22 ديسمبر، 2024 5:20 م

عبادة النيران في الزرادشتية

عبادة النيران في الزرادشتية

القسم الاول
إن من احدى المسائل الهامة والتي ينبغي الالتفات اليها بشأن النظام الفكري والعقائدي والعملي للزرادشتية عند ظهور الإسلام، هي مسألة تعظيمهم للنار وتقديسهم وعبادتهم لها، ولهذا العمل عندهم سوابق زمنية منذ أقدم العصور التاريخية وهي باقية حتى اليوم، يقول الشيخ الرئيس أبوعلي الحسين بن على بن سينا الفيلسوف (المتوفى سنة 427هـ/1037م) في الفصل السابع من الفن الثاني من فنون الشفاء:”… وطبقات من القدماء الماثلين إلى القول بالأضداد وبأن الضدين مبدئان للكل، والواقفين في ذلك إلى جنبة القول بالخير والشر والنور والظلمة.. أفرطوا في تمجيد النار وتعظيم شأنها وأهلوها للتقديس والتسبيح، وكل ذلك لنورها واضاءتها، ورأوا أن الأرض مظلمة لا يستضيئ باطنها بالفعل ولا بالقوة فأهلوها للتحقير والذم”. مرتضى مطهري، الإسلام وإيران عطاء وإسهام، ص184 – 185، نقلاً عن الفيلسوف ابن سينا، الشفاء – قسم الطبيعيات، ص177.
ونحن إذا اعتمدنا على قول هذا الفيلسوف رأينا: أن عبادة النيران انما نشأت من فكرة الثنوية في الوجود وفلسفة الخير والشر والنور والظلمة… أما اذا قبلنا ما يدعيه الباحثون المتأخرون قلنا: ان سوابق عبادة النيران ترجع إلى ادوار عبادة مظاهر الطبيعة، وكان الانسان إذ ذاك يعبد كل شيء مفید کی يفيده اکثر ويعبد كل شيء مضر کی يأمن من شره، و كان المعنى: أن الإنسان قبل أن يلتفت إلى مسألة الخير والشر بشكلها الفلسفي، أي قبل أن يری کل شيء مزيجا من عنصري الخير والشر والنور والظلام، قبل هذا كله كان يعبد النيران، و ان الانسان في تلك العهود انما كان يقسم جميع الاشياء إلى قسمين هامين: أحدهما حسن جميل، والآخر: شر مضر، ويجعل لكل قسم من هذين ربأ خاصا خيرا أوشراً! أما أن يرى ان کل موجود مركب من عنصرين مزيجين ضدين، فإنما هذا من افكار عهود التكامل الفكري للإنسان القديم… وعلى أي حال؛ فمن المسلم به أن لعبادة النيران سوابق قديمة لدى الايرانيين، وأنها كانت مثار اعجابهم أكثر من أي عنصر آخر…”.
يقول الباحث الايراني الدكتور محمد معين (1914 – 1971م)”… ومع قطع النظر عن الاوستا ولاسيما قسم (الكاتها) الذي اختلف في تاريخه من ۷۰۰ الی ۱۱۰۰ق.م … فقد بقي من الآثار الايرانية القديمة نقش قديم من من العهد الميدي في منطقة اسحاق آوند جنوب بهستان (بیستون) يدعي اليوم (دکان داود) وهو موقع صخور أخميني متأخر يقع بالقرب من سربيل زهاب في مقاطعة كرمانشاه بإيران، تم اكتشاف الموقع بواسطة المستشرق البريطاني هنري راولينسون(1810 – 1895م) في عام 1836م، يتكون من قبر صخري محفور بارتفاع عدة أمتار في وجه صخري يعلو على راحة تسمى كيل إي داوود، يرجع تاريخه الى ۸۰۰ ق.م، وهو عبارة عن قبر محفور في الجبل وعليه صورة رجل واقف امام النار بخشوع”. محمد معين، مزديسنا وأدب بارسى، ص278.
ويقول المستشرق الفرنسي رومى گریشمن (1895 – 1979م) بهذا الصدد:” نحن نعرف ثلاثة قبور من عهد الهخامنشيين، أحدها في پاسارگاد قد حفر بأمر كورش، والثاني جزء من نقش رستم في كتيبة مقبرة داريوش، يحتمل أن يكون هو الذي أمر بحفره وصنعه. والثالث في شوش، ويظهر منه أنه من عهد أردشير الثاني…”. محمد معين، مزديسنا وأدب بارسى، ص278.
والذي ينبغي النظر فيه هو أن نرى كيف كان موقف زرادشت من هذا العمل؟ فهل انه كان قد نهى عنه ولكنه عاد بعده مرة اخرى حتى أصبح العمل رکنا ًمن دینه؟ أو انه لم يكن يخالف الناس في تقديسهم وتعظيمهم للنار على ما كانوا عليه من ذلك؟
نحن إن جعلنا الافستا والروايات الزرادشتية مستنداً للإجابة على التساؤل المطروح، كان الجواب، أن زرادشت نفسه كان يوافقهم على هذا العمل. مرتضى مطهري، الاسلام وإيران، المرجع السابق، ص158 – 168.
ومن جانب آخر يقول الدكتور محمد معين: “وان اسم (آذر) انما هو اسم لأحد أرباب باب مزدیسنا، وهو رب النوع للنار أو الملاك الخاص الموكل بها: (آذر ایزد = ایزدان) ويدعى في الافستا أنه: أبن آهورامزدا (= كما قالت النصارى:المسيح ابن الله!)”. مطهري، المرجع السابق؛ و لذلك قال القس المسيحي (هاشو) الذي أطفأ النار المقدسة في أحد معابد النار بحالة من الغضب وقال:” إنه ليس بيتاً من بيوت الله، وليست النار بنتاً لله . ولكنها بنت تستخدمها الملوك والسفلة، الفقراء والصعاليك”. ارثر كريستنسن، إيران في عهد الساسانيين، ص135. وانما ارادوا بهذا التعبير عن عظمة النارعندهم، کما دعو (اسپندارمد) أو الملاك الموكل بالأرض: ابنة آهورامزدا (= كما قالت العرب: الملائكة بنات الله!) نظراً إلى كثرة منافع الأرض وطيباتها وقد جاء في البند السابع من كتاب يسنا ۲۵ أحد أجزاء الافستا: ” نُبَجِجِلُك أيتها النار، يا إبن آهورامزدا سيد نظام الطقوس المقدس، نُبَجِل كل النيران، وجبل أوشي – دارينا المقدس الذي خلقه مازدا، ويازاد المتألق بالقداسة”. ياسنا، 25، الفقرة 7، ضمن كتاب الآفستا، اعداد خليل عبد الرحمن، دمشق، مطبعة دار الحياة، 2007م، ص106.
