23 ديسمبر، 2024 8:27 م

عبارة المرجعية الدينية تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وتصحيحها

عبارة المرجعية الدينية تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وتصحيحها

منذ فترة ليست بالقصيرة على عمر الزمن السياسي الذي يعيشه العراق ونتيجة لكل الفوضى والارباكات الحاصلة ظهر علينا ممثل المرجعية العليا في كربلاء واطلق عبارة تقول ان المرجعية الدينية العليا في النجف تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية ومرشحيها للانتخابات البرلمانية القادمة وانها لاتدعم كتلة بعينها .واثار هذا التصريح حينها قبولا لدى اغلب فئات الشعب العراقي ,واندفعت الكتل بعملها والتهيئة للانتخابات وبعد مدة قصيرة اعاد ممثل المرجعية القول ذاته مع تاكيد من مراجع اخرين على نفس القول .حقيقية ليس لدينا اعتراض على الطرح ولانريد هنا مناقشة دقة القول من عدمها ولكني اتوقف عند نقطة مفصلية خطيرة اشار اليها المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي وهو يتكلم عن نفس العبارة ويشرحها ويحللها بطريقة علمية عقلائية يجعلنا نعيد النظر باصل العبارة فيقول المرجع اليعقوبي (ان عبارة ان المرجعية تقف على مسافة واحدة من الجميع فيها شيء من المداهنة والمجاملة وضياع الحقوق على حساب الحق والدين )اي ان فيها وقوف مع مدعي الحق ومع قاتل الحق لانهما الاثنان تقدما وترشحا للانتخابات القادمة ,وهذا التشخيص الدقيق اوضح لنا ان الامر لايكون هكذا بمجاملة القتلة والسراق والفاسدين بحجة انهم دخلوا الانتخابات فيجب السكوت عنهم بل يجب ان نكون واضحين ونتصدى للمجرمين الفاسدين ونقف مع الحق ضدهم ونقف مع الارادة الوطنية وان لانتفرج على العراق وهو يذبح من الشمال الى الجنوب وان تصدح اصواتنا بنشيد الواجب الوطني ولايهم ان كان فلان يرضى او لايرضى المهم هو رضا الله تعالى ورضى الضمير الانساني ,ثم اين الحق في هذه العبارة وهل ان جميع المرشحين بحسب اعمالهم هم وطنيين مخلصين نزيهين ام ان فيهم من قتل وحكم عليه ومن سرق وهرب خارج وداخل العراق ومن تامر على العراق مع دول خارجية وايضا آوى الارهاب واصبح يده اليمنى في قتل الشعب العراقي وهل ان العمل السياسي يجيز للمجرمين الدخول فيه وهم يرتعون في مستنقع العمالة والاجرام وكيف سيكون مصير العراق ان وصل هؤلاء الى اعلى سدة الحكم واصبحوا يتحكمون بالقرارات الرئيسية والاستراتيجية لاحوال العراق واي مستقبل مظلم ينتظرنا من وجودهم في الدولة ومؤسساتها ؟………………
ان العمل الالهي والوطني يحتم علينا جميعا متحدين انقف بوجه كل القتلة والمجرمين والمتربصين بالعراق واهله وان تقف كل طوائف الشعب وترفع صوتها لاجتثاث المفسدين وان العمل على تغيير المعادلة السياسية الحالية والمتعبة هو واجب شرعي شرعته كل الاديان السماوية وان دور المرجعية الدينية يفرض عليها الوقوف مع المظلوم ضد الظالم وان لاتحابي وتجامل في كلامها لانها قيادة المجتمع الروحية مع جل احترامنا واعتزازنا بها وباهدافها النبيلة .