في وضح النهار, وأمام أعين جميع الساسة, و وسط تطلعات بعض النواب, داخل كتلة المواطن وخارجها, حُسم أمرُ توزيع الحقائب الوزارية على الكتل, فأصبحت الكرة بملعب رؤساءها , لمنح أعضائها, الوزارات الموكلة على عاتقهم, ومنها المواطن, بوصفها المنتصر الوحيد في الانتخابات الماضية, بلحاظ ما لديها في الحقبة السابقة, وما وصلت أليه في تلك المرحلة.
اتجهت الأنظار صوب الدكتور إبراهيم بحر العلوم, بمجرد سماع خبر حصول كتلة المواطن على وزارة النفط, لأنه حاصل على شهادة بكالوريوس هندسة النفط, ودكتوراه في هندسة البترول, ولديه خبرة كونه وزير سابق للنفط, وله خبرات جيدة في ذلك المجال, الأمر الذي جعله أقرب للوزارة, بوجهة نظر أغلب المتابعين.
الغريب في الأمر, أن كتلة المواطن, رشحت الدكتور عادل عبد المهدي وزيراً للنفط, وأعلنتها بصريح العبارة, لا بديل لعادل عبد المهدي, ألا عادل عبد المهدي, بمعنى أنه الوحيد الذي يستطيع أن يفعل شيء في المرحلة المقبلة.
صَمَت المعنيون, وصرخ المرتزقة, على قرار اختيار الدكتور عبد المهدي, أما المعنيون, كان التأني خيارهم الوحيد, ليجدوا ردت فعل صاحب الشأن ـ بحر العلوم ـ لأنه المنافس الوحيد على هذا المنصب, وأما المرتزقة, فكانت محاولاتهم مكشوفة في تأجيج الشارع العراقي, على قرار الحكيم الذي وصفه أغلبهم, أنها سرقة بوضح النهار, من عبد المهدي, الى بحر العلوم, ولكن سرعان ما بطلت دعواهم, بعد جملة من الإصلاحات التي وضعها الوزير, وما قدمه من رؤية اقتصادية, سيجني العراق ثمارها فيما بعد.
بحر العلوم بدوره وعلى غير المتوقع, رحب بقرار تنصيب عبد المهدي لوزارة النفط, وعَد ذلك القرار بالصائب, لأنه سيشكل نقلة نوعية في تاريخ اقتصاد العراق, لما يحمله الأخير من أرث سياسي وعلاقات مع جميع الأطراف, الأمر الذي تجسد بالتوافق الشبه نهائي بين الإقليم والمركز مؤخراً, بعد سجال دام سنوات, وهذا ما يعطي طابع إيجابي للوزير وحنكته السياسية.