غير أن الترجمة الصحيحة للنص الافستي جاءت عند الدكتور محمد معيني بالشكل التالي:” أن تعبد آذر ابن أهورا مزدا، ونثني علیك یا آذر المقدس وابن آهورامزدا وسید الحق والصدق، ونعبد جميع أنواع النار…” . مزديسنا وأدب بارسى، ص276.
ولا نستطيع أن تحصل على قرائن تاريخية تفيد أن زرادشت کان مخالفاً لتعظيم وتقديس النار.. بل نجد، في (الكاتا – الكاثا) الذي هو القسم الأكثر اعتبار من الافستا الساسانية من حيث النسبة الى زرادشت كلاما عن رفع الحاجة إلى آلهة النار… بل ويدعي البعض: أن عقيدة نفس زرادشت تختلف مع نراه ونجده عنه في قسمي : اليسنا واليشتها من الآفستا.
يقول المستشرق والدبلوماسي البريطاني جان ناس(1869- 1980م) بهذا الخصوص:” ولم يبق من الأعمال والعبادات والآداب التشريفات الدينية الزرادشتية الأصيلة شيء يذكر، وانما يعلم أن زرادشت قد نسخ مناسك ومراسم الايرانيين القدماء المبنية على العقيدة بالسحر وعبادة الأوثان، والتي كانت هي قبل نسخ زرادشت في طريقها الى الزوال، وإنما بقي من مذهب زرادشت مرسوم عبادة واحد فقط، وهو كما قيل أن زرادشت قتل وهو واقف في محراب عبادته للنار المقدسة!، وقد جاء في أحد أناشيد(الكاتا) أن زرادشت کان یقول: “إني حين أرفع يد الضراعة الى النار المقدسة أراني براً صحيح العمل”. وقد عدت النار في موضع آخر من عطايا (يزدان) التي وهبها(آهورامزدا) للإنسان تكريماً له وتعظيماً! وليعلم أن زرادشت نفسه لم يكن يعبد النيران، بل كان يعتقد فيها ما كان يعتقد به آباؤوه في شأن هذا العنصر المقدس، وهو يختلف في عقيدته بشأنها مع ما يعتقده فيها عباد النار المتأخرون عنه، وإنما كان يرى أن النار رمز مقدس وشارة ثمينة من آهورامزدا يستطيع الإنسان أن يتوصل بها الى ماهية الحقيقة العلوية للرّب العليم”.
وسواءً أن كان زرادشت يقدس النار أولا يقدسها، وعلى فرض تقديسه لها فعلی أی صورة كان يفعل…؟ ، ومما هو معلوم أن تعظيم النار وتقديسها وتكريمها وعبادتها شاع بعد زرادشت بين أتباعه بحيث أصبح أکبر شعار الزرادشتية وهو بعد باق إلى اليوم، فبيوت النيران تبني بين المجوس کما تبنى الكنائس للمسيحيين، والكنيسات لليهود والمساجد بين المسلمين. وعرفت الزرادشتية في عهد الساسانيين باسم عبدة النار(وكان المسيحيون الذين وجدوا لأأقدامهم مواضع في بلاط الساسانيين – يجادلون مع هؤلاء بشأن عبادتهم للنار). وكتب کریستنسن يقول: اوجب تقدم دين المسيح في أراضي الأرمن اضطراباً للدولة الإيرانية، فشاور مهر نرسی ملك ایران مع علماء الزرادشتية، ثم كتب مرسوماً ملكيا دعا فيه النصارى في ایران إلى ترك دین عیسی وقبول دین زرادشت، وطلب فيه منهم أن يكتبوا له أصول دينهم. فكتبوا اليه كتاباً تجاسروا فيه عليه وذكروا فيه يقولون: “… فاعلم علم اليقين أننا لن نعبد أبداً ما تعبدون، لن نعبد العناصر والشمس والقمر والهواء والنار، ولن نعبد هذه الالهة كلها التي تسمونها في الارض والسماء. ولكنا، كما تعلمنا، نعبد إلهاً واحداً حقاً هو خالق السماء والارض وما فيها…”. ايران في عهد الساسانيين، ص 272.
وكتب المستشرق الدانماركي في الفصل الثامن من كتابه يقول:”… ان رجال دین زرادشت كانوا يتقهقرون كل يوم قدم إلى الوراء، ولم يبق لهم ما کانوا يتمتعون به من القدرة في البلاط و الدولة حتى يستطيعوا أن يصدوا ما يحدث بضدهم من حوادث دينية مضادة، ولهذا فقد تخفف ما كانوا يحملوه على الناس من ظلم و تجاوز باسم الدين… و تقدمت الحكمة و الفلسفة في الأوساط العلمية على احكام الدین، و كلما توسع أفق الفكر لديهم كانت الشكوك و الوساوس تتسع في أذهانهم شيئا فشيئا… و اخذت السذاجة و البساطة للاساطير القديمة الي كانت في بعض اجزاء مزدیسنا تقلق حتى علماء الدين و تؤديهم، ولهذا فقد اخذوا يصنعون لها تأويلات استدلالية لتوجيه الحكايات القصصية وحاولوا أن يوجهوها بالطرق العقلية… يقول أحد (المغان) في حواره مع جيورجيس (گیورگیس) المسيحي: “نحن لا ترى النار إلهاً من دون الله، بل ما تعبدها إلا لكی نعبد الله، كما تعبدونه انتم بواسطة الصليب”. فأجابه جيورجيس ( گیورگیس) المسيحي الذي كان هو أحد رجال دين زرادشت وقد ارتد إلى المسيحية بتلاوة بعض العبارات من الافستا اثنى فيها على النار ما یثنی على الله، فقلق ذلک (المغ) وحاول الاجابة فقال: “نحن انما نعبد النار لانها و آهورامزدا من عنصر واحد”، فسأله جيورجيس:” أفي في النار كل ما في آهورامزدا، أجابه المغ: نعم! فقال جيورجيس: أن النار تحرق الانجاس و الأرجاس و الأرواث و كل ما تجده، فهل أن اهورامزدا أيضا يحرق هذه الاشياء؟! فلما بلغ الكلام إلى هنا عجز المغ عن جوابه فسکت “.ارثر كريستنسن، ايران في عهد الساسانيين، ص418 – 419.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مزدیسنا و ادب پارسی:

كتب الدكتور محمد معين )عفا الله عنه وعافاه (كتابا بهذا الاسم، استفدنا نحن منه في بحوثنا هذه كثيرة. وهدف هذا الكتاب كما يحكيه اسمه ومقدمة المؤلف – امرعلمی بسيط هو: أن نرى مدى انعكاس اللغات المجوسية والأفكار الزرداشتية في الأدب الفارسی اليوم. وهذا العمل من الناحية العلمية مفید بل ضروري. و لكن ابراهیم پور داود الذي كان الاستاذ المرشد للدكتور معين ونافذا فيه و في افكاره نفوذا منقطع النظير قد بين في تقديمه الكتاب الهدف الأصيل منه، وهو: اثبات آن روح الايرانيين كانت ولازالت في طول تاريخها الممتد آلاف السنين بل حتى في العهود الإسلامية: روح زرداشتية! وأنه لم يتمكن أي عامل من العوامل أن يجعل هذه الروح تحت شعاع نفوذه، بل أن هذه الروح هي التي أثرت في تلك العوامل وجعلتها متأثرة بها وصهرتها في نفسها : « ان الدين الذي وصل على ايدي الفاتحين العرب إلى الفرس، تأثرهنا بلون ایرانی يدعى «التشيع» ممتازة عن مذاهب السنة« ویری پورداود: آن الاسلام الواقعي هو اسلام

