عبد الرضا علي
حين اقتنيتُ ( شرح لاميَّة الطغرائي) بثلاثة دراهم، وبدأتُ بقراءته، هزَّتني أبيات اللاميّة، وحين انتهيتُ منها وجدتُني أبكي، فعدتُ إليها ثانيةً
عبد الرضا عليّ…اسم في عالم الأدب استطال بنفسه واحتاجه الآخرون .
حوار / راضي المترفي
. إنَّني بعضُ غرس شيخي، ومعلّمي، وسيّدي الطاهر جزاه الله أفضل الجزاء.
. لستُ نادماً على ما دوَّنته أبداً
. تناولتُ تجارب شابَّة مهمّة
. الزمن الراهن هو زمن الرواية (والسرد) بامتياز
. وإذا تحرينا الواقع وجدنا أنَّ [عليّ أحمد باكثير] هو أول من كتب على طريقة (الشعر الحر)
.
بين الراحل د أحمد الوائلي، ود عبد الرضا وشيجة تواضع جميلة اذ كان كلاهما شاعر فحل وكان الوائلي بتواضعه الجم يقول عندما يستشهد بشعر له : ( قال شاعر معاصر)أما د عبد الرضا فلا يقول شيئا على الإطلاق والوشيجة الثانية اشتراكهما بحب الناس للجلوس تحت منبر يعتليانه لكن المختلف بينهما ان د عبد الرضا علي اكثر حرية من د الوائلي حيث ينشغل الوائلي في قضية واحدة ويتمدد د عبد الرضا على عموم الساحة الأدبية لكن اختلافهم يكمن بين الحداثة والبدايات اذ يلزم الوائلي ان يكون منبره في باحة مسجد او قريبا من محرابه في حين تحرص الجامعات أن يزين وجود د عبد الرضا صدر قاعاتها الفخمة وان يكون جلاس منبره من النخبة وطلاب العلم في مراحل متقدمة وكان كلا الرجلين ظريفا لطيف المعشر متصالحا مع نفسه صادقا مع الناس عاشقا للجمال مع سرعة بداهة وقدرة على التعامل مع مجسات السرور ود عبد الرضا المولود عام 1941 سأقتطع شيئا من سيرته الذاتية للتعريف بعلم في رأسه أدب ..
* حصل على بكالوريوس آداب من قسم اللغة العربية في الجامعة المستنصرية سنة 70- 1971 م, بتقدير “جيد جدا” وكان الأول على قسمه.
• حصل على دبلوم عال في اللغة والأدب من معهد البحوث والدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة سنة 1975م, بتقدير “ممتاز”.
• حصل على الماجستير في الأدب الحديث والنقد من كلية الآداب / جامعة القاهرة سنة 1976م, بتقدير “جيد جدا”
• حصل على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها (الأدب والنقد) من كلية الآداب جامعة بغداد في 5/1/1987م, مع التوصية بطبع رسالته.
لست مدعيا وصلا بليلى فالرجل اكبر من ان يكون صديقي لكن حرفتي تبحث عن منجزه وشهرته وطرح اسئلتي عليه .
• أولاً :
* هل تفقد الأسرار سريتها بعد السبعين ؟ إن كان الجواب بنعم فليكن حواراً مختلفاً، وإنْ كان بلا فـ ( شلك على ابن الناس غير مروته )
1 ـ من رسم خطوتك الأولى على طريق الأدب؟.
ج 1 ـ المصادفة… فحين اقتنيتُ ( شرح لاميَّة الطغرائي) من أحدِ الباعة الذين يبيعون الكتبَ في عربةِ دفعٍ ( حمل) بثلاثة دراهم، وبدأتُ بقراءته، هزَّتني أبيات اللاميّة، وحين انتهيتُ منها وجدتُني أبكي، فعدتُ إليها ثانيةً، وثالثة، وقد استغرقتْ تلك الإعادة أسبوعين، أو أكثر، ولعلَّ انشدادي إليها يعود لأمرينِ : الأول موضوعها، والثاني ضبط شكلها بالحركات بدقَّة، لذلك لم أعدْ أستسيغُ بعد قراءتي لشرح لاميَّة الطغرائي ( تسمَّى عند بعضهم لاميّة العجم) أيَّ كتابٍ آخر غير مضبوطٍ بالشكلِ، وحين استويتُ كاتباً حرصتُ على ضبط نصوصِ الشعرِ التي أستشهدُ بها بالحركاتِ مثلما فعل أستاذي العلامةُ المرحومُ عليّ جواد الطاهر محقِّقُ اللاميَّة، وشارحُها.
