17 نوفمبر، 2024 10:00 م
Search
Close this search box.

عبثية (*) حكومات العراق / بعد 2003

عبثية (*) حكومات العراق / بعد 2003

أن الحكومة العراقية الحالية / هي حكومة المتاهة ، بطاقمها المستورد أصبحت ضائعة ، تائهة ، لفقدانها الفكر والتخطيط والهدف في الحكم ، فهي بلا رؤية ، بل فقدت القابلية لرؤية الأحداث و الوقائع بحجمها الطبيعي ، ولكنها من جانب أخر ،  وبواقع الأمر و بالغالب ترى الأمور وتغفل الحل الموضوعي لها  ، وذلك لمصالح نفعية أو حزبية أو لمصالح شللية أو طائفية ، فأصبحت دولة العراق كالانسان العبثي ، ” الذي دخل في حالة صراع بين ميوله للبحث عن هدفه من الحياة وعن عدم مقدرته على فعل ذلك ” ، كما أن حكومة العراق هي من القلائل بالعالم التي تصدر أو تسوق نفسها على أنها حكومة ديمقراطية وشفافة ولديها هيئة للنزاهة .. ، ولكن بالواقع وفي كل حراكها هناك دلائل تشير على أنها كطاقم وزاري ومجلس برلماني يتخندقون في الجانب الأبعد عن مصلحة الشعب ، لأنهم طواقم تحكمهم المحاصصة الحزبية والطائفية ولا تسيرهم المصلحة الوطنية ، فمثلا المجتمع العراقي يسمع من وسائل الأعلام بميزانيات خيالية سنويا (( مثلا – ميزانية العراق لعام 2014 .. افادت معلومات واردة من وزارة المالية العراقية ، ان ميزانية العراق تتضمن ارقاما خيالية ، وانها ستكون على طاولة المباحثات بعد العيد مباشرة ، واجمالي الميزانية ( 145) مليار و(500) مليون دولار ، ويقدر كل دولار (1200) دينار عراقي ، وهذا يعني ان الميزانية بالعملة العراقية ستكون ( 174) ترليون و (600) مليار دينار عراقي / نقل من موقع رووداو – بغداد ،  وميزانية 2015 .. وافق مجلس النواب العراقي الخميس على ميزانية قيمتها 119 تريليون دينار (105 مليارات دولار) ، وهي الموافقة التي أصبحت ممكنة بعد تحسن العلاقات بين بغداد وإقليم كردستان العراق . ” / نقل من الجزيرة نيت )) ، في الوقت ذاته نسمع من جانب أخر أن العراق يقترض من اليابان ، (  .. أعلنت الحكومة العراقية أنها وقعت مع الحكومة اليابانية على قرض لتمويل مشروعين تنمويين بقيمة 735 مليون دولار ، تمنحها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي إلى البلاد . / نقل عن موقع الحرة ) ، من هذا نرى أن العراق تزداد مدخولاته من النفط ، ويقابل هذا الأرتفاع في الأيراد ب         ” نقص في الخدمات ، مشاريع وهمية ، بنية تحتية منعدمة ، أنهيارات أمنية ، فقدان محافظات ، الشعب مشتت ، العراق بلا مجاري .. وأخيرا أعادة لهيكلة تراجعية للرواتب ، ومسك الختام العراق يقترض ! ” ، وهذا دليل على أن الطاقم الحكومي ينهبون العراق ولا يخدمون الشعب !

سائل يسأل  ماذا سيحدث في العراق في الأعوام القادمة .. أعتقد ليس من متنبأ يتوقع  ما الذي سيجري ، فهل سيأتي مثلا طاقما خارجيا أخر ليمارس دورا جديدا في الحكم ! وهل سيرمى الطاقم القديم خارج اللعبة ، وهل الشعب سينقذ من الوضع المأسوي الذي يعيشه الأن ، وهل الطاقم الجديد سيعتبر الشعب أيضا ملكية خاصة للحكومة تغتصبه كالحكومة السابقة أي وقت تشاء / أقصد تغتصب حقوقه !! ، أعتقد كل أمر أصبح واردا ، وذلك لأن حكومة العراق الحالية منحدرة  نحو ” العبث ” !

( * ) العبثية : العبثية مدرسة أدبية فكرية ، تدعي أن الإنسان ضائع لم يعد لسلوكه معنى في الحياة المعاصرة  ، ولم يعد لأفكاره مضمون وإنما هو يجتر أفكاره لأنه فقد القدرة على رؤية الأشياء بحجمها الطبيعي .. وظهرت أول جذورها / أي العبثية ، على يد الفيلسوف الدنماركي سورين كيركجارد في القرن التاسع عشر ،  ومن روادها : صأمويل بيكيت  (9 (1906 -198 ، و يوجين يونسكو  (1909-1994)/ نقل من الويكيبيديا وموقع صيد الفوائد .

 

أحدث المقالات