام المنشآت كالزقورة وحدائق بابل المعلقة والثور المجنح وتاريخ اور وبابل وآشور ..بل هي تتمثل في صورة أوضح واصدق في صغار المكتشفات التي تقوم عليها حياة الناس في دولة مزقها القدر.. بيد قادتها الذين ما أحسنوا استخدام عقل البشر… صدقني ايها الرئيس الجديد ان رغيف الخبزأنفع للبشر من الوصول الى القمر..والعبرة في عملك القادم ان تصنع اسباب الاستقرار والامن وحفظ حياة الناس من وحوش البشرالذي تعودوا على أكل لحوم البشر وان شبعوا.

3
الأمن يبهر العيون يشعر الانسان بوجوده بذهاب القلق وعودة الحياة الأمنة بلا قلق. والا لماذا قتل الشاب كرار وتارة وكل الأخريات الم ترَ ذلك كان اعتداءً على حياة البشر . لمَ لم تقولون من قتلهم..حتى هابيل من قتل قابيل أعتذر …فلا تذكر بعد كل حادثٍ “سين وسوف ” لتسوف الأمن وتستبدله بالقلق ..وهذا سر فشل من سبقك من الحاكمين الفاشلين من اللابشر.فضع الأمن والآمان والحرية وحقوق الناس فوق الوزارة والكرسي وكل ما يلهي البشر.
أغبياء كانوا من حكموا من قبلك ..ولم يستثمروا قوانين الله وحياة البشر..وها تراهم اليوم يقتلهم الندم ..لكن الندم لا ينفع على فراش الموت أقول لك وانا اكبر منك سناً ولا ادعي اكثر منك علماً : ان قضية الحسين (ع) الخالدة اصبحت عِبرة لكل حاكم من حكام البشر..فالحسين ليس هذا الذي يلطمون عليه اللابشر ..بل هو قضية البشر الآبدية لو فهمها حكام البشر..حين وقف القائد الأموي الحُر بن الرياحي أمام الحسين (ع) ليقاتله دفاعا عن يزيد الظلم والقهر..فقال له الحسين كلمة واحدة: “يا حُر..كن حُراً لا عبداً.. فكر في البشر ولا تفكر بظالم البشر”..وقف الحُر مذهولا من كلمة دخلت قلبه وفكره وغيرت أماني البشر..فرد عليه الحُر بمثلها فقال:” يا ابا عبدالله والذي نفسي بيده لن أكون الا مع نصير البشر”.فتحول الحُر الحُر من معسكر يزيد الى معسكر الحسين ومات معه شهيدا بعد ان فضل حياة الحق ونصرة المظلومين على رفاهية البشر. ..
ولكن أنظر اليوم ماذا يحدثك التاريخ عن حياة الحُر والموقف الشجاع من الحق والحسين والبشر..

4
والى هنا اقول لكم أنظر في حياة المظلومين من العراقيين الذين ظلمهم الحاكم اللابشرسجناً وقتلاً وحرماناً من عيش البشر ونحن منهم..وانظر الى الوطن وثوابته التي خانها الحاكم العراقي اللابشر..,أنظر الى دستور المدينة.. ونهج البلاغة.. ومدونة عمر في القضاء لتحكم البشر..ولا تنظر الى المنطقة الخضراء “سجن الباستيل بلا تشابيه وما فيها من سكنة اللابشر”.
أعتقد اني وفيت معك… وأحسست أنني وصلت بالكلام عن الحق وما أردته الى حدٍ يحسن الوقوف عنده بعد ما أثرت هذا الحشد الكبير من الأراء والأفكار أمامكم وأمام كل العراقيين الذين لا فرق بينهم في الدين والمذهب وحقوق البشر..امسح الأخطاء المتوارثة .. وأكتب أمام كل العراقيين في شهادتهم الحياتية عراقي بلا دين ولا مذهب ولا حتى قومية البشر..فما كان الأنبياء الا هداة من الله للبشر ..فبأي حق نحن نفصل بينهم والله يفصل بينهم يوم ان يحشر للحساب البشر.. كما صوروها لنا زنادقة فقهاء حكام اللابشر.
نعرضها أمامك السيد الرئيس نرجو ان تقرأها لتفتح لك أفاقا واسعة من التفكير والتدبير في حكم العراقيين البشر.