عام على سقوط نينوى, بسبب انهيار القوات الامنية, أمام تنظيم مايعرف بداعش, الذي أخذ بالسيطرة على بعض المناطق في كل من سوريا والعراق.
هذا التنظيم الذي أستطاع في التاسع من حزيران, السيطرة على ثاني محافظة في العراق من حيث السكان, بدون أطلاق ولا رصاصة واحدة, وكانها قصة من ليالي الف ليلة وليلة.
سقوط هذه المدينة, خلف كثير من السلاح الثقيل والخفيف, الذي أستخدم فيما بعد لمهاجمة صلاح الدين والمدن القريبة منها.
ماحدث قد حدث، ويحتاج كل مريض الى التشخيص الجيد لتحديد العلاج، لجنة تقصي حقائق سقوط مدينة الموصل, أخذت على عاتقها، تقصي أسباب هذا الانهيار، وقامت بأرسال الاسئلة, بظروف معطرة, الى كل من السادة النجيفي والمالكي والبرزاني،لكي يتم الاجابة عليها بالاميل, لعدم توفر خدمة الفاكس في بعض الاحيان.
عام على تشكيل اللجنة التحقيقة, ولم تخرج بأي نتائج تذكر, فقدان المصداقية, وعدم الاحساس بالوطنية, هي من أهم الركائز التي أستندت عليها جميع اللجان المشكلة, لذلك هي تفضل عدم التفريط بالعلاقات الشخصية, أو المصلحية, مابين الكتل السياسية, مما يجعل التوقع بنتائجها سهلاً جداً.
نتائج هذه اللجنة، سوف تكون متوقعة, ﻻن جميع أعضائها يحابون ولا يستطيعون توجيه أي أتهام لهذه الشخصيات الثلاث، الذين هم جزء من كتلهم النيابية، أضف الى ذلك، لم يحدث أن شكلت لجنة لحدث أو أزمة ما, وخرجت بنتائج منذ تشكيل مجلس الحكم في عهد بول بريمر الى اليوم.
لم تشكل هذه اللجنة لغرض كشف الحقائق, لا ! بل شكلت لغرض تهدئة الرأي العام, الذي يمتاز بذاكرة مصابة بالزهايمر, وينسى الاحداث والكوارث بمجرد مرور الزمن.
مابين أنشغالهم بأرسال الرسائل، والاستماع للقيادات العسكرية، والشهود, والجلسات الروتينية, ندعوهم الى ترك هذه المسرحية, وأن يعملوا على ترميم ماتبقى من جدران الدولة, ويعوضوا أهالي الضحايا, ويجلبوا جثث من وجدوه من الشهداء, ولا يكلفوا أنفسهم ما لا طاقة لهم به, فلا يكلف الله نفس الا وسعها.