10 أبريل، 2024 7:19 م
Search
Close this search box.

عاهة السلطة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

السلطة عاهة مزمنة مستوطنة في الأنظمة السياسية لدول المنطقة خصوصا العربية , التي تفاقمت فيها وتطورت وتحولت إلى طاعون يُردي البلاد والعباد.
كنت أتابع مقابلة مع أحد قادة اليمن السابقين , وجوهر ما قاله يتمحور حول السلطة , أي التمكن من الحكم , فالصراعات والدمارات وسفك الدماء والإغتيالات , خلاصتها التفرد بالسلط من قبل هذه الفئة أو تلك , ولا يعنيها الوطن والمواطن لا من بعيد ولا من قريب.
المهم كرسي الحكم , وليحترق الوطن على مَن فيه.
وما ذكره يلخص متواليات المآسي العاصفة في ديارنا منذ تأسيس دولنا وحتى اليوم.
دول بلا سيادة وعليها أن تتبع وتقبع , لكنها تأتي بأنظمة حكم تدّعي غير ذلك , وتحسب أنها تحكم دولا ذات سيادة وإستقلالية وقدرة حضارية معاصرة , وما هي إلا أوهام وهذيانات وأكاذيب للتمسك بالكراسي وتأكيد قدرات الإستحواذ على مقدرات الوطن.
فدولنا تمارس ذات السلوك بآليات تتنوع لكن هدفها واحد ولا فرق بينها , فالوطن منهوك والمواطن مستعبَد ومقهور , والعناء سائد والحرمان من أبسط الحاجات قائد , وما يعكر حياة المواطنين يكون وسيلة للحكم , ومنهاجا تمضي عليه الأحزاب والفئات والأفراد , لتأمين إستحواذها على خيرات البلاد , وإحتكار المنافع والإمتيازات , ودفع الناس للتلهي بالحرمان , وإستلطاف الفقر والعناء , ولأبواق الكراسي المؤدينة دورها الكبير في ترسيخ هذه العاهة لأنها تدر عليها منافع وغنائم ومكرمات.
وفي بلدٍ كالعراق الذي فيه ما يكفي المواطنين ويزيد من الثروات والفرص والتطلعات , تواجدت أنظمة حكم لا تعترف بالوطن والمواطنين , وأكثرها عقائدية ذات تصورات وهمية تمسكت بها فقضت على ذاتها وموضوعها , فصار الوطن بلا كيان ولا ملامح , وأضحت التبعية هي العنوان , والمذهبية قانون لتدمير الإنسان وإلغاء البنيان.
فالساعون إلى حكم البلاد يتنمرون على العباد , وتطفح أنانيتهم وتضيق آفاق رؤاهم , فقبل الحكم كانوا ينادون بحقوق الشعب وبعد تسنمهم للحكم صار همّهم رغباتهم وما يستحوذون عليه وحسب , فيتحقق أشرس صراع حول الأطماع السلطوية ذات القيمة المادية الخيالية , وبهذه الآليات التفاعلية تندحر البلدان وتتيه في مدارات الويلات والتداعيات الحافة بها من جميع الأركان , ويكون القتل هو الدليل والبرهان.
ولن تكون الشعوب التي تفترسها عاهة السلطة , ويتمكن من وعيها الكرسي السافر الطغيان!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب