18 ديسمبر، 2024 10:50 م

عباس البياتي … ثقافة التقمص

عباس البياتي … ثقافة التقمص

هل ماجاء في تصريح النائب عباس البياتي خلال المقابلة التلفزيونية التي اجريت معه واثارت ضجة كبيرة في الاوساط الدينية والشعبية حين وصف الكتل ورؤساءها الخمسة بأهل الكساء , هل جاءت بزلة لسان وكلام وليد اللحظة , لاريب ومما لاشك لاشك فيه بأن الامر غير ذلك ولايأتي ضمن هذا السياق بل جاء نتيجة ثقافة واستنباط سيكولوجي تعودت عليه هذه الاحزاب من خلال ثقافة وتداعيات الفكر والقناعة المستنبطة من التماهي بأنهم طبقة حاكمة لايعلو عليها اي شأن فهم بذلك يضعون انفسهم في موقع القداسة واظفاء هالة المقدس وارتداء عباءة الدين وبالتالي فهم وكلاء الله في الارض , ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال شرعنة سرقاتهم واهدار المال العام والفساد المستشري في كل اروقة البلاد وادعاءهم انما يفعلون ذلك من اجل البقاء في السلطة وتمثيل الشيعة والامساك بمقادير الحكم بغية عدم أعطاء الفرصة لأي طرف آخر لإنتزاع الحكم منهم , فأصبح على رؤوس الاشهاد فساد هؤلاء وعلى رأسهم زعيم قائمتهم المالكي والاطراف الاخرى في الإتلاف الوطني , وما جاء على لسان حنان الفتلاوي في حوار تلفزيوني مع ميسون الدملوجي بإقتسام الكيكة العراقية خير دليل على ذلك وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على ان هؤلاء مقتنعين تماما بأن السرقة شرعية مادام الهدف في تصورهم نبيل وذات بعد يرتهن بغاية أسمى حسب اعتقادهم , وكلام حنان الفتلاوي إدانة واضحة لتقديمها للقضاء. والقائمة تنسحب على الآخرين من حيتان الفساج في البلاد , ولكن القضاء العراقي كعادته يقف خلف ستار المفسدين ويشاركهم في الغنيمة والفساد . إن اعتذار عباس البياتي انما جاء لتهديد وتوبيخ من قائمته وإلا كيف يكون لنائب يفترض انه يمثل شريحة من المجتمع ىالعراقي الذي انتخبه ان يكون بهذه السطحية وغير عميق في فهمه لمشاعر جمهور كبير من المسلمين , والحال كذلك فكيف لنائب امضى دورات عديدة في البرلمان ان يكون مساهما في التشريع ومراقبة السلطة التنفيذية وهو بهذا المستوى من التفكير , وهكذا دواليك كل ساسة البلاد. ومن باب آخر ربما كان كلام عباس البياتي هو بالون اختبار من حزبه لمعرفة ردود الشارع العراقي وقبوله لهذه اليافطة بالانغماس في المقدس ولباسه على احجام السياسيين , وهذا الامر يتكرر في كل مرة منذ الانتخابات الاولى حين ارتدى هؤلاء السياسيين عمامة المرجعية الدينية في النجف , لاندري فقد امتاز هؤلاء بمكرهم وسلوكهم الارعن ولم يبقى سبيل في المكر الا وتم استخدامه بعد ان سقطت آخر اوراق التوت التي تغطي عوراتهم .