قبل عام كانوا يمارسون التظاهر بخجل غير موقنين انهم يستطيعوا ان يتظاهروا , قبل عام كان المالكي يعتقد انهم في قبضته , قبل عام كان الكل يقول انهم خانعون ومتعاونون مع من يريدهم ان يكونوا كذلك . قبل عام بدءوا التظاهر ومن ثم الاعتصام في العراء . قبل عام تركوا المدن وزحفوا على الخط السريع . انهم ثلة من المهضومين المقهورين ومن السياسيين والبرلمانيين والعلماء والشيوخ والمثقفين والليبراليين والإسلاميين .تجمعوا وكان تجمعهم انتصارا للحق .
جاء السياسيون مهرولين , يتسابقون نحو المنصة , محظوظ من القى كلمة في ذروة الغضب ومنحوس من طاردته الاحذية والعلب .
وقف من وقف وانسحب من انسحب .
تفاجأ الكبار منهم كيف يصبح الصغار كبار !
وتفاجأ الاحرار كيف يعود الفجار احبار !
على المنصات بقى واستأسد احمد العلوان ….وعلي الحاتم على (الجيرات) اضطجع وشرب ونام . وراهنوا على الصمود وزرع النخيل .
شيوخ ….. شيوخ…. شيوخ….. , يا محلا لم الشمل والتسابق في اطعام الغير . وحالهم حال ألسياسيين كبار اصبحوا صغار وصغار اصبحوا كبار !
علماء الدين معظمهم كانوا في الساحة , خطبوا وعلا صوتهم , طوقهم الوقف وما خافوا وطاردوهم وباتوا في الشتات وفي ذمة الله , خلطوا السياسة بالدين وكادوا ينجحون لولا اختلاط الامر عليهم .
خطب وشعر ودبكات وابو ابراهيم يهلهل ويعلوا صوته نحو السرادق والخيمات .
خيام ومنصات وشباب وشيوخ في ساحات اراد الله لها ان تكون ساحة عرس الاعراس .
اختراقات ومندسون في ساحات العز ! كيف جاءوا ومن ناداهم ؟
اعلاميون ومهتمون ومؤرخون يتسابقون لمليء الحدث ولا امتلاء !
تدويل وأمم متحدة وكوبلر واتحاد اوربي ومنظمات دولية ومحلية ! حاولوا وما زالوا واتهموا بالانحياز وعدم اللامبالاة .
احزاب وحملات انتخابية تتبنى الحراك وتتزاحم فيما بينها لحصاد الاصوات , كلها في فناء والحراك باق .
بعام اسقط الحراك المحافظ وبعام جاء بعده محافظ ومعه مستشارين ومعاونين , اغلبهم من رحم الحراك منبثقون .من يبقى مع الحراك ومن يغادر الحراك ؟ غادروه بعد ان سرقوه واليوم يتكلمون ويتكلمون وكأنهم ما عادوا من الحراك .
محافظات ست وجوامع ومساجد ومجزرة الحويجة وقتل ودماء في الفلوجة وفي الطريق الى سارية سارت دماء الشهداء .
وفي الجانب الاخر متعاطفون ساكتون …. يتكلمون ثم يسكتون يحاكون ويتمنون ان يكون حراكهم بحراك . لسان حالهم يقول ما الذي يجري انهم سبقونا ! كنا نعتقد اننا الافضل والأوحد في حشد الجموع المليونية . اننا معهم بسلميتهم ونتعاطف معهم لكننا لا نذهب الى ساحاتهم ولا نهتف من على منصاتهم …
وفي الجانب الاخر ايضا وزراء ورئيس وزراء وبرلمانيون وسياسيون وقادة ميليشيات وإعلاميون وصحوات جدد ينعتونهم بالنتنات ولا يعترفون بهم ويتمنون ان تتاح الفرصه لكي تحرق الخيام والسرادق وتنطوي قصتهم .
عام على بقاءهم …. وصمود السلمية وجمع موحدة واحتفالات مبرمجة واختراقات مبهمة لا ينفى انها تسللت . عام والحكومة تقول ان المطالب لا يرقى لها ان تكون مطالب مشروعة .. عام والحكومة لم تصل الى ساحاتهم …. عام والحكومة لم تناديهم ولم تسميهم بمسمياتهم . وعام والبرلمان لم يناقش مطالبهم وكيف به وهو غارق في مشاكله .
عام جديد والمعتصمون ماذا يا ترى يفعلون ؟ هل يصمدون عام بعد عام ويكسرون الارقام الحديدية ؟ ام نهم سوف يسرقون ويفرغون من غير ن يشعروا ؟