18 ديسمبر، 2024 10:49 م

عبد الله الخربيط وصناعة الأوهام !

عبد الله الخربيط وصناعة الأوهام !

حضرة النائب عبد الله الخربيط ، لاأعرفه شخصياً ، ولم أسمع به كسياسي ذو تأريخ ، لاسابقا ولا حقاً ، وربما يكون العيب بقلة متابعاتي ، وقد يكون الرجل من جيل الفوران السياسي لما بعد 2003 والذي كان خليطاً من شخصيات لاتعرف من السياسة إلا إسمها ، معرفتي الوحيدة به من خلال ظهوره الإعلامي المتكرر على الفضائيات العراقية ، وإستماعي لطروحاته ” التحليلية ” التي تنم عن فقر في أدوات التحليل ، فالرجل يعتمد على التوصيف والمعلومة التي لايعرف المشاهد مدى صدقيتها ..
في أحد اللقاءات قال الخربيط ، إن رئيس مجلس النواب هو القائد الأوحد للسنّة منذ عام 1958 وله القدرة على تحريك الشارع السنّي ، ربما بإشارة من إصبعه ، وانه ( الحلبوسي ) مرجعية سياسية سنيّة وحيدة، وفاته إن السنّة لايعترفون إلابمرجعية الدولة منذ أن وجدت الدولة العراقية عام 1921 ، كما انه يعرف جيداً طبيعة الصفقة السياسية التي أتت بالحلبوسي الى سدّة رئاسة مجلس النواب ..!
ولايعترف الشيخ الخربيط بقيادات سنيّة أخرى كانت لها أدوار خارج العملية السياسية وداخلها فيما بعد ، فهو على سبيل المثال ، لايقر بقيادة الشيخ خميس الخنجر كجزء على الاقل من ” المرجعيات ” السياسية السنيّة ، رغم إنه (الخربيط ) جزء من تحالف المحور الوطني الذي يقوده الشيخ الخنجر !
وهو الآن خارجه بعد أن نفض يديه مع يديّ “القائد” محمد الحلبوسي من محافظة المثنى التي إستقتلا في سبيل كسب معركة الحصول على منصب محافظها ، فيما راح “الاوحد” يبحث عن نجادة إنقاذ في معركة إزاحته عن منصب رئيس مجلس النواب ، فقد عرف الرجل حجمه ، وان النفخ الذي حصل عليه صبّ في سلال الاخرين !!
في حفلة العملية السياسية في البلاد المختلطة الأوراق والمرجعيات ، حتى القيادات الشيعية التي طالما تحدثت عن المرجعية الدينية بإختلاف منهجياتها ، إبتعدت عملياً عن منهج مرجعي ولاتعير إهتماماً لصوت المرجعية الدينية التي تراجعت لصالح المصالح ، بإعتراف المرجعية نفسها التي قالت ” بح صوتي ” أي إنها شكت ومازالت تشكو من إن الطبقة السياسية الشيعية لاتنظر للمرجعية الدينية إلا كحامية دينية لها فيما تغض النظر عن توجيهاتها ، ووصل غضب المرجعية الدينية في النجف ممثلة بالسيد السيستاني برفضه اللقاء مع أي سياسي شيعي من المتهافتين على بابه لخداع الجمهور بمباركة المرجعية لها ، ولو كان غير ذلك لتصرفت الطبقة السياسية الشيعية بما توجهه المرجعية من ضرورة محاربة الفساد وبناء دولة العدالة الإجتماعية ..الخ
حقيقة لاأدري من أين أتى الشيخ الخربيط بتقليعة المرجعية السنية السياسية والقائد الأوحد متمثلة بالسيد محمد الحلبوسي الذي أشك بقدرته على تحريك شارع سنّي غاضب على إداء الطبقة السياسية السنيّة التي عاصر تجّلياتها السيد الحلبوسي متدرجاً في عالم صفقاتها المريبة حتى الوصول لرئاسة البرلمان ..!
كل الذين تصدوا بالقول المرجعي لهم سياسياً ودينياً في خارطة المجتمع السنّي لم يكتب الواقع لهم درجة نجاح ، بل ظهروا وإختلفوا ثم إندرسوا ولم يتبق منهم إلا أطلالهم الرسمية التي لاتمثل إلا مرجعية إدارية لمئات من الموظفين وغيرها مرجعية الحصول على مقعد للحج !!