26 نوفمبر، 2024 10:05 ص
Search
Close this search box.

عبارة البياتي ، تُفصح عن عقلية السياسة العراقية !

عبارة البياتي ، تُفصح عن عقلية السياسة العراقية !

عبارة قالها السيد البياتي (نحن الخمسة أصحاب الكساء) ، وهو يعدد خمسة قوائم منضوية تحت إئتلاف لا أعرفه ولا أعرف قوائمه حقا ، لأنه لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد ، لأنها نفس (الماركات) نافذة الصلاحية وهم يعيدون تدويرها ، لكن عبارته هذه لم تفاجئني على الإطلاق ، إلا إني إندهشت من وقاحته السافرة وهو يجعل من نفسه أحد الخمسة من أصحاب حديث الكساء عليهم السلام ، ومن لا يعرف أصل حديث الكساء ، فإن النبي (ص) جاء بكساء غطى به نفسه وبصحبته سيدتنا فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السلام ، ثم قال (اللهم هؤلاء أهل بيتي) .

ثم إعتذر الرجل أمام الكاميرات التي يبدو أنه مفتتن بها إلى أبعد حد ،وهو يقول (مهما بذلنا ومهمت أعطينا ، لن نصل إلى تراب أقدام أصحاب الكساء ) ! ، ولا ندري ماذا بذل الرجل وماذا أعطى ، إذ إن العكس تماما هو الصحيح ، لكن السيد البياتي لم يقدم لنا ما هو وجه الشبه بينه وبين أصحاب الكساء الكرام ، هل في الزهد ، أم رجاحة العقل ، أم الحكمة ، أم الأمانة ، أم العفة ، أم صدق الحديث أم البلاغة أو الشجاعة أو الثبات على الرأي أو معايشة الفقراء أوعلى الأقل مخافة الله ! ، فهو وأمثاله قد كذبوا على الله على الأقل بهذا الإدّعاء ، فكيف لا يكذبون على عباد الله ؟!.

السيد البياتي لا يعلم طبعا وكيف له أن يعلم وقد سكن القصور وأحاط نفسه هو وأمثاله بالصبات الكونكريتية ، وبأسوار تناطح السماء ، فعزلتهم عن هموم وآلام المواطن العراقي المحروم وقد نفذ صبره منذ زمن بعيد ، ولكونه بلا حول ولا قوة ، ولكونه قد تحول إلى ألعوبة للمتاجرة والحلب والإبتزاز بيد الحكومة ، أصبح هذا المواطن يبحث يائسا عن شماعة يصب عليها جام غضبه على الأقل ، وقد وجد ضالته في شخص السيد عباس البياتي بعد تصريحه هذا ، وإن كنت أعتقد أن هذا لن يغير شيئا ، فلا نعرف ما هي واجبات السيد البياتي ولا إنجازاته ، ولا سر تمسك الحكومة بشخصه ، جل الذي نعرفه أنه لا يمر يوم دون أن يتحفنا هذا الرجل بطلعته البهية ، وهو يتفوّه بأشياء لا تعنينا ، وهو من أبرز وجوه ساسة العراق الجديد ، بكل فشله وإخفاقاته ، ألم يدعو هذا الرجل إلى إعتماد الإستنساخ الوراثي لبعض الأصنام كي تخلف أصناما ؟!

الرجل أعطانا نبذة عقلية سياسيينا وآيديولوجية قيادة البلد ، هذا إن كانت لهم آيديولوجية غير النهب ، فجميعهم يحسبون أنفسهم بنفس منزلة أصحاب الكساء ، إلا أنهم لم يفصحوا عن ذلك كالسيد البياتي ، لأنهم يعلمون أنهم سيكونون هدفا لحجارة الرجم من أيدي الجياع ، لذلك تراهم لا يملون عن إدّعاءاتهم أمام الإعلام ، من أنهم ناضلوا ، وقدّموا ، وبذلوا ، وتغربوا ، وغير ذلك من الهراء الذي أوصل البلد إلى الحضيض دون منازع ، وتحول إلى مرثاة مخزية أمام شعوب الأرض ، جميعهم يعتبر نفسه مناضلا يضع نفسه بمنزلة أهل البيت (ع) ، لقد إعتقدوا أن مبدأ مدير دعاية (هتلر) وهو (غوبلز) الذي يقول (كذّب حتى يصدقك الناس) قد ينطلي علينا ، حسنا ، ربما إنطلى على القليل ، لكنهم كذّبوا فصدّقوا أنفسهم ! ، ومعهم جيوش من الإمّعات ووعاظ السلاطين ليزينوا لهم أعمالهم ، إلى درجة إعتقادهم أنهم أصحاب الفضل الكبير على الشعب ! ، بدلا من أن يكون الأجدر بهم حقا ، أن يحتفروا قبرا يتوارون فيه ، قبر بلا شاهد ، حتى لا يُلعن صاحبه ! .

أحدهم يسمونه مختار العصر ، الآخر لا يمد يده لمصافحة المرأة الأجنبية لأنه حرام ، ولكن نفس هذه اليد سرقت المليارات ، الآخر لا يحلق لحيته (بالموس) ، لأنه غير مستحب ، وتحت كل شعرة يكمن شيطان رجيم ، راهبهم سرق المليارات ، وها نحن نتنقل بين رزية (البواسير) التي لا تزال طازجة في أذهان العراقيين لهولها وبشاعتها ، إلى ذلك الذي إعتقد أن العراقيون يأكلون (النساتل) بشراهة مما سببت لهم ضيق ذات اليد ! ، وكأنهم قادمون من المريخ ! .

أحدث المقالات