مع إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يعج و يحفل بالتناقضات الصارخة و المفارقات المضحکة المبکية، وأمورا لايمکن مشاهدتها في ظل أي نظام دکتاتوري أو إستبدادي آخر في العالم، لکن مع ذلك لاتکاد تنقطع أخباره المثيرة و الغريبة و الشاذة کشذوذ نظرية ولاية الفقيه في الدين الاسلامي.
الصواريخ البالستية التي أطلقها الحرس الثوري الايراني من قواعد عسکرية في في محافظتي کردستان و کرمانشاه ضد ماوصفته بمواقع لتنظيم داعش الارهابي في مدينة دير الزور السورية و التي سقطت أعدادا منها في الاراضي العراقية، خرج المرشد الاعلى للنظام علي خامنئي و الذي تصفه وسائل الاعلام الايرانية ب”ولي أمر المسلمين”، على العالم ممتدحا هذه الخطوة بعد أکثر من أسبوعين على تنفيذها واصفا إياها بـ”عبادة شهر رمضان”، وهو بذلك يشير و بکل وضوح الى أي حد بات هذا النظام يتمادى في تدخلاته في سوريا، و يلقي بکل مافي وسعه من محاولات و وسائل و سبل للمحافظة على نظام الدکتاتور بشار الاسد.
لاغرو من إن عملية إطلاق تلك الصواريخ و التي طبل و زمر لها إعلام النظام الايراني و رقص على أنغام هذا التطبيل و التزمير رموز العمالة الايرانية في العراق و لبنان و اليمن و سوريا و صدقوا بأن “ضفدعة” ولاية الفقيه قد أصبحت قوة عظمى وإن صواريخها صارت بمستوى و قوة الصواريخ الامريکية و الروسية، وهنا نود أن نذکر من لازالوا منتشين و يرقصون طربا على طبول طهران الخرقاء، بأن لهذا النظام باع طويل في ممارسة”الکذب”التقني، ولعل زعمه بإرسال قرد للفضاء الخارجي للإيحاء بأنه صار بمصاف الدول العظمى في إکتشاف الفضاء الخارجي، والذي لم تٶيده أية جهة محايدة حتى وکان کذبا مفضوحا و ضحکا بائسا على ذقن النظام نفسه قبل غيره.
المثير للسخرية، إنه وفي الوقت الذي تسخر فيه المصادر الاستخبارية الدولية من التقارير العسکرية الروسية بضرب قواعد داعش حيث إن معظمها تستهدف أهدافا مدنية أو قوى المعارضة السورية الوطنية و الديمقراطية، فإن دخول هذا النظام في هذه اللعبة و سعيه کعادته و دأبه دائما لربطه بالعامل الديني، لايمکن أن يعتبر تطورا في صالح قوته على الارض السورية، حيث إن معظم التقارير الواردة بشأن الصواريخ الايرانية قد أکدت من إنها لم تکن سوى زوبعة دعائية مکشوفة.
کما کان الخميني قد إعتبر تنفيذ أحکام الاعدام ب30 ألف سجين سياسي إيراني من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق في صيف عام 1988، والذين کانوا يقضون أحکاما بالسجن صادرة من محاکم النظام نفسه، بمثابة عبادة و تقرب الى الله، لذلك ليس هناك مايثير العجب و الاستغراب في مازعمه المرشد الحالي من إن إطلاق صواريخهم على سوريا(طبعا العراق أيضا)، کانت”عبادة”، وقطعا فإن الانظمة الاستبدادية ولاسيما تلك التي تستخدم و توظف الدين من أجل تحقيق أهدافها و غاياتها، ليس هناك من أي غرابة في جعلها لعمليات القتل و التصفية و الاعدامات، عبادة و تقربا و زلفى لله!