2 ـ هل يختلف زمنك عن زمن علي جواد الطاهر فتختلفان أم ان النقد واحد رغم انف الازمنة ؟
ج 2 ـ نعم يختلف كثيراً، فقد كان زمن الطاهر هو زمن الكبار الذين تخرَّجوا في أرقى الجامعات العربيَّة، والأوربيّة ، ودرَّسوا تلاميذهم المنهجَ العلميَّ القويمَ، وتركوا بصماتِهم الجليلة واضحةً على تلك الأجيال التي استقت منهم الموضوعيّة، والحيدة العلميّة، والرصانة.
أمّا موضوع النقد ، فيمكنك قراءته في الكتب النقديَّة، ولكن أين تجدُ مثيلاً للعلاّمة الطاهر الآن لتتعلّمَ منه أدوات العمليّة النقديَّة، وشروطها، وفروق الفطرة، والاكتساب، والشك الذي يقود إلى اليقين، والوصول إلى الحقيقة، وإذاعتِها بين الناس.؟…
لهذا أشعرُ بالفخرِ يا صديقي راضي حين أقولُ : إنَّني بعضُ غرس شيخي، ومعلّمي، وسيّدي الطاهر جزاه الله أفضل الجزاء.
3 ـ هل كانت لك ( اخوانيات ) نقدية ندمت عليها ؟
ج 3 ـ لا يا صديقي لستُ نادماً على ما دوَّنته أبداً، لأنّني كنتُ فيه موضوعيَّاً، وأميناً، وسعيتُ إلى تأصيلِ القولِ في الأحكامِ ، والنتائج.
4 ـ مالذي يجذبك للنص واجبك النقدي او الاستمتاع ؟
ج 4 ـ كلاهما .
5 ـ هناك الكثير من الشعراء الجيدين لم تسلط عليهم الاضواء ولم تنصف تجربتهم هل مددت يدك لاحدهم وسحبته نحو الاضواء من خلال النقد ؟.
ج 5 ـ لستُ قادراً على ملاحقةِ جميع الجيّدين من الشعراء الشباب، فطاقتي محدودة بحكم سنّي، فضلاً عن أنَّني لا أتوافر على جميع التجارب الجديدة بحكم كثرة أسقامي، ومكان إقامتي الذي اخترته بإرادتي في المهجر، ومع ذلك فقد تناولتُ تجارب شابَّة مهمّة، وشاركتُ في تقديم منجزها الإبداعي للناس، كما في تجارب : ضحى الحداد، وعليّ وجيه، و ورود الموسوي، و ضياء الأسدي، وعليّ الزاغيني، وبشرى الهلالي، وحياة الشمَّري، وغيرهم.
لكنّني أعترفُ أنَّ شاعرةً مهمّةً قصرتْ ذاتي النقديّة عن دراسةِ تجاربها المختلفة عن السائد، والمغايرة لما هو شائع في التحليل، والتفسير، والتقويم، هي : فليحة حسن، ولعلَّي سأكفّرُ عن ذنبي إذا شافاني ربيّ وعافاني، فهي تستحقُّ منّي كشفاً موضوعيّاً في ما لها، وما عليها.
6 ـ هل كان الجواهري بلا أخطاء أو خطل ؟.
ج 6 ـ الكمال للهِ وحده، لذلكَ ما كان الجواهري في منأى عنها، ولا كان في منجى منها، وإن كانت قليلة.
7 ـ قسم الشعر تبعا للمراحل إلى جاهلي وإسلامي وأُموي وعباسي وحديث .. هل أنت مع التقسيم ؟.
ج 7 ـ هذا التقسيم ضروريٌّ، وسليم، وسيبقى مهمّاً من حيثُ التبويب المنهجي لكلِّ عصرٍ، فضلاً عن أنّه يُعين الدارسين الراغبين في دراسةِ ظواهر كلِّ عصرٍ، وموازنتها بالآخر، إلى جانب حصر التخصّصِ الدقيقِ لمن يتولّى تدريس المراحلِ في أقسام اللغة العربيّة.
وقد أشرتُ إلى اختلافِ التقسيم بين العرب والأوربيين في كتابي الموسوم بـ [ الإيقاع في الشعر الشعبي ] قائلاً : (( قسَّمَ قدامى العرب الشعر العربيّ إمّا إلى أبوابٍ، وإمّا إلى موضوعاتٍ، كالحماسة ، والرثاء، والوصف، والرحلة، وغيرها. وكانوا يُسمّونَ الكلّ باسمِ جزءٍ منها، كما في ((حماسة أبي تمّام)) وحماسات من تابعوه تصنيفاً، مع أنَّها تضمُّ موضوعاتٍ وأغراضاً عديدةً، لهذا فإنَّ الأغراض والموضوعات المتعدّدةَ على وفقِ تصنيفهم ذاك تشترط ضمَّ المتجانسات معاً ليس غير.
أمّا الأوربيّون فقد قسَّموه نوعيَّاً ، فقالوا: الشعر الغنائي، و الشعر الملحميّ، والشعرَ التمثيليّ، والشعر التعليميّ.
