23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

أيام قليلة ويدخل علينا شهر رمضان فيتسارع بعض المسلمون واؤكد هنا على كلمة بعض (لأَنِّي هنا لا أعني في كلامي ذوي النيات الحسنة ) الى المبالغة في التسبيح والاستغفار والالتزام في اوقات الصلاة ومواعيدها وإجبار النفس على الصوم ويلجأ المتمكنون منهم الى التباهي في إقامة موائد الافطار بشكل علني ويكثرون من الزكاة ومساعدة المحتاجين والمعوزين على عكس ماهم عليه باقي أيام أشهر السنة ، عندما نستغرب ونسألهم عن هذا التغيير المفاجئ في س…لوكهم يردون عليك على ان رمضان شهر الطاعة والاستغفار ! كأن طريق الفلاح والنجاح ودعائم الدين والإيمان بالالتزام بطاعة الله ورسوله تقتصر على هذا الشهر فقط وان أجرهم عند الله سيثبت وأبواب الجنة باتت محسومة لاجدال فيها لاستقبالهم بالرغم من كل معصياتهم وفسادهم ونفاقهم ومكرهم وحقدهم طيلة أيام السنة … يا لمجتمعاتنا المريضة وشعوبنا التعبة أين أنتم من صرخات الحرة الايزيدية التي أغتصبها الاحمق الدنئ أما هزت ضمائركم صرخات المستضعفات ،

أين أنتم من صرخات الأمهات العراقيات المفجوعات وهن يبحثن عن مصير أبنائهن المجهول ممن كانوا في معسكرات سبايكر وحالات آلاف من الأمهات اللاتي فقدن اعزاءهن ولايعرفن مصيرهم، أين أنتم من نداءات من يحاصرهم الدواعش في المدن والاقضية وقد جعلهم دروع بشرية لحمايته ، أين أنتم من المرأة التي شدت أبناءها الثلاث الصغار قبل أيام على خصرها ورمت بنفسها وأولادها في نهر الفرات للخلاص من الجوع القاتل فالموت كان لها أرحم من عيشة الذل والاهانة، أين أنتم من مراكز إيواء اليتامى المكتظة اليوم بالاطفال وأين أنتم من الأطفال الذين أصبحوا اليوم ضحايا الشوارع وأستغلال أصحاب النفوس الضعيفة، أين أنتم وأين وأين ..أتركوا نفاقكم الديني حين تتظاهرون بمظهر التدين والالتزام وأنتم بعيدون تماما عن روح الدين وقيمه ، فليس كل من أطلق لحيته في هذا الشهر و ليس كل من تنقبت أصبحوا أحباب الله , فعبادة الله ليست موسمية كما علمتني أمي وان التقوى والاستقامة يجب ان تلازمنا ماحيينا كما علمني أبي ، وان عبادة الله أيمان في القلب والروح والعقل وليس عادة نتوارثها في شهر معين من أشهر السنة . واخيراً وكما قال الإمام الشافعي .. معي صواب يحتمل الخطأ، ومع خصمي خطأ يحتمل الصواب .