ان پور داود يرى أن العامل الأصيل في التأثير في روحيات الأفراد هو الاقليم و العنصر

و اللسان، ثم يبني على هذا الأساس فلسفته التي تقول: أن الروح الايرانية – حتى اليوم – هي الروح المزديستاوية أي المجوسية الزرداشتية ! بينا كلنا يعلم أنه لم يبق الآن عنصر او دم سالم يمكننا أن نفخر به، فقد كثر اختلاط اقوام الترک المغول والعرب واليونان والهنود وغيرهم وهكذا الامتزاج بسبب الزواج كثرة لايمكن لأحد أن يدعى اليوم انه ایرانی خالص صريح اوغيره! فمثلا لاندری آن پورداود الى ماذا ينتمى من هذه الدماء؟ و من المحتمل أن يكون من قبل ابيه عربية امويا و من قبل الأم مغولي چنگيزيا ! لايعلمه إلا الله. و اللسان كالعنصر و الدم ؛ ففضلا عن اختلاط جميع اللغات، نرى أن اللغة الفارسية اليوم های لغة ناحية من ايران القديم )خراسان( لاجمیع ایران، و بين هذه ال لغة و أوستابون

بعيد كما بين السماء و الأرض. اذن فلايبقى لنا سوى الاقليم و القطر، و قطرنا اليوم – كما يقول پور داود – هو قطعة من الأرض الإيرانية القديمة. و النتيجة: أن فلسفة پور داود تقول: أن جميع المعاجز الروحية و النفسية تكمن في الماء و التراب، وأن الجنس والفصل للروح الايرانية عبارة عن هذين العنصر ين لاغير! و أما أن روح اوستايكمن في الروح الايرانية فلأن اوستا – بما فيه من خرافات و اوهام – من منتجات هذه التربة وهذا الماء.