ومع أنّهم اختلفوا في تحديدِ أسبقيّةِ ظهورِ أيِّ نوعٍ منه قبلَ غيرهِ، فإنَّ بعضهم يرى أنَّ الملحميَّ أسبقُ من بقيّةِ الأنواع ظهوراً، وحجّتهم أنَّ الإنسانَ فطن إلى وجودِ الآخرينَ قبلَ أن يفطنَ إلى وجودِهِ، وهو تعليلٌ يصطدم بمن يرى أنَّ الشعرَ الغنائيَّ كانَ أسبقَ من الملحميِّ ظهوراً لأنه تعبيرٌ عن الذاتِ البسيطةِ ، وما في وجدانِها من عواطفَ مختلفةٍ، في حين يقومُ الشعرُ الملحميُّ على الإطالةِ ، والإحاطةِ بحركةِ الناسِ، وما يقعُ لها من حروبٍ مع أممٍ أخرى .)) ولعلَّ الدارس الجاد قادرٌ على الإفادة من التقسيمين على وفقِ المقاصد التي يروم الوصولَ إليها.
8 ـ لم يختلف الجميع على أن مظفر النواب هو عرَّاب الشعر الشعبي الحديث لكن إلى اليوم وبعد أكثر من 70 عاماً لم يتم الاتفاق على من بدء كتابة الشعر الحر.. نازك أم السياب… أنت مع من ؟
ج 8 ـ أخي راضي، هذه القضيّة لم تحسم تراتبيَّـتها حتى الآن، على الرغم من عشرات الدراسات القيّمة التي ناقشتها، لكنّني أميلُ إلى ما قاله السيّاب في مقالته[ تعليقان] التي نُشرتْ في مجلّة الآداب البيروتيّة ع 6، في حزيران 1954م : (( وإذا تحرينا الواقع وجدنا أنَّ [عليّ أحمد باكثير] هو أول من كتب على طريقة (الشعر الحر) في ترجمته لرواية شكسبير ( روميو وجوليت) التي صدرت عام 1947، بعد أنْ ظلَّت تنتظرُ النشر عشر سنوات كما يقول المترجم (…..) ومهما يكن فإنَّ كوني أنا أو نازك أو باكثير أول من كتب الشعر أو آخر من كتبه ليس بالأمر المهم . وإنَّما الأمر المهم هو أن يكتبَ الشاعرُ فيجيدُ فيما كتبه ، ولن يشفعَ له ـ إنْ لم يجودْ ـ أنه كان أول من كتبَ على هذا اللون ، أو تلك القافية .))
9 ـ لك ولع خاص بالشعر الشعبي خصوصاً المغنى لايعرفه إلا من يتابعك .. من يشغلك .. الكلمات .. اللحن .. الصوت ؟
ج 9 ـ كلها مجتمعة ، لاسيّما حين تؤثّرُ في وجداني ، ولا أكتمكَ سرّاً إن قلتُ لك : إنّني ذو عاطفةٍ رقيقةٍ جدّاً، وكثيراً ما أجدُ المآقي تبتلُّ بالندى تأثّراً، فأمسكُ القلمَ، وأترجم ما كان في وجداني من بوحٍ خفيٍّ .
10 ـ نعم الشعر هو الشعر كيف ما كان لكن هل هناك قاعدة لنقد الشعر الشعبي ؟
ج 10 ـ المنهج النقدي (العلمي) لا يفرّق بين الأنماط حين يتعاطى مع الأساليب الشعريّة المختلفة إلا ما كان خافياً وراء منطلقاتٍ معيّنة قد ترد في بنية القصيدة الشعبيّة، لاسيّما في ليِّ بعضِ الحروف، ودمجٍ بعضها الآخر عند التقطيع.
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
• ثانياً :
*( المعنى في قلب الشاعر ) اعتذار بالعجز أو طريقة هروب لم يقبل بها الناقد .
11 ـأين تكمن قدرة الناقد في معرفة مافي قلب الشاعر ؟ وهل للمقولة من صحة ؟
ج 11 ـ نعم سيّدي العزيز يمكن للناقد الحاذق أن يصل إلى المعنى الذي أخفاه الشاعر، وأومأ إليه على نحوٍ غامض ـ مع سبق الإصرارِ ـ في بنية النسيج الشعري، كما فعل عبد الرزاق عبد الواحد حين قال في( دمعة) ، وهي ومضةٌ عن الشهيد :
سرقوا منه خوذتَهُ
سرقوا خاتمَ العرسِ من يدهِ
سرقوا جُرحَـهُ والنطاقْ
عندما أنشدوا، كانَ يبكي العراقْ
فهو هنا قد كال أعظم الشتائم للشعراءِ الذين استمع إليهم ، وهم يُنشدونَ في يوم الشهيد، ورأى أنَّ العراق كان يبكي وهو يستمع إلى قصائدهم تلك، لأنَّها كانت فجّةً ، فأساءت لمكانة الشهيد عند(أهله) الشعب، و(وطنه) العراق.
