تتعدد الرؤى حول هذه الشخصية، فبين محب ينعاه، وبين مغرض يلعنه، اذ اصبح الشخصية الشابة المثيرة للجدل، في حياته وبعد رحيله، بسبب ما تعلق بهذه الشخصية من تبعات، لازالت الى اليوم لم تحل! ولكني “كاتب هذه السطور” سأتناول هذه الشخصية من جانب الحياد بعيدا عن الانحياز لأي جهة، سوى جهة المنطق والدين والعقيدة.
عبد المجيد الخوئي، الشاب ذو الثلاثينيات من عمره، نجل المرجع الديني وزعيم حوزة النجف؛ السيد ابو القاسم الخوئي، ومسؤول مؤسسة الخوئي في لندن، ابان الحكم المنصرم لصدام حسين.
عبد المجيد الخوئي؛ الذي دخل العراق وألسن اللهب لازالت مستعرة، وحكم صدام لم يسقط بعد! ليجازف بالتحرك في اوساط المدن، من الجنوب – الناصرية، قاعدة طليطلة- ويلج النجف قبل سقوط صدام، فهل كان يمتلك مشروعا سياسيا اراد ان يكتسب به دور البطولة؟ ام انها سذاجة ما دفعته للتخبط في قراراته، في وقت حرج جدا، والحرب مستعرة؟ ام انه كان يمتلك مشروعا اصلاحيا لاحياء الانسانية والاقتصاد كما كان يدعي ويردد؟
انقسام حوزة النجف قبل ذاك الوقت، ومقتل بعض مراجع الدين، وتغييب آخرين، واتهام بعض المراجع وابنائهم بتلك الممارسات، ادى الى شحن النفوس المحبة، وطبل لها البعض الاخر من المغرضين، ليصبح سقوط النظام ساحة لتصفية الحسابات، خصوصا وان البلد في حالة فوضى عارمة، ونار نشبت لتأكل الاخضر واليابس، لدب الفرقة والقتل والشتات.
حيدر الرفيعي- الكليدار، سادن الحضرة العلوية، وفي 10من نيسان/ابريل 2003، اي بعد يوم من سقوط الصنم في بغداد، ووفق مبادرة اعادة الحياة الى النجف الاشرف التي يقودها؛ عبد المجيد الخوئي، ومن معه، ماهر الياسري، ومعد فياض وغيرهم، والذين قاموا بأصطحابه الى الروضة العلوية، ليمارس مهامه السابقة، والذين ما لبثوا حتى حوصروا، واهطل عليهم وابل من الرصاص، واقتيدوا وسط الحضرة، والسكاكين، وغيرها، تنتهل من دمائهم، رغم اقتراب اصوات اذان الظهيرة!
الغوغاء والهمجية التي علت اصواتها وسط الضريح، والتمثيل بأجسادهم ورميها في الشوارع، وسحبها بالحبال، رغم قداسة المكان، فمهما كان الشخص، فأنه ان ارتمى بأسدار الكعبة حقن دمه، فكيف وهم في وسط ضريح علي بن ابي طالب”عليه السلام” والتمثيل مهان ولو بكلب عقور! فكيف بشخص يشهد الشهادتين، وابن مرجع للطائفة؟ ولو تناسينا كل ذلك، فأن من اقام عليهم الحد، هل تلا عليهم تهمهم التي اتهمهم بها؟ وهل كان مؤهلا للبت بأعمار الناس؟
عبد المجيد الخوئي، ايا كان شخصك، وان كنت مذنبا ام لا، فلا يهمني ذلك ولكني سأندبك لشيئين، الاول لانك ابن الخوئي، والثاني لانك قتلت برياض علي بن ابي طالب”ع”، والعقل والمنطق والدين، يأبين ان يُفعل هكذا بشخص، اكراما لدينه وعقيدته، وشخصه، ونسبه، ومكان تواجده.