23 ديسمبر، 2024 3:30 م

عبدة عمر وعبدة علي

عبدة عمر وعبدة علي

في احد صباحات بغداد الجميلة استوقفني شخصاً اعرفه ليطرح علي سؤال ، واراد مني اجابة صريحة ، فقال لي لما وضع العراق هكذا ولما كل هذه التفرقة وما هي الحلول التي تحل لنا مشاكلنا ؟ فقلت له ان الاجابة عن هذه الاسئلة يطول ولكني ساختصر لك الاجابة قدر المستطاع عسى ان اشفي غليلك عما يحيرك ، نحن نعيش في مجتمع انقسم الى عدة اقسام لكن القسمين الاكبرين منه نستطيع ان نسميهم ( بعبدة عمر وعلي ) فقاطعني وقال كيف اعد ما قلت فقلت له ان ما سمعته هو المقصود فالشعب العراقي اليوم والشعوب الاسلامية معه انقسمت الى عدة اقسام ولكن القسمين الاكبرين هما عبدة عمر وعبدة علي فبعيدا عن الطوائف ومسمياتها والتمويه الذي تتخذه من هذه التسميات فهذه هي التسمية والتوصيف الدقيق لها فلم يعد هناك اسلام او مباديء اسلامية او غيرة على ما جاء به الرسول الاعظم محمد (ص) وتحول الامر الى اتباع وحمية لما جاء به الخلفاء الاتقياء عمر وعلي ونحن نعرف بانهم رضوان الله عليهم ابعد من ان نسمي من تقاتل باسمهم وسفك دم اخيه المسلم ثائراً لحق احد منهم لكن الواقع الذي نعيشه هو ما يدفعنا الى قول الكلام الذي يخشى الجميع النطق به ولكنهم يعملون عليه ، فاليوم اصبح هم المسلمين ليس الدين وجوهره وانما هناك ما هو اهم منه وهو تصوير الصراع الذي دار ما بعد وفاة رسول الله وكل واحد يريد ان يخطيء بل يكفر الاخر واستباح دمه وماله وعرضه فما ذنبي انا ان كان هناك صراع دار ان وجد طبعاً ما بين اناس عاشوا حياتهم قبل اكثر من الف عام ، وهل انا مسؤول عن من اغتصب او اغتصب حقه وهل دمي هو من سيعيد الحقوق لاصحابها والدليل الذي يؤيد وجود عبدة عمر وعبدة علي كثيرة لكن ابسطها هو ان تذهب الى منطقة تتبع عمر او علي وتكفر بكل شيء دون المساس بهما فلن يحدث لك شيء ولن يلومك شخص على فعلتك ولكن ان تجرئت وتهجمت على عمر او علي كل حسب منطقته فلن تخرج منها الا وانت مقطع الاوصال اذن اليوم لن تجد من يعبد رب عمر وعلي وانما اصبحا هما ارباب الناس وكل يعبده ويمجده حسب طريقته ، اما كيفية التخلص مما يمر به العراق والعالم الاسلامي من صراع فهو بالعودة الى الاسلام الحق والتوقف عند سيد البشر محمد (ص) وعدم التطرق لمن هم من بعده حتى وان كان عز الاسلام على ايديهم وللتتوقف السيرة الاسلامية عند رسول الله وترك ما دونها او ان نترك الاسلام وشانه لاننا شوهنا صورته بما بدر منا من افعال مشينة سببت الاساءة لهذا الدين الرباني الذي ارسله الله ليوحد الصفوف ويرص الناس لدين واحد واله واحد فاذا بنا نخون ما بين ايدينا ونفرق ما جمع ونشتت الاسلام حتى لم يعد لحديث الرسول الاعظم المؤمنين كالبنيان المرصوص شيء فاليوم لم يعد هناك تراص بل لم يعد هناك بنيان .