12 ـ كتبت عن السياب وتجربته الشعرية كتاباً نقدياً رصيناً .. هل صح لديك أنَّ السياب كان يسرق أو يقتبس من صاحب الأرض اليباب ( ت س إليوت ) بعضاً من قصائده ؟
جى 12 ـ السيّاب كان قد تأثَّر بـ (ت. س. إليوت) تأثَّراً واضحاً ، وهناك فصلٌ في كتابي عن ذلك التأثّر أسميته بـ (( التجربة الإليوتيّة)) لكنَّ بدراً هو الذي أرشد الناس إلى أهميَّة إليوت ، ودوره في استخدام الأساطير، وتوظيفها فنيَّاً، ولم يثبت أنَّ السياب قد سرقَ من إليوت،أو من غيره ، فتلك فرية أرادَ بعض الحاقدين أن يروِّجوها، فلم يتمكّنوا، لأنَّ ما كان السيّابُ قد ضمّنه من شعر غيره، قد أشارَ إليه في هوامش قصائده.
13 ـ لو اختير شاعر لكل عصر ثم انتخب شاعر لكل العصور .. ياترى من هو شاعر كل العصور ؟ ومن هو شاعر عصرنا الحاضر ؟
ج 13 ـ لستُ مقتنعاً بفرضيّة (شاعر كلِّ العصور) فضلاً عن أنَّني لستُ قادراً على تسميةِ شاعرٍ معيَّنٍ لهذا العصر منفرداً ، ولكن يمكن لعددٍ من شعرائنا (مجتمعين) أن يكونوا مرآةً لعصرنا هذا… كان الجواهري رحه الله متنبّي عصرنا، وسيبقى ثالث النهرين ، وحين ارتحل كانت الأنظار تتجه إلى أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد يمكن أن يكون امتداداً له، وحين ارتحلَ عبد الرزاق توجَّهت الأنظارُ إلى يحيى السماوي ، ومحمّد حسين آل ياسين وغيرهما ليكونوا امتداداً لذلك النهر الدافق في هذه الحقبة الراهنة، وهنا لابدَّ أن ننبّه أننا في هذا التوصيف قد اقتصرنا على شُعراء شعر الشطرين، والتفعيلة، ولم نشرك معهم كتّاب النصوص المفتوحة، أو ماسُمّيَ بـ كتاب قصيدة النثر، فهذه النصوص منفلة من عقالِ الموسيقى التي قال عنها فيثاغورس:((الكون مبنيٌّ بناءً موسيقيَّاً.))
14 ـ كان المتنبي بعلاقته مع الحاكم يبحث عن امارة .. ماهي بغية الجواهري ؟
ج 14 ـ كانت بغية الجواهري الكون كلّه :
يا مزيجاً من ألفِ كونٍ ترفَّقْ إنَّ كوناً على ذراعيكَ أغفى
15 ـ انت مع من ؟ المقفى .. الحر .. النثر ؟
ج 15 ـ مع القصيدة المدهشة المختلفة المغايرة ، مع وجوب التنبُّهِ إلى أنَّ كتاب قصائد الأعالي قلَّةٌ، وسبق لي أن أشرتُ إلى أنَّ القابضين على جمرة قصيدة النثر المدهشة لا يتجاوزون عدد أصابعِ اليدين.
16 ـ كيف ترى مستقبل الشعر ؟
ج 16 ـ مع أنَّ الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور يؤكّد على أنَّ الزمن الراهن هو زمن الرواية (والسرد) بامتياز، إلاّ أنني لا أرى ذلك، فللشعرِ دورهُ الفاعل في الحياةِ الثقافيّة، والعامّة إذا تمكَّن صانعه من معرفة هدفه، لأنَّ الشعرَ لم يعُد كما كان قبلاً (( الكلام الموزون المقفّى الذي يدلُّ على معنى))، لأنه أضحى نبوءةً ، وخلقاً، ورؤيا على وفق رأي أدونيس. لكنَّ كثرة المدَّعين ممن هبَّ ودبَّ بحملِ صفةِ شاعرٍ (جزافاً) هذه الأيام ممَّن دبَّجوا عشرات المجاميع التي رصفت المفرداتِ رصفاً باعتبارها قصائد نثر، هي التي قد تسيءُ لمستقبلِ الشعرِ، بتقديمِ نصوصٍ فجَّةٍ ذاتِ ألوانٍ داكنة، أو باهتة، سواءٌ أكان ذلك في الأداء، أم في التوصيل.