مرت الذكرى الحزينة الاولى لسقوط الموصل العزيزة بيد التنظيم الارهابي (داعش ومن معه),هذه الحادثة التي المتنا كثيرا وجعلتنا نعيد حساباتنا ونظرتنا الى تصرفات الدولة العراقية الحديثة التي كان يفترض بها التحسب والحذر منها ومن غيرها ولكن حصل الذي حصل واصبح الامر واقع حال شئنا ام ابينا ,واليوم ونحن نستعرض ماجرى سنلقي الضوء على نتائجه والعمل المضاد له .
سقوط الموصل ومن بعدها صلاح الدين والرمادي والعمليات المضادة التي قامت بها القطعات العسكرية والامنية والجماهيرية كانت على شكل مد وجزر فمرة ينشط التنظيم الارهابي ويتمدد ويقتل الاهالي ويغتصب النساء ويسبي العيال وينتقم من الاجهزة الامنية والجيش بطريقة قذرة تدل على عقيدته الفاسده ومنهجيته في التعامل مع الشعب العراقي ,ومرة تقوم القطعات الامنية بعمليات قاصمة لظهر داعش وتكسره كما حصل في جرف الصخر وتكريت وسامراء والعظيم وحمرين وتنقض عليه وتبيد اغلب عناصره اي ان النصر ممكن تحقيقه في حال توفرت الظروف الصحية والنفسية لدى المجتمع ,ولكن اجمالا اقول ان المتحقق من الانتصارت وان كان كبيرا ورائعا ويبشر بخير هو لايرقى الى الطموح من حيث كرامة العراقي كانسان والشعب والدولة ,لاننا نريد طرد التنظيم واعوانه من المتخاذلين والمتامرين وخصوصا الموجودين في اعلى العملية السياسية .
ان من اهم اسباب ماحدث هو التباعد بين مكونات الشعب وانحياز كل جهة مذهبية دينية الى من يمثلها وهذا سبب شرخا في الثقة المجتمعية بين مكونات الشعب ثم الخطابات التحريضية المستمرة والتي لم تدعم الدولة ولا الحكومة في تادية عملها وهذا ايضا ساعد في تهيئة جو مريض استطاعت المجاميع الارهابية استغلاله والنفوذ من خلاله ثم والاهم هو عدم تعامل الحكومة السابقة بمهنية مع ابناء الشعب كافة فالفوقفية والتحيز والانخراط في سجالات ومشاكل نحن في غنى عنها مع كل الكتل السياسية المشتركة في الدولة وسياسة فرض الراي التي اتبعها رئيس الوزراء نوري المالكي ومحاولة اجباره الكل بالسير وراءه حتى بدون معرفة ,ايضا عدم مهنية القادة العسكريين والامنيين لواجباتهم وعملهم فهم كانوا فوضويين لاياخذون بمشورة احد وردود افعالهم انفعالية غير مدروسة ساهمت باسقاط الثقة بهم وفشلوا ايضا في جعل الجيش مؤسسة غايتها حماية البلد بل استشرى الفساد المالي وانهارت الذمم حتى وصل الامر الى التجاوز على مرتبات المراتب البسطاء وجعل حياتهم صعبة جدا وبحجج واهية اي ان هدفهم سرقة المزيد من الاموال وليس بناء مؤسسة عسكرية محترفة رغم الاموال الطائلة التي صرفت .
ايضا هناك المؤمرات الاقليمية والدولية والتي وفرت الدعم الكبير لهذه المجاميع المجرمة وجعلت العراق ساحة حرب وتصفية ,وخلطت هذه الجهات بين العراق كشعب وبين معتقداتها الخائرة المريضة واندفعت باعلام مريض لتشويه صورة الوحدة المجتمعية وفرقت الصفوف مع الاسف لان هناك من اتبعها وسار خلف ماتريد .
اذن هذا الذي تسبب فيما حصل من ماساة فهل نجحت الحكومة الحالية بمعالجتها ؟لحد الان الجواب كلا ولكن يلوح في الافق مايدل على هذا الامر واليوم وبعد انخراط الفصائل المدنية المسلحة مع القوات الامنية لتحرير الارض المغتصبة وتضحياتها الجسام نرى ان واجب الجميع وبلا استثناء هو دعم هذه الجهود المشتركة وتهيئة الاجواء المناسبة لذلك والابتعاد عن كل الخطابات التحريضية الداعمة للارهاب والابتعاد عن سياسة التسقيط للقوى الامنية ومن معها والايمان بان العراق بلد الجميع وعي الجميع حمايته والدفاع عنه .
النصر ان شاء الله تعالى قادم وسيكتب التاريخ باقلام من نور من حمى العراق وجاهد وضحى من اجله ومن باع العراق وساعد الارهاب ومضى خائنا الى جهنم .