و يقول پور اود:

۱ء أسلوب التفكير و الحياة فينا – تماماً كالعنصر والدم و ال لغة – انما هي من ديون أحياة و اسلوب الفكر و العنصر و اللغة لأولئك الذين يعدون أسلافنا منذ آلاف

السنين » ۱۴۲ .

و أنا اقول: أن حياتناو اسلوب تفكيرنا – تماماً كالعنصرو الدم و ال لغة بل و اكثر من ذلک – قد تحول تحولا كبيرا، وأن موهبة الاستعداد الفكري الايراني رفضت الخرافات الشتوية و عيادة النيران و الشمس و الانسان و شرب ماء هيومه وكثيرا من هذا القبيل رفضا باتا، وذلك في ضوء التعاليم الإسلامية السامية. ومن باب أن »الغريق يتشبث بكل حشيش» تشبت پور داود بكلمات الشعراء و العرفاء الايراني ين الذين كانوا يتكلمون باللغه العرفانية الخاصة، وقرون متطاولة من الخرافات الدموية و العنصرية والاقليمية والقطرية ، وتعودوا أن يفكروا في الوطن الإسلامي العالمى؛ فيفسر كلماتهم العرفانية في بيوت النيران والحمرة و «المغ» بعنوان انهم يتظاهرون بكلماتهم هذه بالميل إلى نفس تلك الخرافات البالية، ولذلك فهو يقول : ان قلب الايراني كان بعد خمود بيوت النيران بیت نار ل لغرام، ويرى أن بلسمه مغان = شيخ بيوت التار» الذي طالما قد نزح من هذه الديار، ولا تصل اليه ابدی بید

المریدین ).

و أنا أيضا أقول: آن قلب الشاعر والكاتب العارف الايراني – کا لحافظ و سعدی و مولوی و جامی و مئات غيرهم من اضرابهم و الذين من بعدهم – بيت نار للغرام، و بلسمه بيد شيخ ذلك البيت. . . الا أن بيت النار هذه ليست تلک البيت التي تعبد فيها تلك النار الطبيعية و التي يصاحبها برسمه و برسم دان و برسمچين و الطست ذات الثقوب التسعة و سائر الآلات و الأدوات. بل ان بيت النار هذه ليس لها اسم تدعى به، و كذلك الشيخ الذي بیده بلسم الأدواء ليس ذلك الشيخ ذا الملابس البيضاء و الملثم الذي بيده برسمه يقلب بها

النيران و الذي يصرف عمره في اتفه اشد الأمور خرافة … بل ان الشيخ هنا هود ذلک الولي او السالک المرشد، الذي عرفه الايراني بعد تعرفه على المفاهيم الاسلامية السامية ۱۴۴ .

أما الذي يعبرعنه پور داود يشيخ المغان فقد مضت قرون قد طرده فيها الايراني من ایران. و أخطأت اذ قلت: أن يد الايراني لا تصل اليوم إلى حجر أولئك الشيوخ المجوس بل أن ايدى هؤلاء الشيوخ المجوس لا تصل إلى حجر ایران و الايرانيين. و لوكانت الايدى لا تصل اليهم فان بدی پور داود تصل اليهم قطعا، وكان يتنعم طوال سنين مديدة بأموال اولئک الذين اطلقوا انفسهم من الذين نهبوا أموال الهنود الفقراء بالمساومة مع الاستعمار البريطاني، وكان يطعن هذه الأمة الشريفة من خلفها يريد أن يرد ايديها إلى الاغلال التليدة البالية: بيوت النار و برسمه و برسمچين و هومه وغيرها …

وآسف أن الدكتور المعين كان قد تأثر بالدکتور پور داود، فأخذ يعقب اهدافه و احيانا يحط من شأن الاسلام للدفاع عن الزرداشتية… بينما كنت اجده غير بعيد عن الضمير و الوجدان بل والامان و اصول الإسلام. يبحث هذا الدكتور المعين في ص 76 من كتابه حول حقيقة وجود زرادشت و

اسطوريته ويقول: «وقد ابدى بعض العلماء مثل هو سینگ رأيه في زرداشت يقول : انه

شخصية اسطورية تماما مثل رستم و زال و اسفنديار«.

ثم يقول: «ولا يخفى أن هذه النظرية اي التشكيك في حقيقة وجود هذا الشخص

ابدیت من قبل مختلف الأوساط في كل فرد من افراد الأنبياء و الرسل و أئمة الدين« و يعلق في الهامش يقول: «حتى حول عیسی و محمد صلى الله عليه و آله و سلم !

عجيب أن يقيس مسلم يدعي الإسلام وجود الرسول المقدس بوجود زرادشت، او يقيس فرضية علمية العالم محقق بشأن زرادشت مما قاله او يقوله شخص مزعوم بشأن رسول الإسلام للوقيعة بالمسلمين !.
ويبحث في ص ۲۷۳ حول قداسة النيران فيقول: «للنار في الأديان الآرية کالبرهمية و الزرادشتية، والأديان السامية اليهودية و المسيحية و الإسلام، و حتی بین الافريقيين عباد الأصنام… للنار في هذه الأديان جميعها أهمية خاصة».

وأنا لا آدري ايـن وجد هذا الرجل للنار حرمة في الإسلام و هو رجل صاحب قلم و کتاب و قد ترعرع في أسرة مسلمة اصيلة في الإسلام. انما الذي في القرآن هو: أن الجن و الشياطين مخلوقين من النار، و أن الانسان من التراب، و أن الانسان الترابي تقرب إلى الله وأن الشيطان ابعد عن قرب الله سبحانه . وفي ص ۱۵ بصدد الكلام بشأن ما يدعى « فره ايزدي » يقول: «ان فره ایزدي کیا في « زامیادیشت» نور رباني اذا اصاب شخصا تسامي في حياته، فالذي يصل إلى الملوكية هو الذي أصابه هذا النور و بذلك يستحق التاج والعرش، ويصبح عادة قائمة بالقسط ! وناجحة في أمـوره، و أن التكامل النفسي و الروحي يكون من هذا النور، و أن النبوة و الرسالة ايضا من هذا النور»!. ويقول في ص ۲۰ : « كانوا يتصورون فر ایزدی كما في اوستا زامیادیشت البنود : ۳۳

و 40 بصورة طير أو عقاب« ثم نقل في هامش نفس هذه الصفحة تلك القصة التي ذكرناها قبل هذا في أن فرایزدي كان يطارد اردشير بصورة خروف!.

الذين نهبوا أموال الهنود الفقراء بالمساومة مع الاستعمار البريطاني، وكان يطعن هذه الأمة الشريفة من خلفها يريد أن يرد ايديها إلى الاغلال التليدة البالية: بيوت النار و برسمه و برسمچين و هومه وغيرها …

و آسف أن الدكتور المعين كان قد تأثر بالدکتور پور داود، فأخذ يعقب اهدافه و احيانا يحط من شأن الاسلام للدفاع عن الزرداشتية… بينما كنت اجده غير بعيد عن الضمير و الوجدان بل و الامان و اصول الإسلام. يبحث هذا الدكتور المعين في ص 76 من كتابه حول حقيقة وجود زرادشت و

اسطوريته ويقول: «وقد ابدى بعض العلماء مثل هو سینگ رأيه في زرداشت يقول : انه

شخصية اسطورية تماما مثل رستم و زال و اسفنديار«.